عدد اليوم
نسرين درزي (أبوظبي)
اليوم العالمي للسياحة أقرته منظمة السياحة العالمية منذ عام 1980 كتاريخ سنوي تثبت من خلاله ما يمكن لهذا القطاع الحيوي أن يقدمه لتحقيق أهداف التعايش بين شعوب الأرض على اختلاف أعراقها وثقافاتها وأديانها. واختيرت الهند البلد المضيف لاحتفالات هذه السنة تحت شعار «السياحة والوظائف مستقبل أفضل للجميع» لبحث آخر المستجدات في عواصم السياحة حول العالم وما توفره دعماً لرؤية الأمم المتحدة الإنمائية للألفية.
مد الجسور
وإذا كانت السياحة تمثل أكبر عناوين الترفيه بالسفر إلى مواقع جديدة واستكشاف تاريخها والاستجمام وسط طبيعتها، فهي بالوقت نفسه تعد عنصراً أساسياً في اقتصاد الدول وقطاعاً لا بد من تفعيله للتعرف إلى حضارات الشعوب ومد جسور التواصل بين الثقافات المختلفة. وتأتي احتفالية اليوم العالمي للسياحة تعزيزاً لهذا المفهوم وتشجيعاً لضرورة التعايش مع إخواننا في الإنسانية من ذوي البشرة البيضاء أو السمراء أو الصفراء، واحترام أساليب عيشهم وطرق إلقائهم التحية والسلام وكذلك عاداتهم وطقوسهم في الأفراح والمناسبات. وهي حكمة يتم تعميمها سنوياً للمساهمة في نشر السلام وزيادة جرعات المحبة بين الناس من باب التفاؤل والانفتاح على الآخر وسط أجواء مغايرة فيها الكثير من الاستجمام والاسترخاء.
الإمارات.. الأكثر جذباً
البداية مع مظاهر النمو السياحي الذي تشهده العاصمة أبوظبي الآخذة في التوهج عن باقة المعالم الجاذبة، فهي تحصد مع كل استفتاء دولي باقة من الجوائز بينها فوز جامع الشيخ زايد الكبير بالمرتبة الرابعة على قائمة أكثر الوجهات استقطاباً للزوار في العالم من الموقع الإلكتروني «تريب آدفايزر» الأضخم عالمياً لقطاع السياحة والسفر. وذلك ضمن جوائز اختيار المسافرين التي صنفت المسجد مع أهم الصروح القديمة والمعاصرة في العالم مثل تاج محل في الهند. وبالحديث عن جزيرة ياس، فهي تتصدر المواقع السياحية الأكثر اهتماماً للعائلات والأفراد إذ تجمع في منطقة واحدة كوكبة من المرافق الحيوية المتفردة وأول عوامل الجذب مدينة عالم فيراري- أبوظبي التي تعد من أكثر المرافق تعبيراً عن النمو في الإمارة. وهي توأمة السياحة الترفيهية والرياضية في المنطقة، فيما تحتل حلبة مرسى ياس شهرة عالمية مع انطلاق أسبوع السرعة لجائزة الاتحاد الكبرى «الفورمولا - 1» ومن هناك إلى ياس لينكس أول ملعب من نوعه للجولف في المنطقة، وفيه 18 حفرة. وعدا عن الحديقة المائية الأكبر من نوعها «ياس ووتر وورلد» يحتل «عالم وارنر براذرز أبوظبي» المرتبة الأولى في صناعة مدن الألعاب ويدخل أبوظبي ضمن قائمة أفضل 10 وجهات عالمية للترفيه العائلي.
وبالوصول إلى مدينة دبي التي دخلت ببرج خليفة موسوعة جينيس كأعلى مبنى في العالم، فقد اختارتها صحيفة نيويورك تايمز كأفضل مدينة سياحية في المنطقة نظراً لإنجازاتها البارزة التي تحظى بتقدير جماهيري واسع. وجاء الاختيار تقديراً لمنطقة وسط المدينة المعروفة بـ«الداون تاون» وفيها أرقى كيلومتر في العالم تتبعه لجهة الجذب السياحي جزيرة النخلة- جميرا بمنتجعاتها الشاطئية وتصاميمها التي تعكس ترف الهندسة المعمارية.
