ناصر الجابري (أبوظبي)
تنظم دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، اليوم، حفلاً لتسليم رخص دور العبادة لغير المسلمين والقائمة في الإمارة والبالغ عددها 18 منها 17 كنيسة، وذلك ضمن دورها المنوط بها، وفقاً لاختصاصاتها، بصفتها الجهة المنظمة لدور العبادة في إمارة أبوظبي، وللقرار رقم 61 لسنة 2019 بشأن اللائحة التنفيذية لتنظيم دور العبادة في الإمارة، والأطر القانونية المنظمة لتأسيس وتنظيم جميع دور العبادة في أبوظبي وترخيصها حسب المعايير والاشتراطات المعتمدة لديها، حيث انتهت الدائرة، مؤخراً، من إعداد سياسة منح التراخيص لدور العبادة وتنظيمها.
وأكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس الدائرة، في تصريحات لـ«الاتحاد» أن التسامح نهج متأصل في الإمارات بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، الداعمة لغرس المفاهيم النبيلة الداعية للتعايش واحترام المعتقدات وتقدير البشر بغض النظر عن دياناتهم ومعتقداتهم، حيث تقدم الدولة نموذجاً ملهماً باحتضانها أكثر من 200 جنسية، وسط بيئة من الأمان والاستقرار والمحبة والتآلف بين الجميع في مختلف قطاعات الإنتاجية.
وأضاف أن منهج التسامح يعود إلى رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، رجل الإنسانية الذي لا تزال مآثره ومواقفه ووصاياه خالدة نحتذي بها في أعمالنا اليومية ونستذكرها ونتعلم منها دروساً في مفهوم رابط البشرية الذي يجمعنا، وهو ما رأيناه من خلال الجهد المبذول من كافة الجهات المعنية لمد يد العون والخير لمختلف شعوب العالم، وهي الرسالة التي تواصلها اليوم القيادة الرشيدة التي تولي التسامح الأهمية، عبر مبادرات وبرامج وفعاليات تُعنى بتعزيز التواصل الحضاري بين الشعوب.
الدفعة الأولى
وتتضمن قائمة دور العبادة الحاصلة على أول دفعة من تراخيص دور العبادة في أبوظبي والتي تنفرد «الاتحاد» بنشرها، الدور التالية:
الخطوة الأولى
لفت معالي الدكتور مغير خميس الخييلي إلى أن الاحتفالية تمثل الخطوة الأولى ضمن سلسلة من الجهود التي تواصلها الدائرة، والتي انتهت بإنجاز التراخيص لدور العبادة القائمة بالفعل في إمارة أبوظبي.
وقال إن الخطوات المقبلة ستتمثل في تلقي طلبات إنشاء دور عبادة جديدة، وفقاً للإجراءات والقواعد القانونية المنظمة لذلك، والتي تعد الدائرة الجهة المخولة بمنح التراخيص ودراسة الطلبات ومراجعتها وتقييمها، بناءً على عدد من الاشتراطات التي تسهم في تنظيمها.
وبين أن الدائرة حرصت خلال الفترة الماضية، على تنظيم مجموعة من اللقاءات مع القائمين على دور العبادة الموجودة في أبوظبي ورجال الدين من مختلف الديانات والطوائف، وتم تعريفهم بالشروط الواجب توافرها والسياسات الواجب اتباعها لكي تتمكن دور العبادة الموجودة في الإمارة من الحصول على التراخيص لممارسة أعمالها، إضافة إلى التعريف باختصاص الدائرة في الموافقة على الأنشطة والفعاليات التي تنظم في دور العبادة. وأشاد معاليه بالاستجابة السريعة من قبل القائمين على دور العبادة وترحيبهم بالجهود التي قدمتها الدائرة، وتطبيقهم للآليات المتبعة في الحصول على ترخيص.
