أحمد عاطف وشعبان بلال (القاهرة)
الهجوم الإرهابي غير المسبوق الذي تعرضت له منشآت إمدادات النفط في المملكة العربية السعودية مؤخراً، لم يكن الأول من نوعه بل جاء امتداداً للأعمال العدوانية التي تعرضت لها محطات الضخ لشركة أرامكو باستخدام أسلحة إيرانية، كما أكدت التحقيقات الأولية أن الأسلحة والطائرات المُستخدمة في الهجوم إيرانية الصنع.
وأعلن المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، أن جميع الدلائل والمؤشرات العملياتية تؤكد أن الأسلحة التي تم استخدامها إيرانية، وبالتحديد طائرات من نوع «أبابيل» ومن جانبها وجهت السلطات الأميركية الاتهام مباشرة إلى إيران.
واعترفت جماعة الحوثي الانقلابية باستهداف منشأتي نفط بقيق، (أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط) وخريص المجاورة التي تضم حقلاً نفطياً شاسعاً، وقالت إن الهجوم استهدف المصفاتين بـ10 طائرات مسيرة، وجددت تبنيها المسؤولية.
هذه الجريمة المتكررة تفتح ملف استخدام الأسلحة الإيرانية الموجهة ضد المصالح العربية وضد المنشآت في عدد من دول الخليج، ودعم طهران لجماعة الحوثي بالمال والسلاح، ويعد الهجوم على «أرامكو» استمراراً للاستفزاز الإيراني بالمنطقة، وتفتح «الاتحاد» هذا الملف وتناقشه مع الخبراء والمتخصصين.
السلاح.. إيراني
بداية يؤكد اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجي ومدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة المصرية، أن إيران هي الممول الرئيس للحوثيين في اليمن، وهدفها من وراء ذلك هو مثلث المضايق في المنطقة، وهي مضيق هرمز ومضيق باب المندب، ومضيق قناة السويس، خاصة أن هذه المضايق يمر بها أكثر 30% من طاقة العالم.
وأشار فرج لـ«الاتحاد» إلى أن إيران موجودة بمضيق هرمز، وبمساعدتها للحوثيين أصبحت موجودة في مضيق باب المندب، أهم مضيقين في المنطقة، من خلال دعمها الحوثيين بالسلاح، مؤكداً أن الطائرات المسيرة التي يستخدمها الحوثيون والصواريخ الباليستية التي يشنون بها هجمات على السعودية إيرانية الصنع، وكل التهديد في المنطقة من خلال الأسلحة التي توردها للحوثيين.
ويتفق معه وليد فارس مستشار الكونجرس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط والإرهاب، ويضيف أنه من المعروف أن النظام الإيراني قدم ولا يزال مساعدات عسكرية وأمنية واستخباراتية واسعة لميليشيا الحوثي في اليمن، وهذه المساعدات قد سمحت للحوثيين بالسيطرة على أجزاء كبيرة من اليمن في الماضي، مضيفاً أن الهدف الأكبر لإيران من تمكين الحوثيين عسكرياً هو استعمال القاعدة الحوثية في اليمن لمواجهة التحالف العربي.
أسلحة وطائرات مسيرة
وبحسب وثائق حصلت عليها «الاتحاد»، وتقارير خاصة لتتبع مصادر الأسلحة التي يستخدمها الحوثيون في العمليات الإرهابية، تبين امتلاكهم طائرات صماد 1 و2 و3 وقاصف1 وقاصف 2ك، و«أبابيل»، بالإضافة إلى طائرات من نوع «شاهد 129» الإيرانية، وهي طائرات مسيرة حديثة للغاية ذات دقة ومدى أوسع، بالإضافة إلى صواريخ «سكود» التي يتجاوز طول الصاروخ منها 11 متراً.
ويؤكد محمد الكناني الباحث المتخصص في شؤون التسليح بمنتدى تحليل السياسات الإيرانية «أفايب»، أن معظم الأسلحة التي يستخدمها الحوثيون إيرانية الصنع، وأن التحالف العربي أثبت ذلك من خلال بقايا الطائرات والصواريخ المسيرة التي عثر عليها واستخدمها الحوثيون في الهجوم على مطارات السعودية من قبل، والتي أكدت أن الأرقام والعلامات تشير إلى أنها من مصادر ومصنعة في إيران.
