معتز الشامي، سامي عبد العظيم (دبي)
تواصلت ردود الفعل، على ما طرحته «الاتحاد» أمس، حول وصول نفقات اتحاد الكرة، على أندية دوري الدرجة الأولى، إلى 45 مليون درهم، في 3 مواسم، وأنها مرشحة للقفز إلى 58 مليوناً أو أكثر، بنهاية الموسم الجاري، على خلفية الدعم الشهري لـ4 أندية، بـ8 ملايين سنوياً، بجانب 5 ملايين درهم، تنفق على شراء أدوات التدريب، وتدفع منها رواتب مدربي المراحل السنية بالأندية في الدرجة الأولى، ضمن صندوق دعم الأندية، فضلاً عن أكثر من 10 ملايين درهم، تم تخصيصها لصيانة ملاعب أندية الدرجة الأولى.
وهو ما وصف بأنه جهد رائع من الاتحاد، من أجل تقديم دعم ومعونة للأندية في «الهواة»، والتي لا تجد دعماً مالياً كافياً، يساعدها على تحمل ضغوط المشاركة، في مباريات الدوري، فيما أشاد الاتحاد الآسيوي، بدور الاتحاد في توفير برنامج دعم مالي لأندية الأولى، وبدء إطلاق مشروع نظام التراخيص لتلك الأندية والتي تعينها على الاقتراب من معايير دوري المحترفين.
ورغم الإيجابيات المتعلقة بهذا الإنقاق، فإن سلبياته تتمثل في عدم تحقيق أي طفرة فنية على المسابقة، حيث يذهب الدعم المالي الشهري رواتب للاعبين أغلبهم كبار في السن أو أصحاب مستويات أقل من متوسطة، وغير محترفين، بجانب شكوى باقي الأندية من ضرورة توحيد نظام الدعم الشهري لكل الأندية، وليس فقط 4 منها، وبالتالي طالبت بعض الأندية التي استطلعت «الاتحاد» رأيها، بضرورة المساواة مع الرباعي المستفيد من الدعم الشهري طوال 3 سنوات ماضية.
فيما طالبت الأندية الأربعة نفسها التي تحصل على الدعم الشهري، بضرورة زيادة المخصصات المالية من 200 إلى 300 ألف درهم، لمواجهة أعباء المشاركة في المسابقة، خاصة أن اتحاد الكرة وعد بزيادة المبلغ بعد الموسم الأول ولم يتم التنفيذ إلى الآن.
أما موقف الاتحاد مالياً، فتشير الأرقام الرسمية، إلى أن موازنة الاتحاد تأثرت من تحملها تبعات الإنفاق الزائد على دوري الأولى، بدرجة رفعته إلى سقف لم يصل إليه من قبل، حيث بلغ الموسم قبل الماضي 134 مليون درهم تقريباً، والموسم الماضي 127 مليوناً، بينما بلغت الخسائر في عام مبلع 7 ملايين درهم، وفي السنة الأخرى 14 مليوناً تمثل عجزاً في الموازنة.
وأكد عبدالله حماد الشحي، رئيس مجلس إدارة نادي التعاون، أن المشاركة في دوري الدرجة الأولى في الموسمين الماضي والحالي، بدعم مباشر من اتحاد الكرة، والذي يصل إلى 200 ألف درهم شهرياً، موضحاً أن متطلبات النادي من خلال المشاركة في المسابقات الخاصة بالدرجة الأولى تفوق هذا المبلغ، بالنظر إلى الارتباطات المتعلقة باللاعبين، وتسيير النشاط والمرتبات والمباريات، وغيرها من الأمور الخاصة بكرة القدم.
وأوضح أن التعاون لن يستطيع الإيفاء بالمتطلبات الخاصة، بوجوده في دوري الدرجة الأولى، في حال توقف الدعم الشهري من اتحاد الكرة، ما يعني عملياً الانسحاب إذا لم يحصل على 200 ألف درهم المعروفة شهرياً، منوهاً إلى أن النادي يشكر مروان بن غليطة رئيس اتحاد الكرة، وجميع أعضاء الاتحاد على الدعم الشهري، وقال إنهم يتطلعون إلى المزيد، بما يحقق التطور المطلوب.
فيما دعا جمعة الشامسي، رئيس مجلس إدارة نادي الحمرية، اتحاد الكرة إلى العمل على تطوير بعض الملاعب، في أندية الدرجة الأولى وتحسين الإضاءة، بسبب عدم توافر الظروف الجيدة فيها، من خلال التجارب العملية خلال الموسمين الماضيين، والتأثير المرتبط على سلامة اللاعبين وتطور المسابقة، موضحاً أن الحمرية لا يحصل على دعم من اتحاد الكرة، مثل بعض الأندية، سوى الكرات التي يتم تقديمها قبل المباريات الرسمية.
ووضع الشامسي تساؤلات عدة على علاقة بوعد لجنة تطوير أندية الهواة التي قامت بزيارة ملعب النادي قبل وقت، وأكدت حاجته لعيادة طبية، وقال إن هذا الوعد لم ينفذ حتى الآن، رغم أن النادي ينتظر من اللجنة الوفاء بالوعد الذي قطعته في الزيارة الميدانية.
وأكد الشامسي ضرورة العمل على الجوانب التي تعزز نجاح الدوري والاهتمام بكل الأمور والملاحظات الخاصة بالملاعب، وتقديم الجهود التي تؤدي في نهاية الأمر إلى تأكيد الرغبة القوية في الوصول بالمنافسة إلى النجاح المطلوب.
وبدوره أشاد جمعة العبدولي، عضو مجلس إدارة نادي دبا الفجيرة، بدعم اتحاد الكرة للأندية المنسحبة خلال السنوات الماضية، وقال إن الدعم الذي تحصل عليه الأندية من الحكومات المحلية، يعد السبب الرئيسي في استمرار وجود الأندية على مستوى المحترفين والدرجة الأولى، الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق التطلعات المرجوة لما يلعبه الدور الرياضي، في تحقيق التطور على مستوى الأندية التي تخدم قطاعات كبيرة بالأنشطة الرياضية المختلفة للفئات الشبابية التي تستفيد من الأندية في ممارسة الرياضة.
وقال العبدولي: إن استمرار دعم الحكومات المحلية للأندية المختلفة يعني الاستقرار وعدم الانسحاب، بينما يؤدي الدعم الشهري من اتحاد الكرة لبعض الأندية إلى واقع أفضل، رغم أن هناك قناعة بأنه غير كافٍ، بسبب الصرف الموجود على تسيير النشاط الرياضي، في الأندية المختلفة على مستوى الدولة، والالتزامات المرتبطة بالمباريات ومرتبات اللاعبين، وغيرها من الأمور التي تعكس حجم الصرف الموجود على الأنشطة الرياضية.
وأضاف: هناك بعض الأندية ترى بأن الدعم الشهري الذي تحصل عليه من اتحاد الكرة، لا يلبي التوقعات، لكن المهم أنه يأتي حسب الإمكانات، ومع وجود الدعم المباشر من الحكومات المحلية، فإن الأمور تبدو أفضل بالنسبة للأندية في المناطق المختلفة.