هناء الحمادي (أبوظبي)
قطعت دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية شوطاً كبيراً في إرساء دعائم العلاقات الثنائية في شتى المجالات التي تستقي قوتها ومتانتها من الرغبة الحقيقية والأكيدة للقيادتين والشعبين الشقيقين في بناء علاقات إستراتيجية شاملة ومتكاملة ومن ضمنها رياضة المشي الجبلي «الهايكنج» التي تعتبر من الرياضات الممتعة، كما أن لها الكثير من الأبعاد التاريخية والتراثية والاجتماعية، وهي رياضة مليئة بالتأمل المستوحى من البيئة والطبيعة ومن غرابة الأماكن، وظروف الطريق، وتحدي الصعود، وبعضاً من المغامرة، لذا فإن التأمل فيها أعمق، والمشاعر التي تنتاب الإنسان جديدة ومثيرة، مما يجعلها رياضة فريدة تبقى ذكرياتها زمناً طويلاً، وهي رياضة تجعل الإنسان محباً للطبيعة، وصديقاً للبيئة.. وبمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ«89»، والذي يوافق 23 سبتمبر من كل عام، يحتفل هايكنج السعودية والإمارات الذي يرفع شعار «همة حتى القمة» بهذه المناسبة العزيزة على قلوب الجميع.
قوة التلاحم
وتعبيراً عن قوة التلاحم بين البلدين، يحتفل فريق «هايكنج الإمارات» على طريقته الخاصة مع أشقائهم السعوديين باليوم الوطني الـ«89» هذا العام، حيث يقول سعيد المعمري «ليست المرة الأولى التي نحتفل فيها مع أشقائنا من هايكنج السعودية بهذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلوب أهل الإمارات، «فمن دار العزم إلى دار الحزم» يشارك الكثير من هواة الهايكنج الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية ليشارك الفريقان في رحلة «الهايكنج» المسير الجبلى لجبل «الطويق»، وهو أحد أهم المعالم الجغرافية في منطقة نجد بالمملكة العربية السعودية، وهو عبارة عن هضبة ضيقة ممتدة من حدود القصيم الجنوبية شمالاً وحتى مشارف وادي الدواسر جنوباً على شكل قوس، يتجه طرفاه نحو الغرب وتنحدر السفوح الشرقية لطويق بشكل تدريجي، بخلاف الجانب الغربي الذي ينقطع بشكل مفاجئ، وتنحدر على جانبه الشرقي عدة أودية أشهرها وادي حنيفة الذي تقع بجانبه مدينة الرياض، ويشكل جبل طويق حاجزاً بين قرى سدير من الشرق وقرى الوشم من الغرب.
ويضيف المعمري «مشاركة الفريقين جاءت تعبيراً عن قوة العلاقات بين البلدين، حيث يتم تشكيل الرقم البشري مع عدد من المشاركين من فرق «الهايكنج»، حاملين أعلام البلدين والسير لمسافات طويلة مرددين «خليجنا واحد.. وشعبنا واحد»، وهو نوع من التحفيز لمواصلة المسير الجبلي أثناء الصعود إلى القمة المراد بلوغها. ويوضح المعمري، أن احتفال دار العزم مع دار الحزم ليس بغريبة على شباب «هايكنج الإمارات» الذي يؤكد للجميع قوة العلاقات والمحبة والرخاء بين البلدين.
شغف ومغامرة
ومن دار الحزم، يؤكد المهندس علي بن مبارك القحطاني مؤسس «هايكنج السعودية»، أن رياضة الهايكنج التي شغف بحبها الكثير، تعد من أجمل الرياضات التي زاد الإقبال على ممارستها، حيث يتم التنقل فيها عبر الواحات والجبال صعوداً وهبوطاً لمسافات طويلة أو قصيرة، وهي رياضة تمزج بين السياحة والرياضة والثقافة والترفيه.
ويضيف القحطاني أن اليوم الوطني السعودي، هو يوم توحيد هذا الوطن الغالي ونحن نفخر ونعتز بالمنجزات الفريدة على جميع الأصعدة والشواهد الكبيرة التي أرست قاعدة متينة لحاضر جميل ومستقبل مشرق لوطن تتواصل فيه مسيرة الخير والنماء، وتتجسد فيه معاني الوفاء لقادة أخلصوا لشعبهم وتفانوا في رفعة بلدهم حتى أصبحت له مكانة كبيرة بين الأمم.
ويشير قائلاً: يمثل اليوم الوطني فرصة للجميع من أجل استشعار الإحساس بالمسؤولية، للمساهمة في أن يصل وطننا إلى ما يتمناه الجميع ليبقى شامخاً متمتعاً بالأمن والأمان والرخاء، لذا أردنا التعبير من خلال مشاركة هايكنج السعودية مع هايكنج دولة الإمارات، وبمشاركة دول مجلس التعاون، لتأكيد قوة العلاقات الأخوية التي تربطنا.
