أسماء الحسيني (القاهرة - الخرطوم)
أشاد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بشجاعة الشباب السودانيين الذين تظاهروا سلمياً لتحقيق تطلعاتهم، موضحاً أن السودان يواجه تحديات كبيرة خلال الفترة الانتقالية.
وأضاف ماكرون، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك في ختام محادثاتهما في باريس، أن فرنسا تدعم السودان لتحقيق السلام وتصحيح الأوضاع الاقتصادية من خلال حكومة مدنية.
وتابع ماكرون، أنه يواصل دعوة الولايات المتحدة لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، كما أن فرنسا ستحتضن مؤتمراً دولياً لدعم السودان اقتصاديا، بدوره، قال حمدوك: «نقدر الدعم الفرنسي لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب».
إلى ذلك أرجأ المجلس القيادي لقوى «نداء السودان» اختيار رئيسه الجديد بعد استقالة الصادق المهدي في ختام 4 أيام من الاجتماعات بمدينة العين السخنة شرقي القاهرة.
وقالت مصادر سودانية مطلعة حضرت الاجتماعات لـ«الاتحاد» إن هناك 3 رؤساء للكتل يمكن أن تقود التحالف حتى الاتفاق على اختيار رئيس جديد، هم حامد علي نور رئيس كتلة المجتمع المدني، وعمر الدقير ممثل أحزاب نداء السودان بالداخل، وجبريل إبراهيم ممثل «الجبهة الثورية».
وأوضح «نداء السودان» أنه كون لجنة لبحث إصلاح التحالف وتطويره وإعادة هيكلته، ليتجاوب مع مهام الحاضر لاسيما وأنه قد أصبح شريكاً في الحكم، وأن اللجنة ثمنت الدور الكبير الذي لعبه الصادق المهدي طوال سنوات حكم الإنقاذ ورفضه المستمر للمشاركة في النظام والدور المهم الذي لعبه في قيادة نداء السودان والحفاظ على وحدته.
وقال المجلس القيادي لنداء السودان إنه رأى في إطار قضايا التجديد والتفاعل مع المناخ الجديد قبول الاستقالة، وأكد ضرورة استمرار نداء السودان في لعب دوره كأكبر تحالف يوحد قوى المدينة والريف وهامش وحضر السودان، وأن يعتمد نداء السودان قيادة جديدة وقد تم إحالة موضوع الهيكلة إلى المجلس الرئاسي لنداء السودان.
وأكد المجلس، أهمية الانتصار الذي حققته ثورة الشعب السوداني، الذي فتح الطريق أمام نهضة السودان وبناء نظام جديد وتصفية دولة التمكين والفساد، ودعا الاجتماع جميع السودانيين لدعم الثورة وقضايا التغيير ومؤسسات الحكم الانتقالي واستكمال أهداف الثورة.
ودعا التحالف إلى دعم التفاوض بين أطراف النزاع للوصول إلى اتفاق سلام شامل وعقد مؤتمر للسلام كجزء من العملية السلمية.
وأكد «نداء السودان» أن مفاوضات السلام من ضمن قضايا أخرى مهمة يجب أن تؤدي إلى خطة شاملة لإصلاح القطاع الأمني وبناء جيش وطني مهني واحد.
ودعا «نداء السودان» السلطة الانتقالية إلى أن تضع في صدارة أجندتها المحاسبة وإنفاذ العدالة حول الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها النظام البائد في حق السودان والسودانيين.
يأتي ذلك في وقت التقى رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك أمس بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبحث معه تعزيز العلاقات الثنائية ومساعدة فرنسا للسودان، كما التقى حمدوك وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، وسكرتارية نادي باريس لبحث شطب ديون السودان الخارجية.
كما شارك حمدوك في مراسم تشييع الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك ضمن حوالي 30 من رؤساء الدول والحكومات.
وقالت حركة تحرير السودان في بيان حول اللقاء، إنه تم بطلب حمدوك بصفته الشخصية وليس كرئيس للوزراء، بالتنسيق مع الخارجية الفرنسية، وأن الطرفين تبادلا الرؤى حول أسباب الصراع في السودان وجميع القضايا السودانية، وكيفية مخاطبة جذور الأزمة السودانية، كما جددت الحركة عدم اعترافها بالإعلان الدستوري والاتفاق الثنائي بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري ولا الحكومة التي أنشأت على أساسه.
وذكرت الحركة أن حمدوك أبدى رغبته الأكيدة في مخاطبة جذور الأزمة السودانية، وتحقيق السلام الشامل والعادل بمشاركة جميع الأطراف، وأن الطرفين اتفقا على مواصلة اللقاءات غير الرسمية وتبادل الرؤى والأفكار حول الطرق الكفيلة بحل الأزمة الوطنية.