محمد صلاح (رأس الخيمة)
يقتفي نحالون لديهم خبرات كبيرة بالعسل الطبيعي أثر النحل في إمارة رأس الخيمة وصولاً لخلايا العسل الطبيعي التي يتخطى سعر بعض أنواعها 3 آلاف درهم للكيلو، وعلى عكس العديد من المهن التراثية التي توارثتها الأجيال قديماً وبدأ الانصراف عنها في وقتنا الحاضر كالغوص والصناعات الحرفية، فإن هذه المهنة لا يزال العديد من الأهالي الذين لديهم خبرة بها يتمسكون بها ويحرصون على تعليمها لأولادهم خاصة الذين يقطنون المناطق الجبلية والقريبة منها.
وقال حمدان سالم الصنعاوي الشميلي من منطقة شمل في رأس الخيمة وأحد أشهر النحالين بالإمارة: إن مهنة النحالين من المهن التراثية التي توارثتها الأجيال وحافظت عليها على الرغم من التأثيرات التي طالت هذه المهنة بإقامة المناحل في المزارع واستيراد العديد من الأنواع التي أضرت بصناعة العسل المحلية بصفة عامة، مشيراً إلى أن موسم العسل في الإمارات يبدأ التحضير له من شهر أبريل، ويتم جمع العسل مرتين في أبريل ومايو والمرحلة الثانية تبدأ في نوفمبر، حيث يتم جمع العسل الطبيعي في هذه الأوقات تمهيداً لطرحه في الأسواق، لافتاً إلى أنه يجمع في المرحلة الأولى بين 30 و 35 كيلو جراماً سنوياً وفي المرحلة الثانية يجمع حوالي 25 كيلوجراماً، من العسل الطبيعي الأصلي وهو ينقسم إلى عدة أنواع لكل منها سعره.
وتابع: ورثت من النحالين القدامى الذين كانت لديهم خبرة طويلة بجمع العسل القدرة على تقفي أثر النحل وصولاً للخلايا في المناطق الجبلية القريبة، لافتاً إلى أن هناك بعض الحيل التي يتم بها جذب النحل وتتبع أثره من خلال حبوب اللقاح التي غالباً تميل للون الأصفر، ويضعها النحل في طريق بحثه عن الزهور وعند عودته للكهوف الجبلية التي توجد بها الخلايا.
وأشار إلى أن العسل الطبيعي «الحولي» يصل سعره لحوالي 3 آلاف درهم فيما يتراوح سعر العسل «البرم» بين 250 و 300 درهم وعسل السمر الجبلي يصل سعره إلى ألف درهم، فيما يصل سعر عسل المناحل من النوع نفسه 250 درهماً، وعسل السدر الخاص بالمناحل يصل سعر الكيلو لنحو 150 درهماً، ويصل سعر العسل الغاف لـ 300 درهم للكيلو.
وأوضح عبد الله الشحي أحد النحالين في منطقة شعم، أنه ورث مهنة جمع العسل الطبيعي عن والده وعلى الرغم من كونه موظفاً فإن ذلك لا يمنعه من ممارسة هذه المهنة خلال موسم جمع العسل، مشيراً إلى أن إمارة رأس الخيمة اشتهرت منذ القديم بإنتاج أفضل أنواع العسل وتصديره لجميع أسواق الدولة والأسواق الخارجية أيضاً، لافتاً إلى أن التوسع في تربية النحل عبر المناحل الصناعية بالمزارع وجلب أنواع من الخارج واستخدام بعض المبيدات في المزارع أثر على إنتاج العسل وكذلك جودته، مشيراً إلى أن البعض ليس لديه الخبرة الكافية للتفريق بين أنواع العسل، مطالباً بضرورة تنظيم هذه المناحل وإخضاعها للرقابة للحفاظ عليها وإجراء التفتيش الدوري عليها.
من ناحيتها، أكدت هيئة حماية البيئة والتنمية في رأس الخيمة أنها طبقت العديد من الإجراءات لإنتاج العسل الطبيعي بالإمارة عبر تسجيل المناحل وإخضاعها للتفتيش الدوري وإلزامها بخطط مكافحة الآفات وفق برنامج علمي يهدف إلى الحفاظ على هذه المهن المتوارثة وتجنب تأثيرات هذه الآفات على إنتاج الإمارة من عسل النحل.
وأوضح الدكتور سيف الغيص المدير التنفيذي للهيئة أن إمارة رأس الخيمة تميزت بإنتاج عسل النحل الطبيعي ذي الجودة العالية عبر سنوات طويلة ومع التوسع في إنشاء المناحل بدأت الهيئة في تنظيم عملية التربية والتي كانت في السابق تتم دون ضوابط عبر استيراد بعض السلالات التي لا تناسب بيئتنا المحلية إلى جانب استخدام بعض الآفات التي لها تأثيرها السيئ على هذا القطاع، حيث قررت الهيئة تسجيل جميع المناحل بالإمارة وإعداد الخطط اللازمة للتفتيش عليها، إلى جانب عدم السماح بمزاولة مهنة تربية النحل إلا للحاصلين على التراخيص.