يوسف شعبان: نفطر مع الجمهور على الماء والتمر

“مدفع رمضان” هو برنامج يومي يبث طوال أيام الشهر الفضيل، عبر قناة الشارقة الفضائية وفي نفس التوقيت من كل عام، فينقل بتصوير مباشر وقائع حية لطقوس إطلاق مدفع الإفطار، ويحتفي مع المشاهدين وجمهور الحضور بهذا التقليد التراثي الإسلامي الأصيل، الذي يشعر الجميع ببركة الصيام وفرحة الإفطار. ولقد تعوّد سكان الشارقة على مدى سنوات ترقب دوي مدفع رمضان عند وقت أذان المغرب، فأصبح تقليداً مهماً ينتظره أهالي الإمارة من المواطنين والمقيمين بشوق وحب، ويستبشرون بسماعه عند ساعة الإفطار. ومع أن طبيعة عمله كمقدم لبرنامج “مدفع رمضان” تفرض عليه التواجد يومياً في موقع التصوير، وتحرمه عادة من تناول الإفطار مع أفراد أسرته، إلا أن يوسف يستمتع بمهمته ويعشقها، فيقول: “نحن جميعاً كفريق التلفزيون وأفراد الشرطة والجمهور المتواجد هناك، نفطر معاً طوال أيام الشهر الفضيل، فنكسر صيامنا على التمر والماء فقط، ونصلي بعدها بالمسجد القريب، ليتوجه لاحقاً كل إلى بيته”. وعلى مدى ستة مواسم متتالية ارتبط اسم الإعلامي يوسف شعبان بهذا البرنامج الحيوي، حيث يقوم بمهمة التقديم فيه عبر النقل المباشر لفعاليات إطلاق المدفع، والتواصل الجميل مع الجمهور الحضور هناك، وهو يشير إلى هذا الأمر، فيقول: “لقد استبشرت منذ البداية باختياري لتقديم برنامج “مدفع رمضان” والذي أصبح حدثاً طيباً ينتظره المشاهدون في كل عام، فارتبطت وجدانياً معه على امتداد السنوات، وأصبحت وكأني جزء من هذا الطقس التراثي الأثير الذي يصاحب كل أيام الشهر الكريم”. ويكمل: “ربما تكون فكرة إطلاق المدفع عند وقت الإفطار غير جديدة، بل موجودة عند العديد من البلدان العربية والإسلامية، ولكن إمارة الشارقة تنفرد بخصوصية نقل هذا الحدث تلفزيونياً على شاشتها الفضائية، وعلى الهواء مباشرة، كما أن وجود جمهور غفير من المتابعين لعملية الإطلاق يأتون يومياً لمشاهدتها، تعطي الموضوع بعداً آخر من الأهمية”. وطوال أيام شهر رمضان الكريم يستعد فريق تلفزيون الشارقة والمكون من ستة أشخاص ما بين المخرج والمصورين، وفني الصوت مع المقدم، لينطلقوا جمعياً قبل موعد الإفطار في رحلة نقل وتوثيق لهذه التظاهرة الإيمانية المباركة، فيقتربون من الجمهور ويتواصلون معهم إنسانياً وروحياً، متعاونين مع عناصر الشرطة الموجودة في أرض المكان، ليعملوا جمعياً بروح الفريق بكل التناغم والانسجام، ويصف شعبان هذا الأمر، فيقول: “نستعد يومياً بالتحضير للبرنامج، ونجهز أنفسنا لناحية الصوت والكاميرات وما إلى ذلك من الأمور الفنية المتعلقة بعملية النقل، وننتقل لموقع التصوير قبل نصف ساعة من انطلاق المدفع، وأحضر نفسي شخصياً بالإعداد المسبق لموضوع حلقة اليوم، لأتحدث في كل يوم عن معان وصفات مختلفة من الأخلاق والمبادئ الإسلامية السمحة، كالصبر، التراحم، الصدقة، الصوم، فضل قراءة القرآن... وهكذا”. ويضيف: “ولكن أفضل جزئية في البرنامج هي تلك التي أقترب بها من الجمهور الحضور في الدقائق الأخيرة قبل الإفطار، والذي عادة ما يكون من جنسيات وثقافات مختلفة من المغتربين والمقيمين، لأتحدث معه وأشارك أفراده فرحتهم برمضان، وأنقل مشاعرهم التي تعبر عن الشوق والحنين للأهل والأحبة في أوطانهم البعيدة، والأجمل من كل ذلك هو مشاهدة الأطفال وتفاعلهم مع الكاميرا وهم يلوحون بأياديهم الصغيرة عبر الشاشة”.