ويذكر القحطاني أن هذه الرياضة تلقى اهتماماً كبيراً من جانب القيادة الرشيدة، وفي كل عام نتسارع إلى تقديم رحلات «الهايكنج» في عدة أماكن جميلة بالسعودية، حيث شعارنا دائماً في هذه المناسبات «مصيرنا واحد.. وشعبنا واحد»، بهدف بناء الهوية الخليجية المبنية على التعاون والحب، مسترجعا القحطاني مسيرات «الهايكنج» بين البلدين، مثل رحلة «وادي شوكة»، و«جبل جيس» في رأس الخيمة، و«مسيرة القبائل» في الفجيرة، وغيرها من المسيرات.
سياحة وتاريخ
وبهذه المناسبة، يقول علي أحمد الفيفي مدير هايكنج السعودية بمنطقة «جازان»: يشارك الخليجيون من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي أشقاءهم السعوديين، الاحتفال باليوم الوطني تأكيداً على العلاقة الأخوية القوية التي تربط بين المملكة وبقية هذه الدول، حيث تعد رياضة الهايكنج رافداً من روافد توثيق أواصر المحبة والإخاء بين أبناء دول الخليج، وتسعى إلى نشر ثقافة المشي ومزجها بالسياحة والتاريخ والثقافة وحب الوطن والولاء لقيادته، الأمر الذي أسهم في التعريف بما تتمتع به دول الخليج من مواقع سياحية وتراثية جميلة، حيث يتم تسليط الأضواء عليها لتكون وجهة سياحية لأبناء الخليج.
أما حمدان بن عبدالرحمن الشهري مدير هايكنج السعودية بالمنطقة الشرقية، فيعبر عن هذه المناسبة، بالقول «نحن محبو الهايكنج والسير لمسافات طويلة نخطو بخطواتنا على الأرض لتساهم رحلتنا في بناء الأخوة والصداقة بين دول الخليج العربي، عبر قطع آلاف الأمتار من جانب محبي رياضة السير من الجانب السعودي والإماراتي».
ويضيف «سهول الإمارات وجبالها وصحراؤها أنارت لنا طريقاً جميلاً مشابهاً لما نعرفه في المملكة، واليوم رياضة «الهايكنج»، أصبحت أكثر تنظيماً وأعضاؤها ينتشرون على مستوى المملكة، وقد وصلوا على المستوى الدولي إلى «إيفرست» و«القطب الشمالي»، وغيرها من الأماكن الصعبة والوعرة.
هايكنج نسائي
أشبعت شغفها الرياضي بالعديد من الرياضات.. حملت روح التحدي فتسلقت الجبال، وغاصت في أعماق البحار، وامتطت صهوة الخيل، وأتقنت الرماية والملاكمة والتايكوندو، وأبدعت في قيادة الدراجة النارية، مؤكدة شخصيتها القيادية القوية.. إنها مريم المعلم مديرة القسم النسائي لـ«هايكنج» السعودية والتي تعبر عن فرحتها بمناسبة اليوم الوطني السعودي والتعاون الأخوي الذي يجمع السعودية بالإمارات.
وتقول «كان أول تعاون بين الفريقين عام 2015 خلال الاحتفال باليوم الوطني الـ45 لدولة الإمارات في «وادي شوكة» برأس الخيمة لتليها فعالية بطولة «هايكنج دول الخليج» برأس الخيمة بجبل جيس والسير لمسافة 10 كلم، بمشاركة وتعاون بين فرق هايكنج دول مجلس التعاون الخليجي، لتتبعها العديد من المبادرات والمشاركات بين المملكة العربية والسعودية ودولة الإمارات.
وتضيف المعلم: تعتبر رياضة المسير الجبلي «الهايكنج»، رياضة جميلة وممتعة تدعو إلى تأمل الطبيعة وإحياء روح التحدي والمغامرة، فهي تعطي ممارسها دافعاً وقوة لللتحدي والإرادة والصبر على تحقيق ما يصبو إليه، ونظراً لأهمية هذه الرياضة تم تأسيس فريق سعودي «هايكنج» بهدف نشر الوعي بأهمية المشي والاهتمام باللياقة البدنية والصحة الجسدية ومحاربة الأمراض، مع تأمل جمال الطبيعة، وإيماناً بدور المرأة المهم والقيادي في المجتمع وعالم الرياضة، تأسس فريق سعودي هايكنج نسائي بقيادتها لإتاحة الفرصة للمرأة بالمشاركة بشكل يضمن خصوصيتها.