تنوع حضاري
تعد دور العبادة الحاصلة على الترخيص، من دور العبادة الموجودة في إمارة أبوظبي منذ عشرات السنين، وتعتبر شواهد تاريخية وحضارية، إذ تحتضن الإمارة كنيسة سانت جوزيف والتي تأسست منذ ستينيات القرن الماضي، إضافة إلى ما تم اكتشافه في موقع كنيسة ودير صير بني ياس والذي يعد أول موقع مسيحي يتم اكتشافه في الدولة، بما يجسد تمتع مجتمع إمارة أبوظبي بكافة شرائحه وأطيافه بقيم التسامح والتعايش والإخاء، والتنوع السكاني والثقافي والحضاري باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الإرث الحضاري بها. كما تفاعلت مجموعة من دور العبادة في أبوظبي مع الحدث وتزامنه مع يوم السلام العالمي، عبر إضاءتها باللون الأخضر، بدءاً من يوم الخميس الماضي وحتى مساء أمس، ضمن لوحة تعبيرية تجسد روح التسامح والسلام الذي يجمع مختلف شرائح المجتمع.
وتقوم دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي اليوم بنشر كتيّب تعريفي بعنوان «بيوت التسامح» حول دور العبادة التي سيتم منحها الترخيص في الإمارة، حيث أكدت الدائرة أن العاصمة برزت كمركز إنساني حضاري تتفاعل فيه ثقافات كثيرة وديانات متعددة، وقد أدرك المجتمع الإماراتي أن التزام الإمارات بهويتها الوطنية لا يتعارض أبداً مع احترام الديانات والثقافات الوافدة.
دعوة للتآلف
يشمل الاحتفال الذي تنظمه دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي اليوم، تحت عنوان «دعوة للتآلف»، تسليم دور عبادة أخرى لسجل القيد والذي يتيح لها الحصول على الترخيص في المرحلة الثانية لاحقاً، وتشمل كنيسة جنوب الهند باريش، ومعبد غرونانك درباب، وكنيسة القديس يوحنا المعمداني، إضافة إلى الكنيسة القبطية في الرويس، وذلك ضمن الإجراءات التي تعمل الدائرة على تنفيذها ضمن مهامها الموكلة إليها، حيث يجسد الحفل جهود أبوظبي، نحو تعزيز مبادئ الأخوة الإنسانية والمحبة والتآلف بين كافة شرائح المجتمع، بما يسهم في تعزيز سمعة الإمارة على المستويين الإقليمي والعالمي باعتبارها داعية للسلام والتسامح والتعايش المشترك، وانطلاقاً من حرص القيادة الرشيدة على تحقيق كافة سبل العيش الكريم لأفراد المجتمع، وتأمين احتياجاتهم وحقوقهم كاملةً.
وتعمل دائرة تنمية المجتمع منذ انطلاقتها على توفير حياة كريمة لكافة أفراد المجتمع، وضمان تحقيق التكاملية في القطاع الاجتماعي، كما جاءت الدائرة لتستكمل مسيرة النهضة المجتمعية في إمارة أبوظبي، من خلال ترخيص دور العبادة القائمة، والتي تعد مرحلة أولى لمشروع ترخيص وتنظيم دور العبادة لغير المسلمين بشكل دائم.
01 كنيسة القديس يوسف
تعتبر أولى الكنائس في مدينة أبوظبي، وبنيت على الكورنيش على أرض قدمها الشيخ شخبوط بن سلطان حاكم أبوظبي آنذاك، لتكون مركزاً مجتمعياً للمقيمين من أبناء الطائفة الكاثوليكية بأبوظبي عام 1965. وفي 1983 ونظراً للتطوير الجذري في منطقة الكورنيش انتقلت الكنيسة إلى منطقة المشرف، وأضيفت إليها سلسلة تحديثات ومبانٍ تعليمية وخدمية في 2014.
02 كنيسة سانت أندروز
بدأت نشاطها بأبوظبي منذ 1968 بمنطقة الكورنيش، وشاركت في النهضة التعليمية، ثم تحولت عام 1984 إلى منطقة المشرف، حيث تم تطوير منطقة الكورنيش بشكل جذري. وتشارك المجتمع الإماراتي مناسباته وأعياده، واتبعت تقليداً محبباً في إقامة حفل إفطار سنوي في رمضان، حيث يؤدي المسلمون صلاة المغرب بمسجد مريم أم عيسى المجاور للكنيسة، ثم يشاركون حفل الإفطار في الكنيسة.
03 كنيسة القديس جورج الأرثوذكسية
وضع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حجر أساسها بمنطقة الخالدية 1970. وفي 1982 انتقلت إلى المشرف، وقد شارك الأرثوذكس القادمون من الهند في النهضة العمرانية التي تحققت على أرض الإمارات، وكانوا جزءاً أساسياً من الحركة العمرانية والخدمية، وقدموا خبراتهم الطويلة في خدمة الإمارات وروح التكامل الاجتماعي السائدة فيها.
