السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الكتاب» الشامل لمنافع وخير الدنيا والآخرة

1 سبتمبر 2010 23:07
اختص الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم دون سائر الكتب بعدة أسماء، تدل كلها على رفعة شأنه وعلو مكانته، وإن اختلف العلماء في عدد هذه الأسماء، فذهب بعضهم إلى أنها نيف وخمسون، وقال البعض الآخر نيف وتسعون وقال الفيروز آبادي مئة اسم، ولكن جاء الإجماع على أن “الكتاب” اسم للقرآن الكريم وقد ذهب البعض إلى الاقتصار على ثلاثة أسماء وهي “القرآن” و”الكتاب” و”الفرقان”. وهي أشهر الأسماء بل إن اسم “الكتاب” جاء للقرآن في القرآن أكثر من ثلاثمائة مرة وربما يكون هو أكثر الأسماء وروداًً، وأكثرها صراحة، لا كغيره من الأسماء التي جاءت أوصافا بل يشتهر هذا الاسم بأنه جاء في بدايات العديد من السور القرآنية مثل البقرة وهود ويوسف والرعد وإبراهيم والحجر والكهف والشعراء والنمل والقصص ولقمان والسجدة والزمر وغافر وفصلت والزخرف والدخان والجاثية والأحقاف والطور والجمعة، ومن الآيات التي ورد فيها الكتاب اسما للقرآن قوله تعالى: “ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين” البقرة الآية الثانية. “الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون” البقرة الآية 121. “الله لا إله إلا هو الحي القيوم. نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وانزل التوراة” آل عمران الآيتان 2 و3. “إنا انزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما” النساء الآية 105. “وأنزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه” المائدة 48. “أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا” الأنعام الآية 114. “إن ولييّ الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين” الأعراف الآية 196. “إنا أنزلنا اليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين” الزمر الآية الثانية. “وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون” الأنعام الآية 155. “كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون” فصلت الآية 3”. وجاء في تفسير الآيات التي ورد فيها ذكر الكتاب اسماً للقرآن الكريم أن هذا الكتاب الكامل وهو القرآن الذي ننزله لا يرتاب عاقل منصف في كونه من عند الله ولا في صدق ما اشتمل عليه من حقائق وأحكام وفيه الهداية الكاملة انزله الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ مشتملاً على الحق في كل ما تضمنه من أصول الشرائع السماوية في الكتب السابقة، ومن حكمته أن جعل منه آيات محكمات محددة المعنى بنية المقاصد، هي الأصل واليها المرجع، وأخر متشابهات، تشتبه على غير الراسخين في العلم، ولا نفرق في الإيمان بالقرآن بين محكمه ومتشابهه، أنزله الله حقا وصدقاً، مشتملاً على كل ما هو حق، مبينا للحق إلى يوم القيامة، وقد حكم سبحانه فانزل الكتاب الكريم حجة للنبي على قومه وقد عجزوا عن أن يأتوا بمثله، وهو مبين للحق وللعدل، وان الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه منزل من عند الله وأن حاولوا اخفاء ذلك وكتمانه، فهذا القرآن كتاب انزله ربنا مبارك، مشتمل على الخير الإلهي والمنافع الدينية والدنيوية فاتبعوه واتقوا مخالفته ليرحمكم ربكم وتنزيل بديع من المنعم وكتاب ميزت آياته لفظاً ومقاطع، ومعنى بتمييزه بين الحق والباطل والبشارة والإنذار وتهذيب النفوس وضرب الأمثال وبيان الأحكام وهو مقروء باللسان العربي وميسر فهمه لقوم يعلمون ومبشر، للمؤمنين بالنعيم ومخوف للمكذبين من عذاب أليم. ويقول حسين حسن سلامة في كتابه “من هدى القرآن” القرآن كتاب عزيز قوي الحجة منيع الجانب “وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد” فصلت الآيتان 41 و42. فلا يدخل عليه الباطل من قريب ولا بعيد، وأنى للباطل أن يدخل على هذا الكتاب، وهو من الله الحق، ينطق بالحق ويتصل بالحق الذي تقوم عليه السماوات والأرض، وأنى يأتيه الباطل وهو عزيز محفوظ بأمر الله، لأنه المعجزة الخالدة التي تصنع الإيمان، والباقية التي لا تزال تذكر الإنسانية وترفع مستواها وتقود خطاها على بصيرة وعلم إلى الله رب العالمين، كتاب يصنع اليقين، ويخاطب العقل ويفتح القلب، كتاب عمل يبين منهج الحياة للمسلمين، ونور يبدد الظلام، ويحقق الأمن والاستقرار في النفوس، دليل العقل والحكمة والفهم. ولا يرقى وصف لهذا الكتاب إلى ما وصفه منزله سبحانه بأنه كتاب حكيم مبارك مكنون عزيز فيه هدى مبين كريم تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ولا ريب فيه، وحق أحكمت وفصلت آياته، وتبيان لكل شيء ورحمة، ونور وفيه الأحكام والمنهج القويم.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©