محمد قناوي (القاهرة)
من الحب والحرب والقيود الاجتماعية إلى التطرف وأزمات الأصولية السياسية، مروراً بالمعتقدات والموروثات الشعبية والخرافات.. كانت محاور الأفلام العربية بمهرجان الجونة السينمائي في دورته الثالثة، حيث شاركت 8 أفلام عربية في مسابقتي الفيلم الروائي الطويل والوثائقي والبرنامج الرسمي خارج المسابقة.
وتم عرض الفيلم اللبناني «1982»، الفائز بجائزة أفضل فيلم آسيوي بمهرجان تورنتو السينمائي، من بطولة نادين لبكي، وهو التجربة الروائية الطويلة الأولى للمخرج وليد مؤنس، وتدور أحداثه في إحدى المدارس الخاصة في بيروت، بعد مرور 37 عاماً على الاجتياح الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، ويستعيد الفيلم بعض تفاصيل العدوان والقصف الجوي ضدّ المدنيين، حيث إنّ هذا التاريخ لن يغيب عن ذاكرة اللبنانيين، وقد حصل الفيلم على جائزة دعم من الدورة الماضية من مهرجان الجونة السينمائي للأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج.
«لما بنتولد»
كما عرض الفيلم المصري «لما بنتولد» للمخرج تامر عزت، الذي شهد المهرجان عرضه العالمي الأول في قسم الاختيار الرسمي خارج المسابقة، وينتمي إلى نوعية الأفلام الغنائية الرومانسية، ويتناول الفيلم ثلاث قصص تنتمي شخصياتها إلى طبقات مختلفة، تشترك جميعها في الاصطدام بحائط الممنوع والمحظور الذي تفرضه الظروف الاجتماعية والاقتصادية فتخوض كل شخصية اختبارها الخاص. والعمل تجربة تحمل حالة من التمرد في الشكل الدرامي بعيداً عن قصص أبطالها، إذ يعتمد بناؤها على المزج بين الدراما والغناء، والفيلم بطولة جماعية لفنانين شباب، من بينهم عمرو عابد، وأمير عيد، ومحمد حاتم، وابتهال الصريطي، وسلمى حسن، وبسنت شوقي، ودانا حمدان.
ويعد الفيلم السوداني «ستموت في العشرين» للمخرج أمجد أبو العلا، والفائز بجائزة «أسد المستقبل» في مهرجان فينيسيا الأخير، من أبرز الأفلام العربية التي تشارك في المسابقة الرسمية وهو مأخوذ من قصة «النوم عند قدمي الجبل» للكاتب الروائي حمود زيادة. وتدور الأحداث حول شاب يولد في قرية تسيطر عليها أفكار غريبة، ويتعرض إلى نبوءة بأنه سيموت في سن العشرين، لتتوالى الأحداث حول حياته وهو يترقب موته القريب.
«الفارس والأميرة»
وهناك الفيلم الوثائقي السوداني «حديث مع الأشجار»، إخراج صهيب قسم الباري، الذي منحته مجلة فاريتي جائزة أفضل موهبة عربية في الشرق الأوسط، وحصل على جائزتي «أفضل فيلم وثائقي» و«الجمهور» بمهرجان برلين السينمائي خلال دورته الأخيرة، وجائزة «لجنة التحكيم الخاصة» من مهرجان إسطنبول. كما شهد المهرجان العرض العالمي الأول لفيلم «الفارس والأميرة» الذي يعد أول فيلم تحريك مصري، ويشارك في بطولته بالأداء الصوتي محمد هنيدي ومدحت صالح ودنيا سمير غانم وماجد الكدواني وعبد الرحمن أبو زهرة وعبلة كامل، بالإضافة إلى الراحلين سعيد صالح وأمينة رزق. والفيلم سيناريو وإخراج بشير الديك، ورسوم فنان الكاريكاتير الراحل مصطفى حسين، ويشارك بالغناء فيه الفنان مدحت صالح والفنانة لقاء الخميسي.
والأحداث مستوحاة من قصة تاريخية حقيقية، جرت في القرن السابع الميلادي، حول شخصية محمد بن القاسم، الذي سمع بما كان يقوم به القراصنة من عمليات سلب وانتهاك للنساء والأطفال المخطوفين في عرض البحر، فقرر ترك البصرة والذهاب في مغامرة مثيرة، ذات طابع خيالي لمقاتلة الملك الظالم «داهر».
«بابيشا»
ويعد الفيلم الجزائري «بابيشا» للمخرجة منية مدور واحداً من الأفلام المهمة في المهرجان ويشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، وتدور أحداثه حول شابات جزائريات، يتابعن دراستهن في الجامعة بالعاصمة، ولا تفرضن على أنفسهن أي قيود مجتمعية من المعتادة في المجتمعات العربية.
وشارك الفيلم في مهرجان كان الأخير بمسابقة «نظرة ما» وحاز إشادات من الجمهور والنقاد، كما تم اختياره لتمثيل الجزائر بالقائمة الطويلة لجوائز الأوسكار.
«حلم نورا»
أما الفيلم التونسي «حلم نورا» للنجمة هند صبري، الذي شارك ضمن قسم «اكتشافات» بمهرجان تورنتو السينمائي، فتدور أحداثه حول «نورا» التي يقضي زوجها عقوبة السجن، ولديها ثلاثة أطفال، فتعمل في محل تنظيف ملابس لتدبر نفقات معيشتها، فتلتقي «الأسعد»، الذي يصبح حب حياتها، لكن الأحداث تزداد تعقيدا مع قرب إطلاق سراح زوجها، فيقرر الحبيبان الهروب.
«آدم»
يتناول الفيلم المغربي «آدم» لمخرجته مريم توزاني، قضية الحمل خارج إطار الزواج، من خلال قصة فتاة ريفية حامل تبتعد عن أهلها وتعتزم التخلص من مولودها فور وصوله، وأثناء رحلتها تطرق باب امرأة أرملة تعيش مع ابنتها الوحيدة، وتنشأ بينهما علاقة إنسانية تجعل الفتاة تعيد التفكير في خطتها.