مدريد (أ ف ب)
يحتضن ملعب «واندا متروبوليتانو» اليوم ديربي العاصمة بين الجارين الغريمين أتلتيكو مدريد المضيف وريال مدريد المتصدر في قمة المرحلة السابعة من الدوري الإسباني.
وتخطى كلا الفريقين أزمة نتائج عانيا منها لفترة قصيرة في مسابقتي الدوري ودوري أبطال أوروبا، فاستعاد كل منهما توازنه خصوصاً النادي الملكي، بفوزين متتاليين عقب الخسارة المدوية أمام باريس سان جرمان الفرنسي صفر-3 في المسابقة القارية العريقة، فانتزع الصدارة بفارق نقطتين أمام جاره ومطارده المباشر أتلتيكو.
وفي مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، سُئل الفرنسي زين الدين زيدان ستة أسئلة حول مستقبله كمدرب للنادي الملكي، أحدها عما إذا كان منزعجاً من التقارير التي مفادها أن البرتغالي جوزيه مورينيو مرشح لخلافته. رد زيزو قائلاً «أعرف كيف تسير الأمور»، مضيفاً «لا يتعلق الأمر بما إذا كان الأمر يزعجني أم لا يزعجني. إذا خسرت، فإن الأمور يجب أن تتغير».
بعدها ببضع ساعات، سقط أتلتيكو في فخ التعادل السلبي أمام ضيفه سلتا فيجو، ما أثار مخاوف بشأن خطه الهجومي الذي فشل في تحقيق الفوز للمباراة الثالثة تواليا في أسبوع واحد، حيث تعادل مرتين مع ضيفه يوفنتوس الإيطالي 2-2 في دوري الأبطال، وخسر صفر-2 أمام مضيفه ريال سوسييداد شريكه الحالي في الوصافة. وقتها علق مدربه الأرجنتيني دييجو سيميوني قائلاً «لست متفاجئاً بالنقد على الإطلاق»، مضيفاً «المدربون يُحَمَّلون المسؤولية دائمًا عندما تخسر».
منذ ذلك الحين، حقق ريال فوزين غاليين على مضيفه إشبيلية، هو الأول له على ملعب مضيفه منذ 2015، وضيفه أوساسونا فتربع على صدارة الليجا بفارق نقطتين عن أتلتيكو الذي تغلب على مضيفه مايوركا بثنائية نظيفة، مستعيداً توازنه في توقيت مناسب قبل قمته النارية أمام جاره الذي تغلب عليه في الملعب ذاته العام الماضي بثلاثة أهداف للبرازيلي كاسيميرو وسيرخيو راموس والويلزي جاريث بيل، مقابل هدف للفرنسي انطوان جريزمان المنتقل هذا الصيف إلى برشلونة.
واستعد ريال مدريد جيدا لمواجهة اليوم مع اعتماد زيدان على مبدأ المداورة في المباراة الأخيرة ضد أوساسونا، عندما أراح أغلب عناصره الأساسية مكتفياً بالدفع فقط بالقائد راموس والألماني توني كروس وكاسيميرو.
وأعرب زيدان عن ارتياحه الكبير لعودة فريقه إلى سكة الانتصارات، وقال «لقد كان الفريق في مستوى التطلعات»، فيما اعتبر راموس أن «ريال مدريد رد بقوة» على الانتقادات التي طالته في الآونة الأخيرة.
لم يسمح ريال مدريد لمنافسيه إشبيلية وأوساسونا التسديد على مرماه، وعلق زيدان على ذلك قائلاً «ما تغير هو أننا نؤمن بما نفعله، والآن نحن في بدايتنا».
ويواجه زيدان صعوبات جمة بسبب الغيابات الكثيرة التي تضرب صفوف فريقه، وهو يعاني مشكلة كبيرة في مركز الظهير الأيسر بسبب إصابة الدولي البرازيلي مارسيلو، والوافد الجديد الدولي الفرنسي فيرلان ميندي، وسيضطر إلى الدفع بناتشو في هذا المركز على غرار ما فعل ضد أوساسونا، على الرغم من أن الأخير يلعب بالقدم اليمنى.
