السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

نزاع إيرباص وبوينج يخيم على العلاقات التجارية عبر الأطلنطي

نزاع إيرباص وبوينج يخيم على العلاقات التجارية عبر الأطلنطي
23 سبتمبر 2019 03:32

بينما يتابع العالم تطورات النزاع التجاري الدائر بين الولايات المتحدة والصين، يتأهب الاتحاد الأوروبي لمواجهة عقوبات أميركية جديدة من جراء ما عرف بأزمة إيرباص. فهل تنجح المفاوضات الثنائية في نزع فتيل الأزمة قبل اندلاع حرب تجارية أخرى بين ضفتي الأطلنطي؟
وصرحت سيسيليا مالمستروم، المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي، بأن الولايات المتحدة عاقدة العزم على فرض رسوم جمركية عقابية على وارداتها من الاتحاد بسبب ما يعرف بقضية دعم إيرباص. واتهمت واشنطن بعدم الرغبة في تسوية نزاع تجاري طال أمده، بشأن الشركات المصنعة لطائرات إيرباص الأوروبية.
ويترقب الاتحاد النسبة التي ستحددها منظمة التجارة العالمية للرسوم التي ينتظر تحديدها في 30 سبتمبر الحالي. وكانت المنظمة قضت بصحة الموقف الأميركي في هذا النزاع، استناداً إلى شكوى قدمتها واشنطن في هذا الصدد. وصرح مسؤولون أميركيون بأن الولايات المتحدة تعتزم فرض رسوم جمركية عقابية على ما قيمته 11 مليار دولار سنوياً من الصادرات الأوروبية.
ورداً على التحرك الأميركي، رفع الاتحاد الأوروبي شكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد شركة بوينج، إلا أن الشكوى الأميركية قدمت قبل 9 أشهر وحسم أمرها بالفعل. وبالتالي ستسري العقوبات الأميركية قبل الانتهاء من نظر الشكوى المضادة.
وأوضحت مالمستروم أن الاتحاد اقترح على واشنطن تسويةً للنزاع في يوليو الماضي، بما في ذلك تعليق الشكوى المقدمة إلى منظمة التجارة، إلا أن الإدارة الأميركية لم تهتم بالعرض.
من جهته، يعتزم الاتحاد فرض رسوم عقابية على ما قيمته 12 مليار دولار سنوياً من الواردات الأميركية، بمجرد انتهاء المنظمة من نظر قضية بوينج واتخاذ قرار نهائي فيها بداية العام المقبل.
وصرح جوردون سوندلاند، موفد الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي، الاثنين الماضي، بأن الاتحاد لم يرد على الدعوات الأميركية للتوصل إلى حل عن طريق التفاوض. وقالت المتحدثة باسمه «ما تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقه هو إنهاء الدعم الذي تتمتع به إيرباص مع تقديم التعويضات اللازمة». وأوضحت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستعد للتحرك بسرعة، وسوف يلجأ إلى فرض الرسوم العقابية ما لم تحصل واشنطن على هذه التعويضات، مع ضمان تغيير ممارسات الاتحاد (مستقبلاً) عبر المفاوضات. إلا أن المتحدثة رفضت الرد على سؤال يتعلق بدواعي رفض الإدارة دعوة بروكسل لاستئناف التفاوض في يوليو الماضي. ويدور نزاع بين الطرفين حول شركتي بوينج وإيرباص منذ قرابة 15 عاماً، ومن المستبعد عملياً أن تغطي الرسوم العقابية المتبادلة هذه المبالغ الهائلة من السلع. ولكنها ستؤذي بلا شك حركة التجارة عبر الأطلنطي، وستكون الخسائر بالمليارات.
من جهة أخرى، فإن فرض جولة جديدة من الرسوم الجمركية سيهدد الجهود الأوروبية الأميركية لتحسين العلاقات التجارية عموماً، التي تضررت بشدة منذ قرار ترامب بفرض رسوم على الصادرات الأوروبية من الصلب والألمنيوم في العام الماضي. وأدى هذا بطبيعة الحال إلى فرض رسوم أوروبية مضادة على الصادرات الأميركية.وأقرت مالمستروم في تصريحاتها بوجود ما يكفي من الرسوم الجمركية في العالم حالياً.
ومن ثم، فإن تبادل فرض الرسوم لن يكون حلاً مناسباً للمشكلة. ومن الملاحظ أن واشنطن وبروكسل حرصتا على إبقاء نزاعهما داخل منظمة التجارة العالمية، بعيداً عن القضايا التجارية الثنائية الأخرى الأوسع نطاقاً. لكن تعذر عليهما التوصل إلى اتفاق تجاري حتى الآن يغطي المنتجات الصناعية (باستثناء السيارات) مع الحد من المعوقات البيروقراطية لتسهيل التبادل التجاري. وكان الجانبان قد توصلا إلى اتفاق مبدئي يقضي بهذا في يوليو من عام 2018. وأضافت مالمستروم في تصريحاتها أن الطرفين يحققان تقدماً على صعيد التعاون في القضايا التنظيمية! رغم هذا، يتعذر عليهما التوصل إلى اتفاق تجاري بسبب إصرار واشنطن على ضم الصادرات الزراعية إليه، وهو ما ترفضه بروكسل، استناداً إلى نصوص اتفاق 2018. وفي حال فرض الإدارة الأميركية رسوماً عقابيةً على الصادرات الأوروبية استناداً إلى قضية منظمة التجارة، فإن بروكسل سترد بعقوبات مناظرة.

