السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أمل السهلاوي: الشعر الملاذ الآمن للحرية

أمل السهلاوي: الشعر الملاذ الآمن للحرية
24 سبتمبر 2019 01:28

أشرف جمعة (أبوظبي)

أمل السهلاوي شاعرة إماراتية تفتش في مرايا ذاتها عن تفاصيل غير مرئية للقصائد المختبئة في عمق الروح. تعيش الشعر بقلب حالم، وهي مطمئنة للأوراق والأقلام التي تغرق في ثنائيتها عندما تسافر بين الحروف. شكلت بداياتها أصداء التجربة الأولى في المرحلة الثانوية، وأحاطها أساتذتها في الجامعة بتقدير خاص عندما كانت تناقش نصوصها في قاعة الدرس الجامعي وسط حفاوة الزملاء والأصدقاء، واستمرت هذه الحفاوة من خلال الندوات الشعرية التي عقدت لها في جامعة الشارقة، حيث تخصصت في دراسة اللغة العربية وآدابها، واتحدت مع هموم المرأة العربية وإشكالياتها الإنسانية وطموحاتها المستقبلية، وعبرت عن ذلك في مجمل قصائدها، وهي صوت نسوي إماراتي مسكون بالشعر، وشغوف بفن الرسم كما أنها تخطو أيضاً خطوات راسخة نحو السرد القصصي والروائي.
وتقول السهلاوي: إنها بصدد نشر مجموعتها الشعرية الأولى التي تأخرت كثيراً في نشرها بسبب قلقها المعهود، الذي يدفعها للعودة إلى القصائد وإجراء تعديلات على النصوص، وتكشف أنها خاضت غمار الكتابة السردية بعدد من القصص القصيرة، ولديها رواية قيد الكتابة، وعلى الرغم من هذه التجارب ترى أن الشعر هو ملاذها الأول للحرية حيث جرّبت من خلاله الابتعاد عن الكتابة التقليدية.
تقول: الشعر قلق وجودي وضرورة كما يقول جان كوكتو «الشعر ضرورة ولكن ليتني أعرف لماذا؟»
وتضيف أمل السهلاوي: في الأجواء الجامعية عشت الشعر في قاعة الدرس وخارجه، وأصبح المعنى هاجسي الأول أقرؤه وأكتبه وأكتشفه، وتنوعت قراءاتي في هذه المرحلة بصورة كبيرة، وهو ما أتاح لي التعرف إلى نماذج كثيرة من الشعراء العرب الذين أثروا في وجداني، وفتحوا لي منافذ الضوء، فكنت أسهر على كتابات نزار، وأهيم بقصائد بدر شاكر السياب، وأقبل على تجارب فدوى طوقان، ومحمود درويش، وغيرهم بشهية مفتوحة وإيمان عميق بأن هؤلاء رسموا لي الطريق، وعبروا بي الضفة الأخرى للإبداع، ثم اطلعت على الشعر الجاهلي، ولا أزال أتجول في اتجاهات الشعر العربي القديمة والحديثة، وأنا مأخوذة بحركة الزمن، وطابع الخيال الذي شكل شجرة الشعرية العربية، وجمالها البكر.ولا تخفي السهلاوي مدى افتتانها بالإيقاع الشعري الذي تحرص عليه في أثناء كتابة القصائد العمودية التي تعبر من خلالها عن تطلعات الإنسان في داخلها ومن ثم طموحات وآمال وشجون المرأة العربية، فضلاً عن التعبير عن الهم الإنساني ومنظومة القيم واتجاهها نحو كتابات تناجي فيها الخالق بشاعرية عذبة. وتذكر أنها بدأت كتابة الشعر بموسيقاه الباهرة بشكل سماعي وأنها تعرفت فيما بعد إلى البحور وتشكيلات التفاعيل. وهي ترى أن القصيدة العمودية هي الأقرب لها من بين الأنماط الشعرية الأخرى التي تكتبها، مشيرة إلى أنها كتبت قصيدة التفعيلة بروحٍ مغامرة، وخاضت تجارب حرة مع قصيدة النثر ولا تزال تتلمس طريقها في هذا المجال.ولا تنكر أمل دور مواقع التواصل الاجتماعي في تأكيد شاعريتها وإبراز موهبتها وتشجيعها على مواصلة الإبداع.

أمنية شعرية
تتمنى أمل السهلاوي أن تتمكن من مساعدة الطاقات الشعرية الشابة في النشر، وهي تؤمن بأن الإمارات تمتلك طاقة شعرية شابة يجب استثمارها بشكل أمثل، وعلى وجه الخصوص تلك النماذج الأنثوية التي تمتلك صاحباتها كل الأدوات التي تضعهن على طريق النجومية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©