معتز الشامي (دبي)
وصل إنفاق اتحاد الكرة، خلال المواسم الثلاثة الماضية، على أندية دوري الدرجة الأولى، إلى 45 مليون درهم، ينتظر أن تقفز إلى 58 مليوناً بنهاية الموسم الجاري، وهو مبلغ ضخم، يمثل ضغطاً هائلاً على ميزانية الاتحاد، منذ الموسم الأول الذي شهد إنفاقاً على تلك الأندية، وكانت عبارة عن 8 ملايين درهم سنوياً، تمثل رواتب 4 أندية للإنفاق على لاعبيها بدوري الدرجة الأولى، بالإضافة إلى 5 ملايين درهم في صندوق دعم أندية الهواة، ويتم من خلالها الإنفاق على رواتب المدربين المعينين في المراحل السنية بالأندية، وأدوات تدريب، وملابس للمراحل السنية، فضلاً عن دعم صيانة وتجديد 10 ملاعب، في إطار خطة للتطوير في البنية التحتية، بقيمة وصلت إلى 10.5 مليون درهم.
ووجهت انتقادات لوصول المبالغ، التي تم إنفاقها على «الهواة»، إلى أرقام مرتفعة، في ظل انسحاب شركات رعاية كانت ترعى الاتحاد، وتضيف إلى دخله السنوي الكثير، بجانب قلة الموارد بشكل عام، ما دفع الاتحاد لفرض نسبة 2% على العقود المسجلة لجميع الأندية، ليجمع دخلاً سنوياً تخطى 10 ملايين درهم، ووقتها رفضت الأندية المحترفة توجيه هذا المبلغ لأندية الأولى، وطالبت بعض الأندية بإلغاء هذا الشرط عند تسجيل اللاعبين في العمومية الماضية.
ويرى أصحاب الرأي المعارض لزيادة الإنفاق، أن ميزانية الاتحاد شهدت صدمات قوية خلال الفترات الأخيرة، ليس فقط بانسحاب الرعاة، ولكن بزيادة حجم الإنفاق الذي تخطى حاجز 127 مليون درهم في الموسم الماضي، بحسب أرقام الميزانية المعتمدة في «عمومية» يونيو الماضي، وبنسبة عجز بلغت 14 مليوناً، كما اضطر الاتحاد إلى سد العجز ومواجهة الأعباء المالية، بـ«كسر» الودائع المالية التي كانت تصل إلى 40 مليون درهم وإنفاقها بالكامل، ويرى المنتقدون أن تلك المبالغ وجهت رواتب للاعبين كبار في السن، تعاقدات معهم أندية يتم منحها دعماً مالياً شهرياً يقدر بـ800 ألف درهم طوال 10 أشهر في الموسم الواحد، بينما لم يستفد دوري «الهواة» فنياً أو تنظيمياً من تلك الأموال، وبالتالي أصبح هناك عجز في موازنة الاتحاد كل موسم خلال المواسم الثلاثة الأخيرة، ويضاف إليها الأزمة التي وقعت مع الهيئة، وأدت لمنع الدعم الشهري، الذي كان يصل إلى خزائن الاتحاد، من ميزانيته البالغة 60 مليوناً في الموسم، إلا أن اللجنة المالية لاتحاد الكرة تعاملت بحكمة مع هذا الموقف، وتمكنت من تسيير الأعمال وسداد الرواتب والعبور بالاتحاد إلى «بر الأمان» حتى نهاية الموسم المنصرم.
ويمنح الاتحاد 4 أندية فقط هذا الدعم المالي الشهري، وهي: العربي، مسافي، التعاون، مصفوت، بينما لم يمنح أموالاً لباقي الأندية، خاصةً التي سبق وأن طلبت دعماً مالياً، أسوةً بالأربعة التي أعلن بعضها الانسحاب من الدوري، بينما عاد البعض الآخر عقب توزيع الأموال عليه.
أما باقي الانتقادات، فتركزت في ضعف وسوء خدمة الصيانة، التي أجريت على ملاعب 10 أندية بدوري الأولى، والتي كلفت خزينة الاتحاد أكثر من 10 ملايين درهم، وشكت الأندية التي أجريت لها الصيانة، من سوء الخدمات ورداءة المواد المستخدمة في الصيانة، خاصةً ما يتعلق بحالة العشب والإضاءة.