وشدد الكناني في تصريحات لـ«الاتحاد»، على أن هناك خبراء إيرانيين في صعدة مسؤولون عن تدريب وتجهيز الأفراد الحوثيين على الأسلحة الإيرانية التي يتم نقلها من خلال السفن في عرض البحر حتى لا يتم رصدها من القوات الأوروبية والأميركية.
وأضاف أن الطائرات المسيرة التي يتم استخدامها من قبل الحوثيين، هي طائرات أبابيل الإيرانية، والتي يطلق عليها حالياً اسم «قاصف»، وقد تم استخدامها في الهجوم على مطارات السعودية، وأيضاً تم استخدامها العام الماضي في هجوم بمنطقة الخليج العربي، مشيراً إلى وجود نسخة منها عند ميليشيات «حزب الله»، لافتاً إلى أن اليمن تعتبر أرضاً خصبة لتجريب الأسلحة الإيرانية.
الهجوم على مطار أبها
ولم يكن هجوم مصفاتي النفط هو الأول من نوعه، بل في الثامن من يوليو الماضي تم استهداف مطار أبها الدولي بمقذوف وأصيب على إثره 26 مدنياً، وتبنت ميليشيات الحوثي الإرهابية الحادث وأعلنت أنها استخدمت صاروخ كروز وطائرات «قاصف 2K» لاستهداف مناطق دقيقة وحساسة بالمطار.
وحصلت «الاتحاد» على صور لحطام مقذوفات من صواريخ «كروز» والطائرات «قاصف 2K» وبقايا الأسلحة التي تستخدمها جماعة الحوثي وعلى رأسها «أبابيل»، وتتبعت خطوط سيرها وكيفية وصولها من الدولة المصنعة إلى أيدي الحوثيين، وتكشف «الاتحاد» بالوثائق تورط إيران في تمويل الجماعة الانقلابية بأسلحة وطائرات مسيرة عن طريق التهريب، بالمخالفة للقوانين الدولية، حيث بلغت خروقات الحوثي لنحو 7316 خرقاً، لقيامها بعمليات إرهابية ضد المدنيين في دول مختلفة على رأسها السعودية واليمن ومنطقة الخليج.
وأكد باحث متخصص في دراسات الأمن والبحث وتتبع ونزع السلاح لـ«الاتحاد»، أن الصور لصاروخ «كروز توما هوك المجنح» الذي تم إطلاقه من مناطق في صعدة لا يتم التقاطه من قبل الأنظمة الدفاعية لأنه يسير على مستوى منخفض، وهو مقذوف موجه يحمل رأساً حربياً أو حمولة متفجرة أخرى ويستخدم الأجنحة ونظام دفع عادة بمحرك نفاث للطيران المتواصل.
وأضاف أن الصاروخ صغير الحجم ويمكن إطلاقه من أي مكان وطوله الذي لا يتجاوز 5.5 متر يتيح له التنقل بيسر، ويمكن إطلاقه من تحت سطح البحر بسهولة وقد صنع لهذا الغرض، حيث يمكن إطلاقه من منافذ إطلاق التوربيدات لدى الغواصات.
وأضاف قيادي أمني يمني متخصص في شؤون التسليح، أن مدى الصاروخ بعيد ويصل مداه إلى 2500 كم، وله قدرة عالية على المناورة، ويمكنه إحداث قوة تفجير تستطيع نسف مبنى كامل، بالإضافة للقدرة على اختراق الحصون، حيث يضرب بعمق 6 أمتار من التراب والخرسانة المسلحة داخل الأرض وله نظام ملاحة عالي الدقة وبداخله أقمار «جي بي إس» ومعالج حاسوبي دقيق، وتم تصميمه ليحمل رأساً حربياً تقليدياً يزن 450 كيلوجراماً من المتفجرات أو النووية لمئات الكيلومترات بدقة عالية، ويطير بارتفاعات منخفضة وبمسار غير باليستي لتجنب الرادار.
ويشير الباحث المتخصص في دراسات الأسلحة إلى أن تكلفة الصاروخ كروز تقدر بـ600 ألف دولار، ويقارب الحجم الإجمالي للمقذوف 1500 كيلوجرام، وتلك الصواريخ عالية التكلفة وطهران مصدر التكنولوجيا التي يعمل بها، خاصة أحد المجمعات العسكرية الذي ربما يكون «دزفول» جنوب غرب البلاد.
