الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

عبد الله صالح: نعيش حالة «بطالة درامية»

عبد الله صالح: نعيش حالة «بطالة درامية»
29 سبتمبر 2019 03:24

تامر عبدالحميد (أبوظبي)

وجه الفنان الإماراتي القدير عبدالله صالح، اللوم والعتب على بعض القنوات وشركات الإنتاج المحلية، التي وضعت الفنان الإماراتي المخضرم في خانة «التجاهل»، واتخذت من «الشللية والمزاجية» العنصر الرئيس لاختيار أبطال الأعمال، إلى جانب تسليط الضوء على مشاهير «السوشيال ميديا» والفاشينيستا الذين لا ينتمون بأي صلة لعالم الفن، ما جعل بعض الفنانين الكبار الذين بذلوا جهداً فنياً وقدموا عطاءات للدراما والمسرح للارتقاء بالفن الإماراتي، يتخذون قرار «الاعتزال»، نتيجة لما يحدث على الساحة الفنية، وارتأى آخرون متابعة ومشاهدة الشاشة الفضية من منازلهم، حتى أصبحوا يعيشون حالة من «البطالة الدرامية».
وأكد عبدالله صالح في حواره مع «الاتحاد» أن أغلب فناني جيله يعانون من عدم التقدير وأصبحوا خارج حسابات الإنتاج الدرامي، وقال: «منذ أكثر من ثلاثة أعوام تقريباً لم أشارك في بطولة عمل درامي، والسبب أن بعض القنوات وشركات الإنتاج تخرج علينا بـ«حجج واهية»، منها دعوى إتاحة الفرص للشباب وضخ دماء جديدة، وذلك على حساب جيل لم يبخل بجهده من أجل المشاركة في أعمال لا يمكن أن تمحى من الذاكرة، بل وكثيراً من أعمالهم كانت تطوعية، حباً للفن والحضور الدرامي والمسرحي».

انقلاب الموازين
وتابع صالح: «بعد كل هذه السنوات من العطاء والإنجازات، انقلبت الموازين، وأصحبنا نبحث عن فرصة للمشاركة في عمل درامي، وأصبحوا أصحاب الشهرة والنجاح وحاصدي التكريمات هم من المواهب الشابة، وهذا يعنى أن البوصلة الفنية اتجهت في زمننا الحالي باتجاه معكوس». وأشار إلى أن «الدخلاء على الفن، غيروا من القواعد الأساسية لاختيار بطل العمل، فرغم أن أغلبهم لم يبذلوا مجهوداً في دخول الفن مثلنا في السابق، إلا أنهم أصبحوا نجوماً في يوم وليلة، وأصبح يروج لهم ويدفع لهم مبالغ طائلة، وخصوصاً على صعيد السينما، حيث انتابني العديد من التساؤلات حينما شاهدت في الآونة الأخيرة أبطال أفلام سينمائية من الـ«سوشيال ميديا» الذين أشاهدهم للمرة الأولى في حياتي، ولكن ألوم في النهاية شركات الإنتاج التي تستقطب مثل هؤلاء».

مقبرة الفنان
ويعود عبدالله بالذاكرة إلى الوراء، ويتذكر الأيام والظروف الصعبة التي عاشها أبناء جيله، خصوصاً عندما كان يتجول في الشوارع ويضع بيده إعلانات مسرحيته الجديدة هنا وهناك، كعملية ترويجية لمشروعه الجديد، وقال: «على الرغم من أن أجورنا كانت ضعيفة، إلا أننا كنا نعمل بحب وإخلاص وصدق، لرسم البسمة على وجوه المشاهدين، وعرض ومناقشة العديد من قضايا المجتمع من خلال المسرح أو التلفزيون، وبعد كل ذلك أصحبنا غرباء على الساحة».
ووجه صالح نصيحة لفناني الجيل الحالي، بضرورة الالتزام والبعد عن الغرور لأنه «مقبرة الفنان» لاسيما أن معظم شباب اليوم يسعون وراء المادة، والشهرة السريعة على حساب الجودة، ويرى أن الحل في ذلك يتطلب من الجهات المعنية بالفن تأسيس معاهد فنية متخصصة في الإمارات، لتدريس التأليف والتمثيل، لكي تسهل على الكثير من الفنانين الجدد الظهور أمام الشاشات بالشكل المناسب، وتساعد أيضاً الفنانين الكبار على مواصلة عطائهم، حتى لو عملوا في هذه المعاهد كمستشارين فنيين.