ورأت آراء أخرى، أن الاتحاد أفاد بالفعل أندية عدة، خاصةً الأربعة التي تحصل على دعم شهري، أعانها على تشكيل فرق أولى، والمشاركة في الدوري، وإثراء المسابقة، كما نجح الاتحاد في مساعدة تلك الأندية عبر صيانة ملاعبها.
وأكد محمد الهاشمي، المدير التنفيذي لنادي العروبة، أن ناديه لم يتلق، ولو درهماً واحداً، مساعدة من اتحاد الكرة، مشيراً إلى أنه كان على الاتحاد أن ينفق على جميع الأندية بالتساوي، طالما كانت لديه خطة للتطوير، ولكن ما حدث عكس ذلك، وقال: أين ذهبت الـ45 مليوناً؟ وأين تبعاتها الفنية على مستوى المسابقة؟ الكل يرى مستوى الدوري، لم يحدث أي تطور، كما أننا لم نتلق دعماً من الاتحاد، ويجب أن يوجه الاتحاد الدعم للجميع بالتساوي، وبعد 3 سنوات من الإنفاق من المفترض أن نرى نتائج وتطوراً فنياً، وهذا لم يشعر به أحد، ما يعني أن الإنفاق لا يتم في وجهه الصحيح، أو بصورة مدروسة، ولكن إنفاق لمجرد الإنفاق فقط.
وأضاف: سنوياً أدفع من ميزانية النادي في صيانة ملاعب العروبة، الاتحاد يقول إنه أنفق على صيانة العديد من الأندية، فأين ذهبت تلك الأموال؟ فنحن من الدرجة الأولى، ولم يهتم الاتحاد بدعم ملاعبنا هنا.
وقال: حتى في قوانين المسابقة نفسها، أصبحت لا تخدم الأندية، وحالياً يشارك 3 لاعبين أجانب، بالإضافة إلى 4 لاعبين من المقيمين أو المواليد، وبالتالي أصبحت هناك 7 أماكن محجوزة لتلك الفئات، ويتبقى للاعبين المواطنين فقط 4 أماكن في القائمة، وكيف يمكننا إفادة المنتخب أو تطوير المسابقة؟
وعن أسباب عدم الاعتراض في «العمومية»، على آلية الإنفاق المالي على أندية الأولى، قال: «لا أحد يسمع صوتنا، واعتراضنا لن يؤثر، لأننا لا نستطيع أن نشكل تكتلاً للضغط على الاتحاد، هذا ما يمكن أن يقوم به المحترفين، والمبالغ التي أنفقت على الدرجة الأولى، وستصل إلى 60 مليوناً بنهاية الدورة الحالية، أنفقت هباءً، ولم تحقق مردوداً، وبالتالي يجب أن يحاسب الاتحاد بالتأكيد، لأن من يريد تطوير كرة الإمارات، يجب أن يفكر في محاسبة الاتحاد، خصوصاً على كيفية إنفاق الميزانية، وفيما ينفقها؟ وهل تحققت نتائج إيجابية لهذا الإنفاق من عدمه؟ لكن كل هذا المبلغ أنفق فقط، من أجل إعادة نادٍ أعلن انسحابه، ولكن هل أفاد النادي دورينا؟ أو قدم لاعبين للمنتخبات؟ بالتأكيد لم يحدث ذلك، ولن يحدث».
عبدالله قنزول: إيجابيات للإنفاق رغم السلبيات!
أكد عبدالله قنزول، المدير التنفيذي لنادي العربي بأم القيوين، أن لجنة التطوير باتحاد الكرة لم توفق في مسألة تطوير ملاعب الأندية، والتي خصصت لها 10 ملايين درهم أو أكثر، وقال: «هناك جانبان في دعم أندية الهواة، الأول هو الرواتب الشهرية التي تخصص لـ4 أندية، ومنها العربي وتقدر بـ200 ألف درهم، هذا المبلغ بالتأكيد ليس كافياً من أجل تطوير الفريق الأول، ورغم ذلك تحققت الفائدة بإعادة الأندية للمشاركة في الدوري، والسير في البطولة، ومحاولة التطور، بالتأكيد هناك سلبيات على آلية الدعم والإنفاق في دوري الأولى، ولكن حتى الآن أرى أن الإيجابيات أكبر، والثاني يتمثل في الدعم اللوجستي، من خلال توفير الكرات وملابس التدريب».
