السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ويغفر ما دون ذلك..

7 سبتمبر 2010 22:28
قال الله تعالى: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً) النساء 48. لما كان الإنسان مزيجاً من العقل والشهوة والغرائز المتعارضة كان لابد أن يقع في مكامن المحظورات قليلاً أو كثيراً ولا ينجو من ذلك إنسان في عصر ما أو مكان ما إلا الذين عصمهم الله تعالى وهم الأنبياء ليكونوا نماذج كاملة أمام البشرية تسعى لتصل إليهم في مستوى الفضائل والكمالات . وإذا كان المحظور متعدد الأنواع والأصناف ويتجدد بتجدد العصور. فقد وضع الحق سبحانه وتعالى أمام عباده قانوناً واضحاً حتى لا ييأسوا أو تظلم عليهم الحياة فيرونها سوداء قاتمة، وإذا رأى الإنسان الدنيا بهذا المنظار فقد ينفجر كالبركان فيدمر نفسه وما حوله، فكان لابد من الأمل وهو رحمة الله تعالى لتأخذ بيد الناس فتجبر ضعفهم، وتزيل الظلمة من عقولهم وقلوبهم، وهذه الآية الكريمة من أعظم الآيات التي تنير طريق البشرية بالأمل وتفتح لها باب التصحيح لما كان منها من انحراف أو خلل وقد ضمن الحق سبحانه وتعالى أن يغفر لمن يشاء من عباده وهم الذين أدركوا عوجهم وتقصيرهم، ولاحت أمامهم آثار ذلك فوقفوا تائبين متراجعين عن أخطائهم فأخلصوا التوبة وقرروا العودة إلى الصواب والعمل الصالح. وقد يكون ذلك في مناسبات تهب فيها نسائم الرحمة فتنبه الغافل وتذكر الجاهل أو يكون ذلك بنداء الفطرة الكامن في القلب أو بتذكير ناصح مخلص أو عالم واع. أما الذي ينكر وجود الخالق ويجعل هواه وشهوته هي المرجعية المطلقة أو يشرك معه آلهة أخرى بأسماء وصفات قد تكون موهمة أو براقة، وخدع الأيام والليالي كثيرة فهذا الذي أغلقت أمامه نوافذ رؤية الحقائق ورؤية نعم الخالق. وتاه بعيداً عن نظام الحياة . فلم يعد يسمع كلمة هادية أو فكرة ناضجة فهو بهذه الكيفية بعيد عن رحمة الله وعفوه ومغفرته، فالإيمان بالله ومعرفته والتوجه إلى عفوه ورضوانه ورعاية بصيص الفطرة في داخله يزيل ما جرحته يده، وقد جاء في الحديث الشريف: الدواوين عند الله ثلاثة .. ديوان لا يعبأ به شيئاً وديوان لا يترك الله منه شيئاً وديوان لا يغفره الله، فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك بالله، قال الله عز وجل:( إن الله لا يغفر أن يشرك به)، وقال: (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة) المائدة 72. وأما الديوان الذي لا يعبأ به شيئاً فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه من صوم يوم تركه أو صلاة تركها فإن الله يغفر ذلك ويتجاوز عنه إن شاء، وأما الديوان الذي لا يترك منه شيئاً فظلم العباد بعضهم بعضاً والقصاص لا محالة ) أخرجه الإمام أحمد. عندما تأتي أيام ومناسبات ووقائع وأحداث تهز الإنسان فتذكره بربه وخالقه وتقوي صلته به وتبعث فيه أنوار الفطرة من جديد فإن هذه الأيام عظيمة لأنها تجعله تحت رحمة الله وعفوه وعنايته وترفع عنه ما يثقله فيسمو إلى الأعلى ويرتقي ومن أعظم هذه الأيام أيام رمضان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©