لقب و«جينيس» وإنجازات
ويكتمل مشهد الجذب مع إمارة الشارقة وهي تتألق مع أكبر مجموعة للمتاحف بطلة عصرية عبر واجهة المجاز المائية ونافورتها الراقصة. وهذا اللقب المضيء بالإنجازات يدخل الشارقة إلى مسارح الخدمات والفعاليات جنباً إلى جنب مع مناظرها الطبيعية الخلابة براً وبحراً. وأول معالمها الدالة، حديقة المجاز الترفيهية على كورنيش بحيرة خالد. وتعد المقصد السياحي الرئيسي في الإمارة لما تقدمه من معايير الترفيه العائلي، وتتحول مع كل حدث إلى أرض للكرنفالات المفتوحة تشارك في إحيائها الفرق العالمية.
وتتميز إمارة رأس الخيمة بالسياحة الطبيعية إذ تضم أعلى سلسلة مرتفعات في البلاد عبر جبل جيس الشامخ حتى 1910 أمتار فوق سطح البحر. وهو يتيح للضيوف الباحثين عن ملاذهم تجربة مثالية لممارسة رياضات التسلق وركوب الدراجات الجبلية حيث تتراءى المناظر الخلابة من أعلى القمم. ومع إطلاق «جبل جيس فلايت» أطول مسار انزلاقي في العالم بطول 2.83 كيلومتر ودخوله موسوعة جينيس على ارتفاع 1680 متراً، تخطو الإمارة خطوات سريعة باتجاه تجارب متفردة. أما الجزيرة الحمراء، وهي قرية الصيد التاريخية التي تقع على أطراف مدينة رأس الخيمة، فتحتفي بالفن المعماري الذي يعشقه الزوار المقبلون على الإمارة من مختلف أنحاء العالم.
مرافق للترفيه والاستكشاف والمعرفة على مدار العام
في ظل الاحتفاء باليوم العالمي للسياحة، الذي يوافق 27 سبتمبر من كل عام، تؤكد الإمارات التي تتربع على قائمة أهم الوجهات السياحية في المنطقة، على الدور الفاعل الذي تلعبه منتجعاتها ومرافق الضيافة فيها لتعزيز استقطاب السياح إليها من مختلف الجنسيات وعلى مدار العام، ينقلون معهم أجمل الانطباعات عن خدماتها المترفة ومجمعاتها الترفيهية ومعالمها الاستثنائية التي تحولت في زمن قياسي إلى أيقونات معمارية تتجه إليها أنظار العالم من بين الأفضل والأضخم والأكثر تفرداً على الإطلاق.
موسم الذروة
تدعو منظمة السياحة العالمية الشعوب في 27 سبتمبر من كل عام إلى المشاركة والاحتفال بيوم السياحة العالمي في بلدانهم أو في أي من الوجهات التي يقصدونها خلال الإجازات. واختير هذا التاريخ لأنه يأتي في موعد مناسب، أي مع نهاية موسم الذروة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية وبداية الموسم في النصف الجنوبي حين تكون السياحة على أوجها في العالم أجمع. وكان أعلن عنه خلال الدورة الثالثة للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية في مقاطعة «ملقة» جنوبي إسبانيا لينطلق تنفيذه بدءاً من عام 1980.
نشر السلام
يهدف يوم السياحة العالمي إلى زيادة وعي المجتمع الدولي لأهمية هذا القطاع وقيمته الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، ويدعو إلى التصدي للتحديات العالمية والإضاءة على ما يمكن تقديمه لبلوغ أهداف الأمم المتحدة لنشر السلام.
1.3 مليار سائح
اكتسبت السياحة توسعاً ملحوظاً خلال العقود الماضية وأصبحت واحدة من أسرع القطاعات الاقتصادية نمواً لما لها من منافع تعود على المجتمعات. ونما عدد السياح الدوليين على مستوى العالم من 25 مليوناً عام 1950 إلى أكثر من 1.3 مليار سائح حالياً. ويمثل القطاع السياحي أكثر من 10% من الناتج العام العالمي كما يتيح وظيفة واحدة من بين كل 10 وظائف. ومن المتوقع أن تنمو السياحة بمعدل 3.3% سنوياً حتى حلول عام 2030.
الورقة البيضاء
وسط قائمة من الإنجازات السياحية التي تتبناها الدولة، فهي تفخر ببدء تنفيذ مبادرة «الورقة البيضاء» التي يتم تطبيقها في الشرق الأوسط لأول مرة بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية. ويأتي ذلك مع الترويج للإمارات السبع كوجهة واحدة تحظى بمنتج سياحي متميز ومتنوع ومتكامل.
تنوع المنتج
تعد الإمارات الوجهة الرائدة في الشرق الأوسط وواحدة من أهم الدول السياحية على مستوى العالم. وهي تستند على تنوع منتج الضيافة فيها وارتفاع نسب الأمن والأمان والخدمات ومعايير الجودة.
