10 يونيو 2011 21:23
قررت شركة “إنتل” نقل شون مالوني أحد كبار مديريها التنفيذيين إلى بكين ليتولى رئاسة فرع عملياتها في الصين، الأمر الذي يعكس أهمية الصين المتعاظمة كإحدى أهم أسواق العالم للشركات الدولية.
وكان مالوني، أحد نواب الرئيس التنفيذي يشغل منصب رئيس مجموعة هيكلة “إنتل” في سليكون فالي في كاليفورنيا، كما سبق أن تردد ترشيحه ليكون خلفاً لرئيس تنفيذي إنتل بول أوتليني. وقالت شركة “إنتل”: “إنها خطوة غير مسبوقة أن تعين إنتل أحد أكبر مديريها التنفيذيين في الصين، وهو الأمر الذي يؤكد أهمية الصين التي من المنتظر أن تصبح أكبر سوق استهلاك أجهزة كمبيوتر مكتبية لشركة إنتل العام المقبل”. وتأتي هذه الخطوة عقب قيام “إنتل” مؤخراً بنقل بعض كبار تنفيذيي التصنيع إلى هونج كونج.
ويقول مراقبون إن الشركات الدولية أضحت تعتبر الصين سوقاً من الأهمية إلى درجة أنها تحرص على أن يكتسب كبار مسؤوليها التنفيذيين فهما مباشرا وكاملا لسوق الصين وأن يرسوا علاقات شخصية وطيدة فيها. وقال جوزيف نجاي، المحلل في مؤسسة “ماكنزي” في هونج كونج: “تعتبر بعض الشركات الكبرى أن الصين بمثابة سوق موطنها الثاني”. وهذا يعني إرساء علاقات مع الحكومة الصينية وهيئاتها المنظمة مثلما يفعلون في أسواق مواطنهم الأصلية حسب رأي نجاي.
وفي ديسمبر الماضي قامت “كاتربيلر”، أكبر شركة معدات حفر في العالم من حيث الإيرادات، بنقل رئيس المجموعة ريتش لافين من الولايات المتحدة إلى هونج كونج وهي المرة الأولى التي تعين هذه الشركة أحد أعضاء مكتبها التنفيذي في آسيا. كما أنه في شهر يناير الماضي تم نقل جون رايس أحد نواب رئيس مجلس إدارة “جنرال إليكتريك” ليرأس عمليات الشركة العالمية - جميع الأعمال خارج الولايات المتحدة - من هونج كونج وكان قبل ذلك متمركزاً في رئاسة جنرال إلكتريك الولايات المتحدة. وتعتبر “فورد موتورز” سبّاقة في هذا المجال إذ أنها نقلت رئاستها الإقليمية لآسيا المحيط الهادي وأفريقيا من بانكوك إلى شنغهاي في عام 2009 وعينت مسؤولين تنفيذيين للتصنيع وتطوير المنتجات والمشتروات والعلاقات العامة في الصين للمرة الأولى.
وقال محللون إن هُناك أسباباً لوجستية قوية لنقل كبار التنفيذيين قريباً من السوق الصينية. في ذلك قال نجاي: “تعتبر الاجتماعات التي تجرى وجهاً لوجه شديدة الأهمية”. وهُناك دراسة اشترك مؤخراً في إجرائها كل من غرفة الاتحاد الأوروبي التجارية في الصين ومؤسسة بيرجر رولاند للاستشاريين الاستراتيجيين تظهر أن 24 شركة دولية تشمل “وولت ديزني” و”كرافت فودز” و”نوفارتيس” أعلنت العام الماضي عن عزمها نقل رئاسات إقليمية إلى شنغهاي.
وارتفع عدد الشركات الدولية التي لها رئاسات إقليمية في شنغهاي من 224 شركة سنة 2008 إلى 305 شركات سنة 2010 تشمل 74 شركة من ضمن أكبر 500 شركة عالمية من حيث الإيرادات وفق القائمة التي تعدها مجلة فورتيون بحسب ما صرح به مكتب شنغهاي للإحصائيات. وقالت إنتل إن مالوني سيتولى المنصب الجديد كرئيس مجلس إدارة إنتل الصين وينقل إلى بكين لفترة سنتين إلى ثلاث سنوات. يذكر أن إيان يانج رئيس إنتل الصين سيبقى شاغلاً لمنصبه الحالي.
نقلاً عن: فاينانشيال تايمز