29 يناير 2010 21:24
من ربوع الشهباء قلعة الفن الأصيل، أطلت على أبوظبي نجمة الغناء الراقي ميادة الحناوي لتعيد إلى ذاكرة محبيها صوراً من ذكريات عمالقة الغناء الشرقي العريق. وقد شهد مسرح قصر الإمارات مساء أمس الأول حفل الخميس الأخير من كل شهر الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وقد أحيت هذه السهرة الفنانة الراقية ميادة الحناوي، وبصوتها الصافي ولغتها الجميلة قدمت المذيعة بغداد أحمد للفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو د. خالد فؤاد وفرقته، معلنة افتتاح السهرة مع ألحان محمد عبد الوهاب (فاتت جنبنا)، وموسيقى (توحة) ألحان أحمد فؤاد حسن. وبعد هاتين المقطوعتين عاد الحضور وتغنى مع الموسيقار وعبقرية عبد الوهاب، لتعود بغداد أحمد من جديد إلى المسرح وتقول: “عاد حفل الخميس الثاني من كل شهر وفي ثاني حفلاته بعد سنة ونصف السنة، معنا اليوم نجمة الغناء التي ولدت مطربة، وبقيت مطربة في زمن العمالقة، غنت للحب وغنت للقمر، وغنت أيضا للشمس، بصوتها الجميل ولحنها العذب ضيفة الخميس الفنانة ميادة الحناوي.
“أنا بعشقك”
ودخلت ميادة متألقة شامخة بكبرياء، كما هو فنها، تتهادى بثوبها الأنيق بلونه “الكثتنائي” المحتشم وقد عكس لون شعرها الذهبي والأقراط الكبيرة كانت تتحرك لتلامسه، هذا المظهر الأنيق والجميل يعبر عن رهافة الذوق وحسن الاختيار، مما جعل البعض يقول: “إنها ما زالت في نضرة الشباب وقد عادت أصغر من عمرها بعشر سنوات.
وبكل محبة وشوق استقبل الحضور نجمتهم المحبوبة وهم يرددون: “اشتقنالك”. وردت ميادة التحية بمثلها ثم صدحت بأغنية “الليالي” من كلمات عبدالرحمن الأبنودي وألحان عمار الشريف، ومن وحشة الليل انتقلت إلى وهج الأندلس وموشح “ياغائبا لا يغيب”. وازدادت السهرة توهجاً وحلاوة مع إبداع الفنان العظيم بليغ حمدي الذي تألقت ميادة في أداء ما قدمه لها من ألحان فانطلقت تترنم بأغنية “أنا بعشقك” آخذة جمهورها إلى مدارات الفن السحرية، ومع هذه الأغنية كانت تضم يديها وترفعهما نحو عرش القلب، وهي تشير إلى الجمهور مرددة: “أنا بعشقك/ أنا كلي لك/ أنا عمري لك/ يامن ملك/ روحي بهواه... الأمر لك/ طول الحياة/ بتحبني ولا أنس، قول ياحبيبي قول ياملك...
“الحب اللي كان”
وبعد أداء هذه الأغنية المؤثرة، توجهت للمايسترو خالد فؤاد وقالت له: أنت على عجلة لانتهاء الحفل لتحضر مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر، لتعود ميادة مع ألحان بليغ في أغنية “فاتت سنة” ثم انطلقت إلى “الشمس” ومع هذه الأغنية تغيرت الإضاءة في المسرح لتنعكس على الفنانة والفرقة وكأن الشمس تشرق عليهم لتجعل جمهورها مستمتعاً في بهاء أشعة الفن العريق. وكان ختام السهرة معطراً بجمال الذكرى والعودة مع بليغ حمدي إلى عالم المحبة وأجوائها التي تبهج القلوب وتؤلف بين المحبين في أكثر من أغنية: “حبينا وتحبينا”، “الحب اللي كان”.
