تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يتطلع عازف العود والموسيقي الإماراتي فيصل الساري إلى دمج مقطوعات آلة العود والموسيقى الإماراتية مع «الفولهورمينيك أوركسترا» - أي دمج الشرقي بالغربي في موسيقى واحدة-، لأنه يحلم بإيصال الفن الإماراتي التراثي إلى العالمية، بحيث إن الغرب يعزفون المقاطع الموسيقية الإماراتية، وجمله الفنية التراثية، ويقدم معهم معزوفات الحربية والعيالة والشعبي، خصوصاً أن الكثير من الموسيقيين العالميين استفادوا من الموروث المحلي.
وكشف الساري الذي يعتبر ثاني خريج من «بيت العود العربي – أبوظبي» أنه بدأ حالياً في تنفيذ بعض المشاريع حول طموحه في إيصال الفن الإماراتي إلى العالمية، وأنه سعى لذلك من خلال الحفلات التي قدمها في السابق وحققت رواجاً كبيراً، وكان أبرزها حفل افتتاح متحف اللوفر الذي أدى فيه مقطوعة «حلم زايد» إلى جانب بعض المؤلفات من تلحينه.
الخبرة الموسيقية التي اكتسبها الساري من التحاقه في «بيت العود العربي»، جعلت لديه أسلوب مميز وخاص به، وريشة إماراتية مبدعة، قدم من خلالها العديد من المقطوعات المهمة، من أبرزها مقطوعة منفردة بمناسبة عام التسامح، عنوانها «روح التسامح»، والتي قدمها مؤخراً في حفل الموسم الافتتاحي من حفلات المسرح الجديد للمجمع الثقافي بقيادة العازف العالمي نصير شمة، حيث مزجت بين الموسيقى الكلاسيكية والمعاصرة ودمج 7 إيقاعات مع مقطوعات لحنية تعبر عن ثقافة التسامح في الإمارات، إضافة إلى تحويله للأغاني التراثية القديمة لعلي بن روغة وجابر جاسم إلى «سولو»، وأصدر ألبوماً لاقى صدى كبيراً.
تأليف موسيقي
وأوضح الساري أن التأليف الموسيقي، جعله العازف والمغني والملحن، خصوصاً أن التأليف مرحلة تفوق التلحين، وقال: ظهرت لدي موهبة التلحين والتأليف الموسيقي، وكانت بذرة النواة الحقيقية لتعلقي بآلة العود، ولاحظ على هذه الموهبة، الأستاذ الموسيقي رياض حسن، الذي كنت أدرس عنده نظريات في المعهد العربي في دبي عام 1994، وكان عندما يسمع لي لحناً، من الألحان الخاصة بي يقول لي: أنت ستصبح نجماً، وستكون من أهم الملحنين والمؤلفين في الإمارات، وكان وقتها لدى رياض نظرة وتحليل في المقاطع اللحنية التي أعزفها ولكني لم آخذ كلامه على محمل الجد.
شهادة تميز
وفي عام 2008، قرر الساري، الالتحاق بـ «بيت العود العربي»، لصقل موهبته، وكان وقتها دارساً للمقامات والنظريات والنوتة الموسيقية، وعندما اختبره نصير شمة، أعطاه شهادة تميز، وكان أول طالب يأخذ هذه الشهادة قبل التخرج، خصوصاً أنه كان لديه تجارب وألحان مميزة وأهمها أوبريت «حكاية دولة» الذي حصد من خلاله على 3 جوائز من بينها جائزة مهرجان أبوظبي عام 2009.
أستاذ الفنون
ولفت الساري إلى أنه درس منهاج «بيت العود» لـ نصير شمة المطلع على الكثير من المدارس الموسيقية المهمة، واحتك بأساتذة ومتخصصي المعهد، مثل دكتور فتح الله أحمد وشيرين التهامي وعلاء مدحت، وبدأ في تعلم منهاج «نصير شمة» الذي يعتبره من أصعب المناهج لكنه تعلم واستفاد منه الكثير، حيث اتقن الهندي والإسباني والأفريقي والسوداني والأرمني والتركي والخليجي والعربي، منوهاً أنه ترك وظيفته السابقة من أجل التفرغ لهوايته في الموسيقى والعزف على آلة العود، وبعد فترة التحق للعمل في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، في مجال تخصصه، أستاذ الفنون الإماراتية. وحول إمكانية تلحينه لأغاني يؤديها نجوم الغناء في العالم العربي، أوضح فيصل الساري أنه كان لديه تجارب سابقة في هذا المجال، حيث تعاون مع فايز السعيد وإبراهيم عبد الله، كما تعاون مع «فنان العرب» محمد عبده في أعمال خاصة به.