وثائق دولية
وحسب وثائق دولية مهمة حصلت عليها «الاتحاد»، من مؤسسة بحوث التسلح في الصراعات، عن نقل التكنولوجيا الإيرانية لليمن صدرت في مارس 2017، تؤكد أن لديها أدلة تظهر أن الطائرة من دون طيار «قاصف-1» يستخدمها الحوثيون وصُنعت في إيران.
وأكدت الوثائق أن الحوثيين استخدموا هذه الطائرات لاستهداف نظم الدفاع الصاروخي للتحالف، وذلك يظهر قدرة الحوثيين على استخدام تكنولوجيا رخيصة في مواجهة القدرات العسكرية المتطورة للتحالف، ومن جانب آخر أن الهجمات التي وقعت في الآونة الأخيرة دلائل على عتاد عسكري أكثر تطوراً يستخدمه الحوثيون.
وشددت الوثائق على أن الطائرات من دون طيار في اليمن، لا تؤكد فقط دعم العتاد الإيراني للحوثي، ولكن أيضاً دورها في تمكين هذه المجموعات من إجراء عمليات متطورة وإرهابية.
نيك جينزين جونز خبير الأسلحة الحربية ومدير مؤسسة خدمات بحوث التسلح، أكد أن المؤسسة تعقبت عتاداً إيرانياً انتهى به المطاف في اليمن، مع ملاحظة المزيد من النجاح في النقل البحري خلال الشهور الماضية، وأنه يظن أن الزيادة في وتيرة ما توثقه المؤسسة من أسلحة إيرانية ترجع جزئياً إلى نجاح مزيد من عمليات التسليم بالطرق البحرية.
وكشف تقرير لوزارة الدفاع الأميركية نُشر في نوفمبر 2018 حصلت «الاتحاد» على نسخة منه، عن عدد من أسلحة وطائرات وصواريخ إيرانية، يتم استخدامها من قبل جماعة الحوثي في استهداف السعودية، والتي تم عرضها في معرض لوزارة الدفاع الأميركية، وأكد التقرير أن الأسلحة الإيرانية تم نشرها على المسلحين في اليمن وأفغانستان، وقدمت «البنتاجون» تأكيداً على أن الأسلحة من إيران.
من الأسلحة التي تم عرضها في معرض وزارة الدفاع الأميركية، صاروخ Qiam-1 قصير المدى «Qiam-1 short-range ballistic issile»، وهو صاروخ باليستي من طراز «Qiam» تم تصنيعه في إيران، يتراوح مداه بين 435 و497 ميلاً، يعمل في الخدمة الإيرانية منذ عام 2017، وأكد تقرير لـ «البنتاجون» أن الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية صنعاء، أطلقوا عشرات الصواريخ من هذا النوع على المملكة العربية السعودية، كجزء من صراع استمر لأكثر من ثلاث سنوات.
وأيضاً من الأسلحة التي استخدمها الحوثيون في الهجوم على السعودية كان شهد- 123 وهي مركبة جوية من دون طيار «Shahed-123 unmanned aerial vehicle»، إيرانية بمواصفات غامضة، لكنها من المحتمل أن تكون نموذجاً قديماً للطائرة Shahed-129، وهي عبارة عن مراقبة متوسطة الطول وطويلة التحمل.
هذا بالإضافة إلى بنادق KL-7.62 (KL-7.62 rifles)، الهجومية من نوع KL الإيرانية، وهي نسخ من بنادق من النوع الصيني 56، والتي هي نفسها نسخ من طراز AK-47 الروسية، ويستخدمها الحوثيون.
ويوثق فيديو لوزارة الدفاع الأميركية، استخدام ميليشيا الحوثي صواريخ فجر 107 ملم في الهجوم على فرقاطة تابعة للبحرية السعودية في المدينة، في 30 يناير 2017 قبالة الساحل الغربي لليمن في البحر الأحمر، بجانب صواريخ فجر الإيرانية عيار 107 ملم مباشرة.
سلاح آخر أكد تقرير وزارة الدفاع الأميركية، أنه طائرة من دون طيار من طراز Qasef-1 عثرت عليها المملكة العربية السعودية في 11 أبريل 2018 أثناء هجوم من الحوثيين.
