الأحد 20 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 33 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

دورة معالجة النص المسرحي تقدم مواهب جديدة في الكتابة المسرحية

دورة معالجة النص المسرحي تقدم مواهب جديدة في الكتابة المسرحية
11 يونيو 2011 23:54
(دبي) - يحتاج الإبداع عموماً إلى الحراك والنشاط الدائمين، ويحتاج الإبداع المسرحي خصوصاً إلى هذين الأمرين أكثر من سواهما، ومن هنا تعد دورة “المعالجات المتعددة للنص المسرحي” التي نظمتها “هيئة دبي للثقافة والفنون في الفترة ما بين الرابع والعشرين من مايو الماضي والسادس من الشهر الجاري، بإشراف الدكتور أسامة أبو طالب مدير الدورة، من أهم الأنشطة التي جرى تقديمها في دبي على صعيد العمل المسرحي عموماً، وعلى مستوى النص المسرحي بصورة خاصة. كما كانت دورة شديدة التخصص في موضوعها من جانب تركيزها على النص، وشاملة لعناصر العمل المسرحي كلها. معمل تجريبي “الاتحاد” حضرت بعض جلسات هذه الدورة، والتقت عدداً من المشاركين فيها، حيث قال الفنان عبد الله بن لندن إن الدورة كانت فرصة حقيقية لكي نتعلم الكثير ونستعيد الكثير مما تعلمناه، ويوضح “بصراحة كانت الدورة غنية جداً من جهة كون المشرف عليها هو من الأسماء وأصحاب التجارب البارزة في المسرح العربي، وقد عرض قدراً هائلاً من النصوص المحلية والعربية والعالمية التي كان علينا معالجتها بصورة جماعية، والأهم هو كيفية تفكيكه لنصوصنا والتدريب على المعالجة، وكنا نتمنى أن تكون مدة الدورة أطول؛ لأن الموضوع جديد علينا. وبما أن المشرف على الدورة الدكتور أبو طالب هو كاتب مسرحي من جهة، وناقد للمسرح أيضاً، تعامل مع الموضوع بشمولية، كما أنه كان يتناول موضوع معالجة النص من قبل الكاتب والمخرج في آنٍ واحد، وكان من أبرز محطات الدورة المعالجة التطبيقية على نصوص محلية مثل نص “سفر العميان” للكاتب ناجي الحاي بحضور المؤلف نفسه، فقد كانت قراءته لهذا النص قراءة جديدة علينا، واستطاع أن يضيء جوانب لم نكن قد رأيناها في النص. كما أن الدورة تضمنت كيفية التدريب على كتابة نص درامي، وجرى تقديم تجارب من بعض المشاركين ومناقشة بعض النصوص وكيفية تحويلها إلى نص درامي. وأقول أخيراً إنه رغم كل ما قدمناه في مسارحنا من تجارب، فإن هذه الدورة قدمت لنا ما يجعلنا نتوقف لنعيد النظر في كثير من الأشياء”. تحويل النص الشعري إلى مسرحي الشاعرة الهنوف محمد التي واظبت على الحضور والمشاركة، تحدثت باختصار، مبدية تقديرها للدورة ومديرها، فقالت “حضرت بعض جلسات هذه الدورة، وأكثر ما أثارني هو هذه الموسوعية التي يتمتع بها مدير الدورة، وشمولية رؤيته إلى الأمور في ما يتعلق بعناصر العمل المسرحي خصوصاً، والدرامي عموماً، وطبيعة العلاقة بين النصوص الأدبية والفنية، وكيف يمكن للشاعر أو القاص أن يكتب نصاً مسرحياً، وفي هذا السياق كانت الدورة حافزاً لي لأقدم للدكتور أبو طالب بعض محاولاتي في كتابة المسرح، وتبين لي بعد المناقشة أن في الإمكان تحويل نص أدبي (شعري أو قصصي) إلى نص قابل للعرض على الخشبة، أو حتى للسينما، وهذا هو معنى المعالجات المتعددة للنص، والأمر هنا متروك للقراءات من قبل معد النص أو المخرج الذي