محمد عبدالسميع (الشارقة)
ضمن فعاليات ملتقى الراوي 2019، قدم الكاتب والباحث علي العبدان، مدير إدارة التراث الفني بمعهد الشارقة للتراث، أمس، بمركز إكسبو الشارقة، محاضرة بعنوان «الموسيقا والغناء في ألف ليلة وليلة»، أشار فيها إلى أن طبيعة بعض الحكايات التي يضمها كتابُ «ألف ليلة وليلة» اقتضت في أحيان كثيرة ذكر حالات عديدة من طلب الموسيقى والغناء، ومع ذلك بدا ذكر الموسيقا عنصراً ثانوياً في تلك القصص، له مهمّة زخرفيّة الطابع أو «ديكورية» من أجل تجميل الرواية وتزيين سياقها، وحتى إن قال جعفر البرمكي للخليفة هارون الرشيد في حكاية أبي الحسن العاني: «إن استعمال الغناءِ يُزيلُ الهمَّ والفكر».
وأضاف العبدان: في أحيانٍ قليلة يُذكرُ بعضُ الموسيقيين التاريخيين المَهَرة من الرجال، كإبراهيم النديم الموصليّ وابنه إسحاق، وأبي مُرّة -أما فيما عدا ذلك فمعظمُ الموسيقيين والمُغنّين هم من النساء، ولكنْ تُظهرُ بعضُ القصص أن الرجل كان هو معلم المرأة في هذا السياق، والذي يظهرُ من حكايات الليالي أن الموسيقيين فيها كانوا يعرفون الكثيرَ من طرائق الغناء والتلحين، ويعزفون بأكثر من إيقاع، وأنهم كانوا يبدأون بالثقيل فالخفيف.
وأوضح العبدان أن الآلات الموسيقية في الليالي تنقسمُ إلى قسمين رئيسين، الأول هو القسم العام، ويتضمن الآلات التي استخدمت في الحكايات للمناسبات العامة كالأفراح والأعراس وانتصارات الملوك وفيه يستخدم الطبل والمزمار. أما القسمُ الثاني من الآلات الموسيقية فهو آلات الطرب من عود، وجنك، وقانون، وطنبور، وسنطور أو سنطير، وناي، وغيرها، حيث يقول الشاعر:
انظر إلى أربع عندي قد اجتمعت.. جنكٌ وعودٌ وقانونٌ ومزمارُ
واختتم العبدان: هناك بعضُ الآلات اشتهرت بسمات وصفات، فنسمع بوجود «دفٍّ موصليٍّ، وعُود عراقيٍّ، وجنك أعجميّ».