أسامة أحمد (الشارقة)
وضع المركز الحادي عشر والأخير الذي حصل عليه منتخب ناشئي الطائرة في النسخة الخامسة عشر للبطولة العربية التي أقيمت بالأردن الأندية في قفص الاتهام، خصوصا بعد تصريح عبدالعزيز السلمان رئيس اتحاد الكرة الطائرة بالوكالة لـ «الاتحاد» بأن العمل في المراحل السنية بالأندية «صفر» وأن ما حدث في الأردن إفراز طبيعي للقاعدة في الأندية رغم تعاونها مع الاتحاد ولجنة المنتخبات للوصول بجميع المنتخبات إلى المستوى الذي يؤهلها لحصد نتائج إيجابية في أعقاب غياب التكوين الصحيح في المراحل السنية مما كان له المردود السلبي في عدم وجود القواعد الصحيحة، خاصة أن البناء هو أساس النجاح.
عدد من إداريي اللعبة بالأندية وضعوا النقاط على الحروف حول ما يحدث في المراحل السنية وتداعيات الإخفاقات المتكررة لمنتخباتنا آخرها «أبيض الناشئين» في هذه التظاهرة العربية.
يرى عبدالله زويد مدير الفريق الأول بنادي العين بأن مسؤولية ما حدث بالأردن مشتركة بين اتحاد اللعبة والأندية وهما حلقة واحدة، مبينا انه في حال أي تقصير ينبغي على الاتحاد تشكيل لجان والبحث عن الأسباب الحقيقية التي لعبت دورا في ضعف المراحل السنية والذي وقف حجر عثرة على طريق التطوير من أجل وضعها على طاولة الأندية للوصول إلى الحلول الجذرية والناجعة من أجل عدم تكرار مثل هذه السيناريوهات.
وقال: الاتحاد هو الجهة المتابعة لمنتخباتنا الوطنية المختلفة عبر لجنة المنتخبات من أجل الوصول إلى «الزبدة» حتى تقطف منتخباتنا الثمار خلال مشاركاتها الخارجية ويجب على الاتحاد عدم الشكوى دون وضع الحلول المناسبة لتطوير جميع المنتخبات ودفع عجلتها إلى الأمام وفق النهج المرسوم.
وأضاف: «الجود» بـ «الموجود» في ظل قلة الممارسين للكرة الطائرة في جميع الفئات مما كان له المردود السلبي في عدم انتشار اللعبة، إضافة إلى غيابها في المدارس والأحياء السكنية والنقص الحالي في المدربين المتخصصين، حيث بات التخصص أمرا مهما وعاملا من عوامل التطوير.
وشدد زويد على ضرورة نزول اتحاد اللعبة إلى الميدان من أجل مناقشة الواقع بكل تفاصيله مع الأندية وصولا إلى الحلول المناسبة التي تضع الأمور في نصابها الصحيح.
من ناحيته وصف رياض المنهالي مدير اللعبة بنادي بني ياس مسؤولية الإخفاق بأنها مشتركة بين الاتحاد والأندية، مبينا انه حان الوقت لابتعاث المواهب المتميزة في المراحل السنية بالأندية إلى الدول المتقدمة في اللعبة لتنمية المهارات وبناء جيل جديد للمستقبل القريب، خاصة أن القاعدة الصحيحة هي أساس النجاح.
وتساءل المنهالي لماذا يضع الاتحاد الكرة في ملعب الأندية؟ رغم أن المسؤولية مشتركة بين الطرفين، متطلعا البحث عن المواهب وأن يكون قطاع الأشبال ضربة البداية حتى يقوى عودهم من أجل الوصول إلى لاعبين بمواصفات الطائرة الحديثة.
وقال: إذا استمر الوضع على ما هو عليه فإن مشهد المركز الأخير سيتكرر في المشاركات الخارجية المقبلة والذي سيعد بكل المقاييس أمرا طبيعيا.
وطالب المنهالي في ختام حديثه بعمل تجمعات للمواهب في الصيف مع وضع استراتيجية واضحة المعالم لمدة 5 سنوات لا تتغير بتغير مجلس إدارة الاتحاد.
من جانبه أكد أحمد البدواوي مشرف اللعبة بنادي حتا أن الاخفاق مسؤولية مشتركة بين الاتحاد والأندية، خصوصا أن بعض الأندية لا تهتم بالمراحل السنية وتركيزها ينصب نحو الفريق الأول.
وقال: إن إسناد مهمة مدرب واحد لأكثر من فريق في المراحل السنية له مردود سلبي في مسألة التطوير والبناء، خصوصا أن المراحل السنية تعتبر قطاعا حيويا ومهما في التكوين للوصول إلى لاعبين بمواصفات الطائرة الحديثة. أضاف: يجب أن تركز الأجهزة الفنية في المراحل السنية على البناء واكتشاف المواهب بعيدا عن السعي للوصول إلى منصات التتويج وحصد البطولات. وتساءل البدواوي أين مراكز التطوير؟ مبينا انه حان الوقت لإنشاء مراكز تطوير الطائرة في كل إمارة من أجل اكتشاف المواهب وتوفير العدد الكافي من المدربين والمختصين في هذا القطاع المهم.
واختتم البدواوي حديثه بقوله: إن هنالك بعض المعوقات التي تقف حجر عثرة على طريق التطوير ودفع عجلة اللعبة إلى الأمام في ظل غياب الموازنات الكافية والاهتمام بكرة القدم.
وقال أحمد حمزة مدرب الناشئين بنادي شباب الأهلي - دبي: «هنالك خللا في المراحل السنية خلال السنوات الماضية، بسبب عدم اهتمام بعض الأندية بهذا القطاع المهم وتركيزها على الفريق الأول للكرة الطائرة فقط.
وكشف حمزة أنه في قلعة «الفرسان» تمت إعادة صياغة للمراحل السنية بوضع استراتيجية من أجل تطويرها والارتقاء بها حتى يحقق كل منتسب لها طموحه المطلوب مما يكون له المردود الإيجابي على مسيرة اللاعبين الذين سيتم اختيارهم من النادي إلى المنتخبات المختلفة.
وقال: إن المدرب الوطني خالد الجسمي المدير الفني للمراحل السنية بالنادي يتابع كل فرق هذه المراحل من أجل التكوين الصحيح وتطويرها لتحقيق المراد على الصعد كافة، وأضاف: أبرز الحلول من أجل وضع المراحل السنية في مسارها الصحيح تتمثل في النزول إلى المدارس عن طريق الكشافين بحثا عن المواهب واستقطاب اللاعبين والعمل على تنمية مهاراتهم وتوزيعهم على الفرق المختلفة وفق أعمارهم ومستوياتهم الفنية.