الماضي علمني الصبر
وفي لقاء الفنانة مع الصحفيين قالت: “أحب دائماً أن أتطلع إلى الأعلى، أشوف النجوم والكواكب. لا أحب أن أتطلع إلى الأسفل، ولا إلى الوراء، دائما النظرة إلى المستقبل هي الأفضل”. وعن الماضي تؤكد ميادة: “من لم يكن له ماض ماله حاضر، الماضي علمني الصبر، علمني كيف أحترم فني، حظي جيد أن تعرفت على هؤلاء العباقرة الذين وقفوا معي وغنيت كلماتهم وألحانهم، أنا مصر فتحت لي أبوابها وتعاونت مع العديد من الملحنين فيها وما زال التعاون وبقيت صلة الود موجودة وقريباً سأكون في مصر، وهناك ألبوم جديد مع محمد سلطان، محمد ضياء الدين، صالح الشرنوبي، وأول مرة مع عمر مصطفى”.
أما عن الغيرة أو المنافسة بالفن وعلاقتها مع الفنانة وردة الجزائرية قالت: “وردة تاريخ كبير أنا أكن لها كل محبة واحترام، أنا بشوف نفسي ميادة، وردة تظل وردة، أنا كان لي الحظ أني لحقت العمالقة، لكن على الفنان أن يغير ويطور نفسه. أما الغيرة المهنية إذا كانت شريفة ومنافسة لمصلحة العمل أنا معها، أما غيرة النساء فهي موجودة لا نقدر أن نزيلها”.
أكبر تكريم لي
وعن الظهور الواعد قبلها لأختها فاتن الحناوي لماذا اختفت، بينما انطلقت ميادة قالت: “فعلاً فاتن كانت فنانة واعدة، هناك ناس عندهم طموح، وناس ما عندهم ذلك بنفس الدرجة، أنا عندي طموح وصبر، بداية فاتن الفنية كانت موفقة لكنها تزوجت وهي راضية بما هي فيه، أعتقد ما حدا بيظلم حدا، كل إنسان يأخذ ما يطمح إليه”.
ونفت ميادة أن يكون عندها أي عمل مع الفنان تامر حسني، وقالت: “أنا لم أفكر أبداً بالتمثيل، كما أننا نفتقد لمثل الأفلام التي كانت قد أدتها الفنانة شادية”.
أما عن تكريمها أخيراً في سوريا وإن كانت تطمح أن تكرم يوماً في أبوظبي، تقول تكرمت بأكثر من بلد عربي لكن تكريمي في بلدي له طعم خاص، أما في أبوظبي فإن حضوري في هذا البرنامج الأصيل أعتبره أكبر تكريم لي، وخاصة أن هذا البرنامج يعيدنا إلى الأغاني والألحان الراقية والأصيلة. واهتمام القائمين على هذا البرنامج هو تكريم للفنانين الذين يقدمون فيه”.
عشر سنوات للوراء
في رأي بعض الحضور من الجمهور، تقول ندى مخللاتي: “ميادة كأنها عادت بنا عشر سنوات إلى الوراء، هذا الحفل ذكرني بأيام الفنانة العظيمة أم كلثوم، وذلك الفن العظيم، ولو أن أم كلثوم ما حدا بيحل مكانها، لكن وقفة ميادة وكبرياءها على المسرح، وكذلك لباسها الجميل والمحتشم قريبة منها، هذه السهرة كانت رائعة نشكر المنظمين لمثل هذه الاحتفالات”.
أما هناء الأشقر فتقول: “هذه فنانة صوت وصورة، وسهرتها من أجمل الحفلات نحن بحاجة إلى هذا الفن الراقي، كل التحية والشكر لهيئة أبوظبي على كل البرامج الراقية التي يقومون بتنظيمها، وهذه الحفلة فيها من كل الأعمار، هذا يعني أن الشباب أيضاً يحبون هذا الفن ويحضرونه وأن الطرب الأصيل محبب أيضاً للجيل الجديد”.
وتعبر جمانة القرة عن سرورها بقولها: “كانت السهرة جميلة جداً، العاصمة أبوظبي وبما تقدمه من حفلات فنية، كأنها عما تزهر وتشتعل بالفرح والغناء والموسيقى والثقافي، هذا النشاط الثقافي المفيد يشكل فائدة متنوعة وراحة للجميع”
المصدر: أبوظبي