وقال: «أتفق مع الأندية، التي تعاني من الملاعب التي تمت صيانتها وتطويرها من اتحاد الكرة، حيث سلمنا الاتحاد ملاعب أندية بإضاءة سيئة للغاية، وبالفعل حال الكثير من الملاعب قبل تدخل لجنة التطوير بالاتحاد كان أفضل، أعتقد أن الشركة قامت بشراء أدوات رخيصة، وبالتالي لم تكن هناك نقلة مختلفة بل بالعكس، الصيانة سيئة، وأرضية الملاعب أيضاً سيئة، رغم أن الاتحاد أنفق أموالاً عبر الشركة للتطوير، وما حدث على أرض الواقع غير ذلك».
وأضاف: الإضاءة الحالية بـ«الكاد» تضيء حدود الملعب الآن بعد تطويرها من الاتحاد، والإضاءة السابقة كانت تضيء النادي بالكامل، فأيهما الأفضل؟».
وقال: «هناك دعم لوجستي أيضاً تستفيد منه الأندية، من ذلك كرات التدريب وغيرها، ويجب إعادة النظر في الدعم الشهري الموجه للأندية، وأن يزيد على 200 ألف درهم، من أجل تطور المستوى الفني للمسابقة، إذا أردنا ذلك بالفعل».
سعيد المحرزي: سلمونا ملعباً جديداً أسوأ من القديم.. ليتهم ما طوروه!
أكد سعيد المحرزي رئيس نادي مسافي، أن لجنة تطوير أندية دوري الدرجة الأولى، لم تقم بتطوير أي شيء يتعلق بالمسابقة، وقال «اللجنة بالفعل قامت بما أسمته تطوير وصيانة الملاعب لـ10 أندية بدوري الأولى، ونحن من الأندية التي وضعت في خطة الاتحاد، حيث تعاقدت لجنة التطوير مع شركة، من أجل صيانة ملعبنا وتطويره، وليتهم ما طوروه، حيث سلمونا ملعباً أسوأ كثيراً من الملعب السابق»!!
وعن وصول إنفاق دعم الهواة إلى 58 مليوناً بنهاية الموسم، قال «ما تم صرفه حتى الآن، أعتقد أنه أنفق بطريقة غير صحيحة، واللجنة لم توفق في التعاقد مع شركة متخصصة، وأعتقد أن المواصفات التي طبقتها الشركة غير سليمة أبداً، فالملعب القديم الذي كان مبنياً منذ الثمانينيات، حالته قديماً قبل تدخل لجنة التطوير كانت أفضل، حيث أصبح الملعب الآن «غير صالح»!
وأضاف: جلست مع لجنة التطوير، قبل بدء العمل في الملعب، وطالبتهم بالاستعانة بمهندسين متخصصين في تطوير الملاعب وصيانتها، ولكن للأسف لم يقوموا بالتعاقد مع مهندس ليراجع عمل الشركة، وبالتالي تسلمنا ملعباً غير صالح للعب، رغم أن الاتحاد أنفق المال على تطويره، اللجنة للأسف لم توفق أبداً.
وعن استفادة ناديه بالدعم الشهري البالغ 200 ألف درهم، قال «نعم هم يعطونا 200 ألف دعماً شهرياً، ولولا هذا المبلغ ما رجعنا المسابقة، أشكر مروان بن غليطة على هذا الدعم، نحن الآن نعمل بهذا المبلغ، حيث نمنح لاعبينا رواتب للمشاركة في المسابقة، ولولا هذا المبلغ لما كان لدينا فريق أول نشارك به في البطولة».
وحول غياب المواهب والتطوير الفني الحقيقي، قال «هذا لا يعنينا الآن، ولكن يهمنا المشاركة في المسابقة، وأن يكون لدينا فريق أول، لأن أي ناد من دون فريق أول يشارك في الدوري لا يمكنه أن يحقق أي شيء إيجابي».
وختم المحرزي بتوجيه رسالة للاتحاد، بضرورة إعادة النظر في توجيه الدعم المالي الحالي، بحيث يعمل على زيادته إلى 300 ألف درهم شهرياً، كما سبق وأن وعد الاتحاد رغم أن المبلغ الحالي يفيد ناديه في الإنفاق على رواتب لاعبي الفريق الأول، ولكن زيادة المبلغ تساعد النادي على التطور الفني والتعاقد مع لاعبين أفضل وأجهزة فنية أفضل.