قائمة العقوبات
نشرت واشنطن قائمة بالسلع الأوروبية التي تعتزم فرض الرسوم الجديدة عليها ومنها المواد الغذائية، والدراجات الهوائية، وسكاكين المطبخ على سبيل المثال. ومن اللافت أن القائمة قد تتوسع لتشمل منتجات تتعلق بالطيران المدني. ويهدف هذا إلى حرمان شركة إيرباص من تسويق منتجاتها، وكسر سلاسل مورديها في الولايات المتحدة أو الإنتاج هناك.
وأوضحت المتحدثة باسم إيرباص في هذا الصدد: «أن الطيران المدني صناعة عالمية، ولا تورد طائرة كاملة من دولة واحدة، أو منطقة بعينها. وسيخسر الجميع في حال فرض رسوم عقابية». وفي المقابل، امتنع المتحدث باسم بوينج عن التعليق.
وكان المفاوضون الأوروبيون قدموا إلى نظرائهم الأميركيين اقتراحات تفصيلية شاملة لتنظيم الدعم الذي تحظى به صناعة الطيران المدني. واعتبر مسؤولون أوروبيون هذا الاقتراح مشروعاً أولياً يمكن تنقيحه ومحاكاته ليصبح إطار اتفاق عالمي عام.
وأوضحوا أن مثل هذا الإجراء سيفيد شركات صناعة المحركات النفاثة الأوروبية والأميركية، وليس مجرد تسوية للخلاف التاريخي بين بوينج وإيرباص. وإذا ما تم إقراره، سيتمكن الطرفان من المنافسة بشكل أفضل مع المصنعين الروس والصينيين الذين يتحدون تفوق أوروبا والولايات المتحدة حالياً في المجال نفسه.

خطة مقترحة
واقترحت بروكسل خطة تغطي بنود الدعم المتعلقة بالبحث والتطوير، وتمويل الطائرات المدنية العملاقة، واستثمارات يمكن استردادها وتعتبر بمثابة قروض لتيسير البدء في المشروعات الجديدة، وصور من الدعم الضريبي. وأكد مسؤولون أوروبيون أن إقرار هذه الخطة يكفل إغلاق باب النزاع بين الطرفين الذي تبحثه منظمة التجارة العالمية، وتسوية مشكلة الدعم، وتصالح بوينج وإيرباص.
وتقول مالمستروم عن هذا الاتفاق: «نستطيع أن نضبط أمورنا بشكل أفضل، وهذا ما نقترحه. ويعني هذا اعتبار جميع الأطراف كاسبة. وإذا تعذر إقرار الخطة، ستتصاعد حرب الرسوم».

بقلم: إمري بيكر

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©