أسامة أحمد (الشارقة)
أكد الشيخ عبدالله بن ماجد القاسمي رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة للفروسية والسباق، أن وصول هزاع المنصوري رائد الفضاء الإماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، يفرض على الجميع واقعاً جديداً لرياضتنا بالتوجه إلى فضاءات التحدي بعد أن تحقق الحلم.
وقال الشيخ عبدالله القاسمي في حواره مع «الاتحاد»: حان الوقت لإقلاع مركبة الرياضة إلى الفضاء، في ظل الإمكانات التي توفرها القيادة الرشيدة للرياضة والرياضيين لتحقيق طموحاتهم على الصعد كافة، ويجب النظر إلى المرحلة المقبلة بعيون ما حققه هزاع المنصوري الذي أوصل ابن الإمارات إلى الفضاء.
وأشار الشيخ عبدالله بن ماجد القاسمي إلى أن وصول مركبة الرياضة إلى فضاءات الإبداع والتألق، مرهون ببناء مدرج الإقلاع ومعرفة المسؤولين والإداريين أن الرياضة ليست كرة قدم فقط، مبيناً أن الألعاب الأخرى في الوضع الحالي مظلومة لا حول لها ولا قوة.
وقال: «المرحلة الجديدة تتطلب التفاؤل والعمل باستراتيجيات واضحة المعالم، ورفع شعار لا مستحيل في قاموس الرياضي، للسير على درب أول رائد فضاء إماراتي».
وطالب الشيخ عبدالله القاسمي بمراجعة المناصب الخارجية والعمل على تقييمها بشكل صحيح، بعد أن تحولت إلى «ورث»، مبيناً أن الأشخاص يمثلون الدولة من خلال هذه المناصب، وهذه مشكلة كبيرة تتطلب ضخ دماء جديدة في جسد مناصبنا الخارجية في ظل تمسك هؤلاء بهذه المناصب، رغم أنهم لم يضيفوا جديداً، مما يتطلب إعادة صياغة فورية لهذه المناصب، لوضع الأمور في نصابها الصحيح.
كما طالب الشيخ عبدالله القاسمي، الهيئة العامة للرياضة بمحاسبة كل مقصر لم يعتمد على التخطيط في اتحاده ولم يقدم جديداً، على أن يتم ذلك سنوياً بكل شفافية، لأن التقييم يعد بكل المقاييس أمراً طبيعياً ومقياساً حقيقياً لمعرفة ما يدور في كل اتحاد، كما أنه يمنح المتطور شحنة معنوية ويعد حافزاً كبيراً لكل اتحاد متفوق لمواصلة مسيرة النجاحات، مطالباً في الوقت نفسه المقصر بأن يصحح أخطاءه وذلك بالكشف عن الاتحادات المقصرة.
وقال: «لابد أن تسود الشفافية وأن يتعامل الجميع مع التقييم بمنظور المصلحة العامة لدفع عجلة الاتحادات إلى الأمام، كما يحدث في الوزارات والدوائر».
وأضاف: «بعض الإداريين في رياضتنا، وخاصة في كرة القدم، باتوا بحاجة ضرورية إلى دورات في علم الإدارة، باعتباره القدوة للاعب، فإذا أخطأ الإداري يجب أن لا نلوم اللاعبين، خصوصاً أن بعض الإداريين هدفهم الفوز فقط في المباريات ومنصات التتويج بعيداً عن القيم والمفاهيم المهمة في الرياضة، وهو ما يؤثر على التنافس الشريف».
وتحدث الشيخ عبدالله عن نغمة التحضيرات المتأخرة لرياضتنا قبل المشاركة في كل نسخة من دورة الألعاب الأولمبية، ونحن على أعتاب «طوكيو 2020» مؤكداً أن الاتحادات تتذكر المشاركات الأولمبية عند تداول كلمة «اقتربت»، متسائلاً: كيف لها أن تحصد النجاحات والدول تجهز رياضييها قبل 3 سنوات من انطلاق أي دورة أولمبية؟!