يمتلك رؤية خاصة”. “سفر العميان” الكاتب والمخرج ناجي الحاي، قدم شهادة في الدورة تناول فيها تجربته مع استلهام نص معين وكتابة نصه المسرحي، مشيراً إلى أنه كتب نصين مستلهمين من نصين آخرين، مع تقديم معالجة مختلفة في كل عناصر العمل، وتوقف الحاي عند تجربته في استلهام النصوص، خصوصاً نص الكاتب البلجيكي موريس ميترلينك “العميان” في كتابة نص بعنوان “سفر العميان”، وقد تم اتخاذ هذا النص نموذجاً ناقشه المشاركون في الدورة مع الدكتور أبو طالب، وقد تحدث الحاي حول شهادته هذه قائلاً “ما جرى هو اتخاذ عملي “سفر العميان” نموذجاً للمناقشة، فقدمت شهادتي حول كيفية استيحائي لنص ميترلنك، فأنا فقط استفدت من فكرة النص الأساسية، ثم اتجهت بعيداً عنه تماماً؛ لأنه نص قريب من الصوفية وغامض كما وصفه أبو طالب، بينما مسرحيتي “سفر العميان” عمل ذو وجهة كوميدية، ومن هنا فما قمت به لا يمكن احتسابه إعداداً عن نص آخر، بل هو استيحاء وتأليف، فعناصر المسرحية كلها مختلفة، سواء كان على صعيد بناء الشخصيات أو الرؤية التي أنطلق منها. وفي هذا الإطار فإن الموضوع يعتمد على مهارات الكاتب وما الجديد الذي يبحث عنه، حيث الأفكار كثيرة منذ المسرح الإغريقي حتى اليوم، لكن المهم هو كيفية المعالجة وما الذي يريد الكاتب أن يقوله. وقد سبق واستوحيت مسرحيتي “ما كان لأحمد بنت سليمان” التي انطلقت بها مستوحياً رواية الطاهر بن جلون “طفل الرمال”. وبخصوص هذه الدورة، فأنا أعتقد بأهميتها لجهة اكتشاف مواهب جديدة من جانب، وتمرين الكتاب المعروفين وزيادة خبرتهم من جانب آخر”. الفنان الشاب خالد الحمادي تحدث عن تجربته في هذه الدورة، وما تركته فيه من أثر، فقال “إضافة إلى المعلومات الهائلة التي اطلعت عليها، والكم الهائل من التجارب التي عرضها الدكتور أبو طالب من المسرح المحلي والعربي والعالمي، كان الأهم هو اكتشاف أنني قادر على كتابة نص مسرحي كوميدي، فحين طلب منا مدير الدورة أن نجرب الكتابة، عكفت على كتابة نص وقدمته، فقال لي الدكتور إنه نص كوميدي، وإن علي أن أواصل في هذا المجال؛ لأن الكتابة الكوميدية نادرة في عالم المسرح. لكن مشكلة النص الذي قدمته أنه كان باللهجة المحلية. والمسألة الثانية تتعلق بكيفية قراءتي للنص وإعادة تركيبه”. أما مدير الدورة الدكتور أسامة أبو طالب الذي بدا سعيداً بما توصل إليه مع مجموع المشاركين، ووجود عدد من العناصر القابلة لتقديم الجديد، رداً على سؤال حول تقييمه للدورة ومستوى المشاركين وأدائهم وتفاعلهم، قال “أولاً، هذه هي الدورة الأولى بهذا العنوان التي أقدمها عربياً، حتى في مصر لم أقدمها، لكنني قدمتها في أوروبا فقط. ثانياً، نحن أمام مواهب حقيقية قدم كل منهم مشاركة تشير إلى موهبته، ورغم أن الفترة كانت قصيرة جداً وغير كافية، استطعنا التوصل إلى نتائج جيدة مع عدد من أصحاب هذه المواهب التي ينبغي أن تتم متابعتها بصورة جدية. والمهم في الأمر هو تنوع المبدعين هنا ما بين شاعر وفنان تشكيلي وممثل وسواهم، ومنهم المحترف والموهوب الذين ينتظر منهم الكثير. وكذلك فالكثير من النصوص التي قدمت كانت حديثة وطازجة وجادة وتصلح للمسرح مع قدر من المعالجة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض