أزهار البياتي (الشارقة)
أكدت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، مدير مؤسسة «فن» ومهرجان الشارقة السينمائي للطفل، أهمية اعتماد الوسائل التعليمية الحديثة والمبتكرة ضمن خطط التنمية المستقبلية، لأن هناك حاجة ماسة لإدخال حقل الفنون ضمن أساليب التعليم الحديث، خاصة في المراحل العمرية المبكرة، في سبيل تنشئة جيل قادر على بناء تجربته الفنية الخاصة، واستعادة بريق السينما والمسرح والدراما العربية على وجه التحديد، لكونها أصبحت اليوم إحدى وسائل المخاطبة والتواصل مع المحيط والعالم.
وفي ما يتعلق بما يعانيه الأطفال واليافعون العرب من ظروف استثنائية صنعتها الاضطرابات والصراعات، تؤكد حقيقة كون الفن ليس مجرد وسيلة للتعلم، بل نمطاً للشفاء من آثار الظروف الصعبة، قالت : «لقد ثبت علمياً بأن دمج وسائل الترفيه بالبرامج الدراسية يحقق نتائج إيجابية ملحوظة في قدرة الطلبة في المراحل الابتدائية على التحصيل الدراسي والاستيعاب والإبداع، ففي حين كان التعليم التقليدي يتوجه للعقل فقط، فإن التعليم بواسطة الفن يخاطب جميع حواس الطالب ومكونات شخصيته، البصر والسمع والعاطفة والمخيلة، وهذا تماماً ما نحتاجه لبناء جيل مبدع في عمله وعلاقاته الاجتماعية، يتسم بنفسية مستقرة ومعنويات عالية، ويشكل أساساً لمجتمع متمّيز في هويته ووظيفته، كل هذا إلى جانب دور الفن في علاج الترسبات الاجتماعية السلبية في شخصية الطفل، والتي قد تمس قدرته على النجاح في الحياة، والتعايش مع الآخرين».
وأشارت إلى دراسة للباحث الأكاديمي بروس جوس أثبت عملياً أن القيام بتمثيل الأدوار كأسلوب للتدريس يؤثر في كل الجوانب الشخصية والاجتماعية في التربية، وأن اعتماد هذا الأسلوب يساعد في فهم سلوكيات الطلبة واكتشاف مواهبهم وتحديد نقاط قوتهم من ضعفها، كما يبرز شخوصهم وقيمهم ومبادئهم، بالإضافة إلى ترقية مهاراتهم وتوجيه سلوكهم نحو الأفضل بطرق ابداعية وغير مباشرة، ومما يؤكد أن الإيجابيات المتعددة التي أثبتتها خطط استخدام وسائل الفن في التعليم، دفعت الاتحاد الأوروبي إلى اعتماد ما أطلق عليه نهجاً جديداً يدعى «التعليم باستخدام الفنون».
وبمناسبة اليوم الدولي للتعليم 24 يناير من كل عام، أضافت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي: «لقد حُسِم منذ زمن بعيد ذلك النقاش الذي تركز حول دور الأساليب غير التقليدية في تغيير نظرة الطفل للتعليم وتسهيل وصوله للمعلومة، خاصة تلك التي تعتمد على الوسائل الفنية المبدعة، مثل الألعاب أو الفيديوهات، أو غيرها من أشكال التفاعل بين الطلبة في المراحل العمرية التي تتشكل فيها شخصياتهم من ناحية، وبين المعرفة والمعلومة من ناحية ثانية».