04 الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
بنيت بمنطقة المشرف عام 1984 لخدمة رعايا الطائفة القبطية الأرثوذكسية المقيمين في الإمارة، ويشارك الآباء الأقباط في فعاليات المجتمع الإماراتي.
واعتاد الإماراتيون على رؤيتهم في الأعياد والمناسبات الوطنية والاجتماعية، وتحتفي بهم المجالس التي تحولت في دورها الاجتماعي إلى مدارس للقيم والنبل والفضائل في الإمارات.
05 الكنيسة الإنجيلية
يعتبر الإنجيليون عموماً من أقدم المجموعات الدينية في الإمارات، حيث أسهموا في الحياة الاقتصادية في فترة الوجود البريطاني، كما أسهموا في نهضة المؤسسات العمرانية والمالية والنفطية بعد قيام الاتحاد وقدموا خبرات متميزة، وتركز وجودهم في مدينة العين في الحقل الطبي، حيث أسهموا في تأسيس مستشفى الواحة، ثم انتقل المؤسسون إلى أبوظبي حيث قدمت حكومة إمارة أبوظبي أرضاً في منطقة المشرف لرعاية أبناء الطائفة الإنجيلية من المسيحيين البروتستانت في عام 1994.
06 الكنيسة الإنجيلية في العين
افتتحت بمنطقة العين 1996، وتشارك بفعالية في المناسبات الاجتماعية في العين، وتقيم في منطقة زاخر بالعين مخيماً للصلاة والتأمل في رمضان، وتشارك المسلمين في برامج الإفطار الرمضاني وبرامج الأضحى المبارك، ويتبادل رجال الدين فيها شعائر التحية والمودة مع المسلمين ويشاركون في أفراحهم وعزائهم.
07 السريانية الأرثوذكسية اليعقوبية – كنيسة القديس جورج
في عام 2004 تلقى أبناء الطائفة السريانية المقيمين في العين منحة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتخصيص أرض لبناء كنيسة للسريان في منطقة الخرير بالعين، وقد افتتحت رسمياً عام 2010، وبدأت نشاطها لخدمة من وجدوا في الإمارات بلداً آمناً متسامحاً، واستطاعوا أن يكونوا فيه قوة اقتصادية واعدة، وأسهموا بشكل كبير في الحقل الاقتصادي والخدمي والسياحي.
08 كنيسة مار توما – أبوظبي
بدأ السريان المقيمون في أبوظبي بممارسة شعائرهم الدينية ضيوفاً في كنيسة سانت أندروز ثم بادر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بإهدائهم قطعة أرض لبناء كنيسة عليها، وقد انتقلوا إليها بالفعل في عام 2006 في منطقة المصفح. وتقوم كنيسة مار توما في المصفح بدور هام في رعاية المسيحيين السريان الذين يعيشون في الإمارات، وقد أسهموا بشكل واضح في المشهد التنموي في الدولة، وظهر منهم أعلام ناجحون مؤثرون في مجتمع أبوظبي اقتصادياً وسياحياً.
09 كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة
يشير سجل الكنيسة إلى وجود أبناء هذه المجموعة الدينية في الإمارات منذ السبعينيات، وشاركوا في الحياة المجتمعية عبر خبراتهم في الحقل الاقتصادي. وفي 2006 قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قطعة أرض في المصفح لأبناء الطائفة لتشييد كنيسة مناسبة لهم، وقد تم بالفعل افتتاح الكنيسة في فبراير 2013، وتعتبر أول كنيسة لهذه الطائفة في الشرق الأوسط والخليج العربي.
10 كنيسة مار توما في العين
تقوم كنيسة مار توما في الخرير بالعين على أرض قدمتها دولة الإمارات عام 2006، وذلك لرعاية طائفة مسيحيي مار توما في الإمارات، وفي 2009 تم افتتاح الكنيسة التي تخدم المقيمين الهنود الذين يعود وجودهم في العين إلى عدة قرون سابقة، حيث كانوا تاريخياً جزءاً من الحركة التجارية والاجتماعية بين الإمارات والهند عبر سواحل عمان.
