تصفية متاجر «تويز آر أص» «Toys R Us» تمثل قرصة مؤلمة لصانعي ألعاب الولايات المتحدة. لكن «ماتيل» الشركة المصنعة المعروفة للعلامات التجارية مثل دمى «باربي»، ودمى «أميركان جيرل»، ومنتجات «فيشر برايس»، وألعاب «هوت ويل»، ستشعر بالألم أكثر من غيرها.
كانت شركة «تويز آر أص» أكبر عملاء شركة «ماتيل»، وأدت التصفية المفاجئة لمتاجرها إلى انخفاض مبيعات «ماتيل» بنسبة 10% في الربع الثاني، إلا أن أداء شركة «ماتيل» المخيّب للآمال، خاصة عند مقارنتها مع منافستها «هاسبرو» «Hasbro»، يشير إلى أن مشاكل الشركة أكبر من ألعاب «تويز آر أص».
وكان المحللون يتوقعون بالفعل ربعاً صعباً لـ «ماتيل»، فقد انخفضت أرباحها لأقل من توقعاتهم التي كانت متناقصة بالفعل. وتراجعت المبيعات بنسبة 14% لتصل قيمتها إلى 841 مليون دولار.
ووفقًا لموقع «فاكس سيت»، كان المحللون يتوقعون عائدات بقيمة 848 مليون دولار. كما توقعوا أن تصل خسائر الشركة إلى نحو 30 سنتاً للسهم، بعد خسارة 14 سنتاً للسهم في العام الماضي، لكن الخسارة المعدلة لكل سهم وصلت إلى 56 سنتاً.وكانت هذه الأرقام قبيحة بشكل خاص بعد أرباح «هاسبرو» في الربع الثاني. ورغم انخفاض عائدات «هاسبرو» مقارنة بالعام الماضي، إلا أن الشركة لا تزال تتفوق على التقديرات، رغم تصفية «تويز آر أص». وفي الوقت نفسه، زادت قيمة أسهم «هاسبرو» بنسبة 13% لذا يشير المحللون إلى أن صناعة الألعاب ليست في حالة انهيار هيكلي. وأن خسائر ماتيل هي خسائر جزئية فقط.ولدى الشركة دين صافٍ قدره 2.7 مليار دولار، أي ما يقرب من 11 ضعف أرباح هذا العام قبل الفوائد، وذلك بعد إضافة الإهلاك، والضرائب، والإطفاء. وكل هذا يعوق قدرتها على الابتكار والاستثمار في التجارة الإلكترونية.وفي حين أن بعض العلامات التجارية، مثل «باربي»، لا تزال تباع بنسبة جيدة، والبعض الآخر يتخبط. فقد انخفضت مبيعات الدمى «أميركان جيرل» بنسبة 33%. وألقى الرئيس التنفيذي يانون كريز باللوم في فشل استراتيجية ضالة لتحويل العلامة التجارية الفاخرة إلى سوق تجارية ضخمة. في الوقت نفسه، في الصين، عانت من مخزون فائض في الربع الأول، ما أدى إلى خسائر لا داعي لها.
وهناك مشكلة أخرى هي أن قيادة شركة ماتيل تمر بمرحلة تغيير. فقد مارس كريز دوره الجديد فقط في أبريل، ليحل محل مارجو جورجياديس، الذي غادر الشركة بعد 14 شهرًا. وهو يحاول الآن قيادة الشركة من خلال خطة تحول مدتها سنتان لخفض التكاليف. وكجزء من الخطة، أعلنت الشركة أنها تعمل على تقليص 22% من قوتها العاملة غير المصنّعة، أي ما يقارب 2200 وظيفة، أكثر بكثير مما توقع المحللون.
ووعدت شركة «ماتيل» بتحقيق نتائج أفضل في النصف الثاني من عام 2018. وقد بقيت «باربي» و«هوت ويلز» متسقة مع التوقعات، وهي تسير وفق خطتها لخفض التكاليف. مع اندفاع تجار التجزئة الآخرين لملء الفراغ الذي تركته شركة «تويز آر أص»، يجب أن تتحسن الأعمال. لكن يجب على شركة «ماتيل» إيجاد طرق لتصحيح مسارها مع علاماتها التجارية الباهتة وتلتزم بتنفيذها. وفي هذه الأوقات العجاف، قد يكون ذلك تحديا.
بقلم : إليزابيث وينكلر