نقلة نوعية
ووجه عبدالله صالح شكره للفنان والمنتج أحمد الجسمي، الذي اعتبره أحد المنتجين الذي يسعى لتقديم أعمال درامية بمشاركة فنانين قدامى، ليمزج بين الجيل الماضي والجيل الحاضر، مستعيناً بمواهب تستحق الظهور والدعم الفني، وليس بالمجاملات والمحسوبيات. وعن رصيده الفني، أكد أنه قدم أكثر من 39 عملاً درامياً، أبرزها «ريح الشمال» و«وديمة وحليمة» و«خيانة وطن» و«طماشة» و«دارت الأيام» و«للأسرار خيوط»، ثم عاد بذاكرته للثمانينيات حينما ظهر في أول عمل تمثيلي له على تلفزيون أبوظبي، وكان عبارة عن سهرة درامية بعنوان «ولدي»، وكان عمره تقريباً 18 عاماً، ووقتها أظهر موهبته وقدرته التمثيلية، ليعود في بداية التسعينيات ويلعب بطولة عمل مثّل نقلة نوعية بالنسبة له وهو «أبي عفواً»، ويتذكر أن ترشيحه للبطولة جاء عن طريق المصادفة حينما اعتذر الفنان الراحل محمد الجناجي عن تأدية دور «عبدالوهاب» في المسلسل، نتيجة ظروف خاصة، ليتم ترشيحه لتأدية هذا الدور بدلاً عنه، مع مجموعة من كبار الفنانين أبرزهم سميرة أحمد وهدى الخطيب وأحمد الجسمي، وكان هذا الدور هو الجواز الحقيقي لعبوره إلى قلوب الجمهور المحلي والخليجي. واعتبر صالح أن مسلسل «ريح الشمال» بأجزائه الثلاث، من الأعمال الخالدة بالنسبة له، والتي ستظل محفورة في ذاكرته، خصوصاً أنه حقق الانتشار والنجاح، إلى جانب مسلسل «خيانة وطن» التي أنتجته «أبوظبي للإعلام» وعرض على قنوات تلفزيون أبوظبي، والدي كان نقلة مهمة في تاريخ الدراما الإماراتية.

بيتي الحقيقي
وأكد عبدالله صالح أنه لم يفكر يوماً في الاعتزال، رغم ما يحدث على الساحة، خصوصاً أنه يجد من «أبوالفنون» المتنفس الحقيقي له، لاسيما أن المسرح في الإمارات يتطور بشكل كبير، وأصبح ينافس على المستوى الخليجي في المهرجانات والمسابقات المختلفة، وعن ذلك قال: المسرح الإماراتي يحسب له ألف حساب، بعد مشاركاته الفاعلة المحلية والخليجية والدولية، وأسعى إلى أن أكون حاضراً ببعض الأعمال المسرحية بين فترة وأخرى، واعتبر «أبو الفنون» هو بيتي الحقيقي، خصوصاً بعدما حصد 9 جوائز خلال مسيرته المسرحية منها جائزتان على المستوى الخليجي من ناحيتي التأليف والتمثيل، أبرزها المركز الثالث من جائزة الشارقة للتأليف المسرحي على مستوى الخليج، عن مسرحية «حارة النور»، كما نال الجائزة الأولى عام 2005 عن مسرحية «السردال»، والمركز الثاني عن مسرحية «خارج اللعبة»، ولا زال حتى الآن يشرف على ورش العمل بمسرح دبي الوطني، الذي تَخرج منه نخبة من الفنانين الشباب منهم ابنه مروان عبد الله، لافتاً إلى أنه لا يزال يكتب مسرحيات للأطفال منها «أحلام وفرقة الأنغام» للمخرج حمد الحمادي، التي من المقرر أن يعرضها ديسمبر المقبل في مهرجان الإمارات لمسرح الطفل بالشارقة، إلى جانب مسرحية أخرى بعنوان «مدينة الألوان» من تأليفه وإخراجه، والتي من المقرر أن يعرضها يومي 14 و15 نوفمبر المقبل في حديقة «أم الإمارات».

«هلا بالخميس»
كشف عبد الله صالح أنه يستعد لكتابة فيلم سينمائي جديد بعنوان «هلا بالخميس»، في أولى تجاربه بعالم الأفلام الروائية الطويلة، وسيتولى إخراجه هاني الشيباني وخالد علي، ومن المقرر أن يلعب بطولته منصور الفيلي وعادل إبراهيم وعبد الله المقبالي، موضحاً أنه عمل اجتماعي كوميدي سيبدأ تصويره ديسمبر المقبل.

الدراما الإذاعية
كانت للدراما الإذاعية أهمية كبيرة لدى عبدالله صالح، حيث شارك في تقديمها كمؤدٍ وكاتب منذ عام 1986، كما تولى إخراج بعض الأعمال الدرامية في الألفية الجديدة، منها مسلسل «على الجرح» و«على العوق» و«سوالف بوسويلم».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©