ووصف رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة للفروسية ما يحدث بـ«الواقع المرير»، مبيناً أن تكرار هذه السيناريوهات والأخطاء المتكررة يحد من سقف طموحات أي رياضي لتقديم كل ما عنده في الأحداث العالمية والأولمبية، مما يتطلب إعادة صياغة كاملة، حتى ننجح في تجاوز هذه الأخطاء بفتح صفحات التخطيط المدروس من أجل أن تقطف ثماره الألعاب المختلفة.
وقال: أرجوكم راهنوا على الألعاب الأخرى مرة واحدة لن تخسروا، لأن بعض هذه الألعاب تعد «منجماً» من ذهب في الوصول إلى منصات التتويج العالمية والأولمبية. وقال: «الميدالية الذهبية الأولمبية التي حصل عليها الشيخ أحمد بن حشر جاءت بمجهود فردي، ونتطلع لأن تحقق ألعابنا المنشود، وهذا يتطلب التخطيط وأن لا يكون هنالك مجال للصدفة في قاموس رياضيتنا، حتى يرسم كل لاعب صورة طيبة عنها في المحافل القارية والدولية».
ووجه الشيخ عبدالله الشكر إلى الإداريين القدامى الذين عملوا لسنوات في الاتحادات المختلفة، مؤكداً أنه حان الوقت لمنح الشباب الفرصة كاملة في ظل التوجه القائم، وخصوصاً أن ضخ دماء جديدة في الرياضة سيكون له المردود الإيجابي.
وأشاد الشيخ عبدالله القاسمي بمشاركة بعض فرسان قفز الحواجز على نفقتهم الخاصة في البطولات العالمية، مما يؤكد رغبتهم في تمثيل الدولة في هذه الأحداث، مثمناً دور الأندية وفريق الشراع من أجل تواجد قفز الحواجز في البطولات الخارجية، والعمل على تهيئة مقومات النجاح وتذليل الصعاب التي تؤثر على الظهور في المشاركات الخارجية. وتحدث الشيخ عبدالله عن الدورة الجديدة للاتحادات، مبيناً أنه مع انتخابات القوائم، التي تفرز مجالس إدارات جيدة وفرق عمل مثالية يكون لها المردود الإيجابي على مسيرة الاتحاد نفسه وعلى الرياضة الإماراتية بصفة عامة، بعيداً عن الخلافات الشخصية في دورة 2020- 2024 التي تستحوذ على قدر كبير من الأهمية وتقدير المسؤولية.
رئاسة خارج القاموس
قال الشيخ عبدالله بن ماجد، إن نجليه الشيخ ماجد والشيخ علي يمارسان الفروسية بنادي الشارقة للفروسية والسباق، وسبق أن شاركا في بطولات العالم والأولمبياد الآسيوي.
وكشف أن فكرة ترشحه لرئاسة اتحاد الفروسية غير واردة في قاموسه، مشيراً إلى تأسيسه اتحاد الفروسية مع الشيخ حشر بن مكتوم في الثمانينيات، عندما كان يسمى جمعية الإمارات للفروسية، معرباً عن فخره واعتزازه بالعمل في أول اتحاد.
وأشار إلى أن هنالك شباباً يملكون الطاقة يمكن أن يترشحوا لاتحاد الفروسية وغيره خلال الدورة الجديدة، فالفروسية لست وظيفة بالنسبة له وإنما هي أسلوب حياة وارتباطه بها في البيت والنادي والمزرعة بعد أن نشأ على حبها.
مركز تجميل الخيول
أكد الشيخ عبدالله بن ماجد أن مركز المعالجة المائية للخيول بنادي الشارقة للفروسية والسباق، من المشروعات المهمة وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، والذي يشتمل على أحواض السباحة للخيول التي تعاني من الإصابات، واصفاً المشروع بأنه بمثابة مركز لتجميل الخيل وناد صحي يعمل على تأهيل الخيول التي تشارك في بطولات جمال الخيل.
وقال: «خدمات المركز تتضمن جهاز المشي المدعم بالماء المالح والمعالجة بالليزر والمساج والتصوير الحراري والمعالجة الحرارية بالأشعة فوق الحمراء وغيرها». وكشف عن زيادة في عدد بطولات جمال الخيل، مؤكداً أن كلباء ستشهد بطولة لجمال الخيل، متطلعاً لأن تحقق هذه النسخة كل الأهداف المنشودة.