السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اكتشافات نفط وغاز واعدة في جزيرة جرينلاند

اكتشافات نفط وغاز واعدة في جزيرة جرينلاند
3 سبتمبر 2010 23:06
يتنافس عدد من كبريات شركات النفط العالمية على الاستثمار في جرينلاند بعد اكتشاف غاز فيها مؤخراً الأمر الذي زاد توقعات الاكتشافات البحرية حول جرينلاند التي تعد جزيرة من جزر القطب الشمالي، وذلك على الرغم من مشاكل بيئية بشأن عملية الحفر في منطقة تعرف بأنها ممر جبال جليدية. وتعتبر رويال دتش شل البريطانية وستاتويل النرويجية ضمن الشركات الساعية إلى الحصول على تراخيص الاستكشاف فيما تسعى حكومة جرينلاند الى جني مكاسب مما يعتبره خبراء ضمن أكبر احتياطيات غاز ونفط في العالم. وزادت الآمال حول الاكتشافات مؤخراً حين قالت شركة كيرن اينرجي البريطانية إنها اكتشفت غازاً مسبباً للحرارة فيما يشير إلى وجود نفط أو غاز في أحد الآبار الأربع التي تحفرها في حوض خليج بافين قبالة ساحل غربي جرينلاند. وبالنسبة لجرينلاند التي تعد كتلة من اليابسة الجليدية التي تساوي مساحتها ثلاثة أمثال مساحة ولاية تكساس الأميركية ولكن بتعداد لا يتجاوز 57 ألف نسمة فإن عائدات النفط يمكن أن تطور اقتصاداً أغلبه معتمد على صيد السمك وتعزز مطالباتها باستقلال كامل عن الدنمارك. غير أن احتمال وجود نفط على مسافة 400 كم شمال الدائرة القطبية أمر ينذر بالخطورة في رأي خبراء البيئة الذين يحذرون من أن تسريباً نفطياً في مياه بتلك البرودة وعلى مسافات بهذا البعد قد يكون أكثر ضرراً من حادثة “بي بي” في خليج المكسيك. يذكر أن بي بي قررت في شهر مايو الماضي بعد كارثة ديبووتر هورايزن عدم الاشتراك في آخر جولة حصول على تراخيص في جرينلاند منسحبة مما سيشكل على ما يبدو نقطة خلاف كبرى بين صناعة النفط وخبراء البيئة. وسعت سفينة تابعة لجماعة السلام الأخضر تسمى اسبيرانزا طوال الفترة الماضية إلى تعطيل أنشطة تنقيب «كيرن» في تحد لقوات الدنمارك البحرية قبالة جرينلاند. ويقول منتقدون إن عمليات الحفر في القطب الشمالي محفوفة بمخاطر متنوعة؛ من جبال جليد متحركة وأحوال جوية قاسية في إحدى الصحاري الجليدية الأكثر احتفاظاً ببدائيتها ونقائها، ومع ذلك فيما تتسابق شركات نفط عالمية في تأمين المزيد من الاحتياطيات الجديدة لتلبية الطلب المتزايد على الوقود يقول محللون إن المنطقة أغنى بالموارد من أن تتجاهلها صناعة النفط. وتقدر وود ماكنزي للاستشارات أنه قد يكون هناك 20 مليار برميل من النفط والغاز في جرينلاند كجزء من احتياطيات منطقة القطب الشمالي التي ترى وكالة الدراسات الجيولوجية الأميركية أنها قد تشكل ربع النفط والغاز غير المكتشفين في العالم. وقد أصدرت جرينلاند تأكيدات مؤخراً بأن أعمال التنقيب في مياهها ستخضع لأكثر معايير البيئة والسلامة حزماً. وقال كوبيك كلايست رئيس وزراء جرينلاند: “بالتأكيد تأثرنا بما حدث في خليج المكسيك. ونحن ندرك أننا نتحمل مسؤولية ثقيلة على أكتافنا” ونصح الدنماركيين بعدم التسرع وعدم المبالغة في توقعاتهم لثروات النفط المنتظرة محذراً من أنه رغم أن اكتشاف كيرن يعد مؤشراً إيجابياً إلا أنه لم يحن الوقت بعد للحكم على حجم الاحتياطيات المنتظرة أو الإنتاج المتوقع. يذكر أن كيرن كانت أول شركة تبدأ عمليات الحفر قبالة جرينلاند في شهر يوليو 2010 عقب حصولها على التراخيص عام 2007، ولدى الشركة امتيازات في ثماني مناطق بحرية تغطي مساحة تبلغ نحو 72 ألف كيلو متر مربع. كما فازت شركات أخرى منها اكسون موبل وشيفرون الأميركيتان آنذاك بامتيازات التنقيب في مناطق قريبة من مناطق كيرن. وتعقد حالياً دائرة المعادن والنفط الجرينلادية جولة جديدة من إصدار تراخيص في منطقة خليج بافين وتعتزم الكشف عن الشركات الفائزة خلال الأسبوعين المقبلين. وقد تقدم لهذه الجولة 13 شركة من ضمنها شراكة بين رويال دتش شل وستاتويل. وهناك شركات أخرى يعتقد أنها تضم اكسون وشيفرون وتالو أويل شركة التنقيب البريطانية المستقلة. ويؤيد العديد من مواطني جرينلاند مشاريع التنقيب عن النفط كسبيل إلى توفير الوظائف والموارد في منطقة تعاني من نسبة بطالة عالية ومشاكل اجتماعية مثل إدمان الكحوليات وأعلى نسبة انتحار في العالم. وتعتبر إيرادات النفط والتعدين (الذي تعلق جرينلاند عليه الآمال أيضاً مع تزايد انحسار الغطاء الجليدي) شديدة الأهمية لو أضحت جرينلاند دولة كاملة الاستقلال. فالدولة حالياً ذات حكومة ذاتية ولكنها تعتمد على الدعم الاقتصادي من الدنمارك التي حكمت جرينلاند لقرون. غير أن بيرجر بوبل عالم الاجتماع في جامعة جرينلاند يقول إنه ينبغي على الجزيرة أن تفكر بتأن قبل الاستقلال التام، في ذلك يقول “بدلاً من الاعتماد على الدولة الدنماركية التي تحكمها نظم وسياسات منضبطة ومتقدمة ربما ينتهي بنا الأمر باعتمادنا على شركات نفط ليس لنا عليها أي نفوذ”. (عن فاينانشيال تايمز) ترجمة: عماد الدين زكي
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©