14 يونيو 2011 19:44
تشير التقارير والدراسات الطبية إلى أن أكثر من 90% من معظم أسباب آلام الظهر ميكانيكية بحتة، نتيجة الاستعمال الخاطئ للظهر، أو نتيجة اتباع أوضاع خاطئة للجسم أثناء العمل أو الدراسة، أو لإجهاد منطقة الظهر، مما يؤدي إلى تثبت في إحدى مفاصل الفقرات، أو ما يسمى بظاهرة “الدرج القديم”.
الدكتور ولاء الأسيوطي، استشاري جراحة العظام والعمود الفقري، يقول: “تبرز ظاهرة آلام الظهر عند النساء الحوامل بصورة ملحوظة، ولأسباب عديدة، وهذه المشكلة هي مشكلة ميكانيكية بحتة. ومن أسبابها التغيرات الهرمونية للمرأة الحامل، والتي تؤدي إلى ارتخاء الأربطة والأوتار والعضلات، فضلاً عن وزن الحمل ما بين الجنين والمشيمة والماء، ويكون في المتوسط بحدود 10 كيلوجرامات، مما يؤدي إلى تغير في وضعية الجسم والضغط المستمر على منطقة أسفل الظهر، وهذا قد يؤدي إلى تثبت بأحد مفاصل الفقرات أو مفاصل الحوض. ثم إن هناك الضغط المباشر للجنين على الضفيرة وعصب الفخذ، وهذا يؤدي إلى آلام أسفل الظهر مع انتشار في الطرف السفلي. وأوضح أن من أسباب الألم أيضاً هو التواء الحوض، حيث يحدث هناك ألم في المنطقة الأمامية “العانة” والمنطقة الخلفية في اسفل الظهر، وهذا ما يدعى بألم حزام الحوض.
ولعدم وصف المسكنات للحوامل لأضرارها المحتملة على الجنين، فإن الطريقة المثلى للمعالجة تقوم إزاحة هذه التثبتات باليد لتقويم الفقرات والحوض إزالة السبب المؤدي للآلام ثم إعطاء الحامل وبشكل مبكر تمارين خاصة بالحوامل لتقوية عضلات الظهر، وهذا بدوره يؤدي إلى تسهيل الولادة”
ويضيف الدكتور الأسيوطي: “من أسباب ألم الظهر أيضاً انزلاق أو فتق النواة اللبية (الديسك)، وهي تكون نسبة أقل من 5% من مجموع المرضى وفقط منهم حوالي 7% يحتاجون إلى التدخل الجراحي، والنسبة الكبيرة منهم، أي حوالي أكثر من 90% من هؤلاء يتم علاجهم بالطرق المحافظة، وهي دوائياً – معالجات فيزيائية – تقويم الفقرات باليد – الوخز بالإبر الصينية – التخدير الموضعي.
وهناك أسباب الأخرى لآلام الظهر، ولا تشكل إلا نسبة ضئيلة مثل: فتق النواة اللبية (الديسك)، والتهاب الفقرات الروماتيزمي، والتشوهات الولادية، والالتهابات البكتيرية، والضغط النفسي، وأمراض الغدد الصم وترقرق العظام، وبعض الأورام، وزيادة حركة المفاصل في الفقرات القطنية، وتختلف أعراض آلام الظهر حسب السبب، فهناك الآلام الجذرية وهي آلام تنشأ من الظهر وتنتشر في أحد الأطراف السفلى حسب الجذر المصاب من القطني الثالث حتى العجزي الأول حسب وضع الإصابة، الآلام تكون على الأغلب نتيجة الإصابة بفتق النواة اللبية، وقد تكون هذه الأعراض مصطحبة مع إصابة عصبية تتجلى بنقص الحس أو ضعف العضلة المغذاة من هذا الجذر العصبي وفي حالة الإصابة بفتق نواة لبية كبير، قد يصيب أكثر من جذر حتى إصابة جميع الجذور المارة به، وبذلك يفقد المريض القدرة على حبس البول أو التغوط، في هذه الأحوال يجب إجراء العمل الجراحي السريع في غضون الساعات الأولى لإنقاذ المريض من هذه الحالة.
وهناك آلام الجذور الكاذبة وهي آلام تنشأ من الظهر أيضاً، ولكن يكون مصدرها أحد مفاصل الفقرات أو المفصل العجزي الحرقفي، وهذه الآلام تتميز بأنها لا تأخذ الشكل المحصور بتعصيب عصب ما وإنما تتجاوز حدودها بعض الأعصاب المجاورة.
ثم هناك الآلام الموضعية في الظهر دون انتشار في الأطراف السفلى، وهي آلام غالباً ما تكون من مصدر ميكانيكي بحت ناشئ عن تثبيت في إحدى المفاصل في المنطقة القطنية أو الحوض”.
التشخيص والعلاج
معظم حالات آلام الظهر البسيطة تكفي القصة المرضية والفحص السريري لتحديد السبب، وهذا ما يحدث في 80% من الحالات، ويتم التشخيص الشعاعي البسيط، والتصوير الطبقي المحوري بالكومبيوتر، والرنين المغناطيسي، وفحوص الدم. والمعالجة تكون حسب التشخيص المرضي والحالة السريرية للمريض وهي تختلف من حالة لأخرى. وخير وسيلة للعلاج هي الوقاية، وتتم عن طريق تقوية العضلات، زيادة اللياقة البدنية، إجراء التمارين الخاصة لكل مريض حسب طبيعة عمله المشي على طريقة المشي السريع باستعمال عصاتين طويلتين لتحريك كل العضلات. وهذه الطرق تكافح الألم دون استخدام الأدوية ودون حدوث أثار جانبية.
المصدر: أبوظبي