11 كنيسة العذراء مريم الكاثوليكية
بدأت كنيسة العذراء مريم الكاثوليكية منذ عام 1970، ثم تأسست بوضعها الراهن عام 2009 لتؤدي دورها في خدمة المسيحيين الكاثوليك من المقيمين في العين، وتتواصل مع المجتمع المحلي في الإمارات بالمودة والمحبة، وتقوم الكنيسة بدور إيجابي في إمارة أبوظبي، حيث تتولى رعاية المسيحيين في مدينة العين، وتسهم في مبادرات مجتمعية، وتعتبر بيتاً من بيوت التسامح في الإمارات.
12 الكنيسة القبطية -العين
شارك أبناء الطائفة القبطية في الحياة المجتمعية مع سكان منطقة العين منذ فترة طويلة، وأسهموا في نهضة العين وحركتها التعليمية، وكانوا يؤدون طقوسهم ضيوفاً في كنيسة الروم الكاثوليك في المنطقة الصناعية وكنيسة الهنود السريان الأرثوذكس. وخلال زيارة البابا تواضروس للإمارات، صدر مرسوم بمنح أرض للطائفة لتشييد كنيسة فيها، وتم بالفعل تخصيص أرض مناسبة في منطقة مزيد، وافتتحت الكنيسة القبطية في حفل رسمي 2010.
13 كنيسة مالانكارا الأرثوذكسية السريانية بالعين
بدأ نشاط هذه الكنيسة في العين منذ عام 1968، حيث كانت ترعى شؤون الطائفة الأرثوذكسية السريانية المنتمين إلى كنيسة ملالانكار بولاية كيرلا في الهند، وفي عام 2010 قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قطعة أرض لأبناء الطائفة ليتم تشييد الكنيسة عليها، حيث أنجز البناء بالفعل في منطقة الخرير بالعين.
14 كاتدرائية النبي إيليا للروم الأرثوذكس
بدأ رجال الدين من الروم الأرثوذكس رعاية العوائل الأرثوذكسية منذ الثمانينيات، وقد قامت الكنيسة الإنجيلية في أبوظبي باستضافة الطقوس وسكن الكاهن، وفي عام 2011 صدر أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتخصيص أرض في منطقة المصفح بأبوظبي، وقد تم افتتاح الكاتدرائية عام 2018 وهي تقدم الخدمة للمسيحيين الروم الأرثوذكس في الإمارة.
15 كنيسة جمعية المسيحيين
قامت كنيسة جمعية المسيحيين في المصفح عام 2011 على أرض قدمتها حكومة إمارة أبوظبي في المصفح وذلك لرعاية أبناء الطائفة البروتستانتية، حيث أسهمت في تعزيز جهود التسامح التي ترعاها الدولة، من خلال المشاركة في المناسبات الدينية المتنوعة والتي تعزز من مفهوم الإخاء الإنساني.
16 الكنيسة الأرمنية
بدأت الكنيسة الأرمنية في الإمارات قبل عشرين عاماً في الشارقة، وكانت تقدم الخدمات للأرمن في كافة أنحاء الإمارات، وفي بداية الثمانينيات قام الكاثوليكوس كيشيشيان رأس الكنيسة الأرمنية بزيارة الإمارات، حيث تم التوجيه بالاهتمام ببناء كنيسة للأرمن، وتم تخصيص أرض للطائفة لبناء كنيسة في منطقة المصفح، وقد تم افتتاحها رسمياً عام 2014.
17 معبد مانديرا للهندوس
تم تخصيص أرض للمعبد في 2015، حيث يسهم أبناء الديانة الهندوسية في الحياة المجتمعية منذ سنوات عديدة، وشكلوا نقطة لقاء وتواصل بين الهند وسكان المنطقة في الأعمال التجارية والسياحية والخدمية. ويعيش اليوم في الإمارات أبناء الديانة الهندوسية مع سائر المقيمين في أرض الإمارات، حيث يحفظ القانون حقوقهم وخصوصيتهم، وقد حققوا نجاحات كبيرة في الحياة الاقتصادية والمجتمعية.
18 كنيسة القديس بولس
افتتحت كنيسة القديس بولس في منطقة المصفح بأبوظبي عام 2015، وذلك على أرض قدمتها بلدية أبوظبي، حيث تحتضن المصفح العديد من رعايا الجالية الكاثوليكية والذين يشاركون في الحياة التجارية والصناعية والاقتصادية في المنطقة التي تزخر بالنشاطات المتعددة.