سعيد ياسين (القاهرة)
يحرص عدد من نجوم السينما الشباب على كتابة أفكار وقصص أفلامهم التي يقومون ببطولتها، وإن كانت الظاهرة قديمة في السينما، إلا أن بعض النقاد يؤكدون على ضرورة الاكتفاء بالفكرة وعدم الدخول في السيناريو.
«الاتحاد» تستعرض القضية وآراء المهتمين. ويأتي في مقدمتهم تامر حسني الذي كتب قصة فيلمه «الفلوس»، الذي يعرض حالياً، كما كتب قصة فيلمه الذي يصوره «مش أنا»، ويعد تامر أكثر زملائه كتابة لأفكار وقصص أفلامه، كما فعل من قبل في أفلام «البدلة» و«نور عيني»، و«عمر وسلمى» بأجزائه الثلاثة.
ويقوم أحمد مكي بكتابة فيلمه الجديد «عقد يعقد» الذي يعود به إلى السينما بعد غياب، وكان كتب قصص وأفكار عدد من أفلامه ومسلسلاته، ومنها «سيما علي بابا» و«لا تراجع ولا استسلام» و«الكبير أوي» و«طير انت» و«الحاسة السابعة».
وقام كريم فهمي بتأليف أفلام «علي بابا» و«حسن وبقلظ» و«زنقة ستات» و«هاتولي راجل» و«مستر أند مسز عويس» و«بيبو وبشير».
وكتب شيكو قصص أفلام «عقدة الخواجة» و«عشان خارجين» و«حملة فريزر» و«الحرب العالمية الثالثة» و«بنات العم» و«سمير وشهير وبهير»، أما علي ربيع فكتب فكرة فيلمه «خير وبركة».
ويرى نقاد ومهتمون بالسينما أن حرص بعض النجوم على تأليف أفكار أفلامهم، يأتي لرغبتهم في فرض سيطرتهم على كل تفاصيل الفيلم تمثيلاً وتأليفاً وتدخلاً في الإخراج، وأن هذا لا يمنع تميز بعض أفكارهم التي كتبوها بأنفسهم.
وقال الناقد السينمائي حسام حافظ إن بعض الفنانين قديماً، وفي مقدمتهم الراحل فريد شوقي اعتاد كتابة قصص تصلح أن يقدمها على الشاشة مثل فيلم «جعلوني مجرماً»، وبالتالي ليس جديداً أن يكتب النجم قصة تصلح له.
وأشار حافظ إلى أن أفلام تامر حسني تحقق نجاحاً جماهيرياً، وهو ما يجعله يحرص على التواجد كل عام، والمنتج يساعده على ذلك طالما فيلمه يحقق الأرباح، وأنه أصبح من النجوم المضمون نجاح أفلامهم مثل كريم عبدالعزيز وأحمد السقا وأحمد عز وأمير كرارة ومحمد إمام ومحمد رمضان.
ويرى حسام أن السينما من أهم وسائل الترفيه للشباب، ومن الطبيعي أن يبحث تامر عن القصة التي تناسب جمهوره، وكل ذلك يمنح السينما الجماهيرية والقدرة على الاستمرار.
وتؤكد أستاذ ورئيس قسم السيناريو بالمعهد العالي للسينما الدكتورة فدوى ياقوت على أن هذه الظاهرة قديمة في السينما المصرية، وأشارت إلى أنها ليست ضدها.
وقالت ياقوت: كل البشر لديهم أفكار وبعضها يستحق تقديمه في أفلام، ولكنني ضد رغبة النجم بعد أن يدلي بفكرته، أن يكتب السيناريو أو يتحكم فيه كما يراه، لأن السيناريو ليس من صميم عمله، وليس معنى أنه يرى القصة عظيمة في رأسه، أن تخرج للنور بنفس هذه الدرجة.
وتوقف الناقد مجدي الطيب عند فيلم «الفلوس»، وقال: في الوقت الذي يجلس فيه المبدعون من الممثلين والكتاب في بيوتهم، انتظاراً لفرصة أو إطلالة، يعيد تامر حسني تقديم نفسه، ممثلاً وكاتباً، من خلال الفيلم الذي يمكن النظر إليه باعتباره نكتة قديمة وفكرة مستهلكة كتبها تامر.
وأكد على أن الفيلم جاء تنويعة فاشلة على فيلم «إنه عالم مجنون مجنون» من إنتاج وإخراج ستانلي كريمر 1963.