ويستمر غياب افضل لاعب في العالم العام الماضي الكرواتي لوكا مودريتش وماركو أسنسيو بسبب الإصابة، فيما عاد إيسكو بعد تعافيه وقد يكون أحد الأوراق الرابحة في تشكيلة زيدان إلى جانب الدولي البلجيكي إدين هازارد الساعي لافتتاح رصيده التهديفي مع النادي الملكي، منذ الانضمام إلى صفوفه قادما من تشيلسي الإنجليزي.
وقال هازارد «أتمنى التسجيل والفوز في الديربي. كل ما أريده هو إسعاد الجماهير، في مباريات الديربي، تكون الحالة الذهنية والرغبة عنصرين أساسيين. إذا كنت تلعب كرة القدم فإنك تعلم كيف هي هذه المباريات، وتعلم ماذا يتعين عليك فعله، فقط عليك أن تفوز».
في المقابل، يخوض أتلتيكو مدريد مباراة الغد في غياب مهاجمه وريال مدريد السابق ألفارو موراتا بسبب الإيقاف لطرده في المباراة ضد مايوركا، بعد ثماني دقائق من دخوله بديلاً حصل خلالها على إنذارين.
ومن المرجح أن يعتمد سيميوني على الثنائي دييجو كوستا والوافد الجديد البرتغالي جواو فيليكس في خط الهجوم، خصوصاً وأنهما صاحبا هدفي الفوز على ممثل جرز الباليار في الجولة الماضية.
وكان هدف كوستا الأول له منذ مارس الماضي، وأعرب سيميوني عن سعادته بعودة الهداف الدولي إلى التسجيل.
وقال سيميوني «أتلتيكو كان يعمل بشكل فردي لحل مشكلة صيام كوستا عن التهديف. المهاجمون يعيشون بالأهداف، وهدفه في مرمى مايوركا جيد بالنسبة له ومفيد للفريق».
ويخوض برشلونة اختباراً محفوفاً بالمخاطر، عندما يحل ضيفا ًعلى خيتافي اليوم أيضا في غياب نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي بسبب إصابة في عضلات فخذه الأيسر تعرض لها في الشوط الأول من مواجهة فياريال (2-1)، في أول مشاركة أساسية له هذا الموسم بعد غياب نتيجة إصابة سابقة. وغاب ميسي عن المباريات الأربع الأولى لفريقه في الليجا، بسبب إصابة في ربلة الساق اليمنى تعرض لها في 5 أغسطس الماضي قبل انطلاق الموسم. وشارك قائد المنتخب الأرجنتيني كبديل في المباراة الخامسة ضد غرناطة، من دون أن يتمكن من إنقاذ فريقه بطل الموسمين الماضيين من الخسارة بثنائية نظيفة.
وسيحاول النادي الكاتالوني فك النحس الذي يلازمه هذا الموسم خارج قواعده، حيث لم يحقق الفوز في أي مباراة حتى الآن.
وتلقى برشلونة هذا الموسم خسارتين في مباراتين خارج أرضه، وذلك في المرحلة الأولى أمام أتلتيك بلباو صفر-1، والسبت ضد غرناطة صفر-2. وفي مباراة ثالثة خارج ملعبه هذا الموسم، اكتفى بالتعادل 2-2 مع أوساسونا في المرحلة الثالثة، إضافة إلى سقوطه في فخ التعادل أمام مضيفه بوروسيا دورتموند الألماني في مسابقة دوري أبطال أوروبا. ويدرك برشلونة جيدا أن تعثره سيوسع فارق النقاط الأربع التي تفصله عن غريمه ريال مدريد في حال حسم الأخير لديربي العاصمة، وبالتالي سيبحث عن النقاط الثلاث.