ألغام وأحلام
إلى ذلك، كشف مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق بالقوات المسلحة المصرية عن أن الحوثيين يملكون أيضاً ألغاماً بحرية من إيران من الممكن أن يهددوا بها الموانئ، لافتاً إلى أن إيران لا تريد تنفيذ أي اتفاقيات دولية أو خاصة بالأمم المتحدة بخصوص ميناء الحديدة بأن يكون تحت السيطرة الدولية أو الشرعية، لأنه يقع تحت سيطرتهم وأصبح المنفذ الرئيس لتسليم الأسلحة الإيرانية للحوثيين، وهو أكبر ميناء في اليمن يسيطر عليه الحوثيون.
وفي السياق نفسه، أوضح الكناني الباحث بمنتدى تحليل السياسات الإيرانية «أفايب»، أن لإيران مشروعاً توسعياً في المنطقة يتعارض مع ركائز الأمن القومي العربي، ويقوم المشروع على الدين كستار للتوسع، وإيران ترغب في وضع قدمها في منطقة باب المندب والسيطرة عليها، وأن يكون لها وجود في شرق المتوسط من خلال سوريا والسيطرة على ميناء اللاذقية.
ويؤكد الدكتور معتوق الشريف عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالسعودية، أن إيران تسعى وضمن التحالف الواضح بينها وبين تركيا وبعض الدول إلى السيطرة على العالم العربي وتغير خريطة المنطقة من خلال دعم ما كان يعرف بالربيع العربي.
وأضاف في تصريحات لـ«الاتحاد» أنه عندما فشل هذا المشروع التخريبي في الكثير من البلدان العربية التي كانت إيران ترغب في السيطرة عليها لجأت إلى محاولة التطويق والسيطرة على المعابر المائية في مضيق هرمز وباب المندب للتحكم في الاقتصاد العالمي بعد الفشل في زعزعة الدول العربية، مؤكداً الدعم الإيراني للجماعات الإرهابية بالمال والسلاح لإثارة الفتن بالشعارات الغوغائية والأكاذيب.
الألغام والمتفجرات
وحذرت مصادر استخباراتية لـ«الاتحاد» من خطورة دخول شحنة أسمدة يوريا وصلت إلى منفذ شحن بحجة الاستخدامات الزراعية، إلى الميليشيات الحوثية للاستفادة منها في صناعة الألغام والعبوات المتفجرة، وأفادت المصادر أن الشحنة التي مصدرها إيران تم تعبئتها في أغلفة منسوبة لدولة آسيوية ويقدر عددها بأكثر من 60 ألف عبوة بوزن 50 كجم لكل عبوة بما يصل إلى ثلاثة ملايين كيلوجرام.
ولفتت المصادر إلى أن معلومات متوافرة لدى بعض الدول العربية بأن نحو 53 خبيراً عسكرياً من قوات الحرس الثوري الإيراني ومتخصصين في السلاح وتركيبه وإصلاحه متواجدون داخل الأراضي اليمنية، وبالتحديد في صعدة يشرفون على تجميع واستخدام الصواريخ والطائرات من دون طيار بعد دخولها للبلاد.
إذاعة مونت كارلو الدولية الفرنسية أكدت أيضاً في تقرير لها في مارس 2017 أن هناك عمليات لنقل الأسلحة من إيران للحوثيين، شملت عتاداً وذخائر، وأيضاً الطائرات من دون طيار «أبابيل» الإيرانية المزودة برؤوس حربية شديدة الانفجار، واستخدمها الحوثيون ضد أهداف لها أهمية كبيرة مثل الرادارات وبطاريات صواريخ باتريوت، بالإضافة إلى الاشتباه في نقل صواريخ مضادّة للسفن وصواريخ محمولة على الكتف.
وأوضح التقرير أن طهران توفر خبراء أفغان وعرباً طائفيين لتدريب وحدات للحوثيين وللعمل كمستشارين فيما يتعلّق بالإمداد والتموين، وتستخدم إيران سفنا لتوصيل الإمدادات إلى اليمن إما مباشرة أو عبر إحدى الدول الأفريقية لتجنب جهود التحالف في اعتراض الشحنات، وأنه بعد وصول السفن إلى المنطقة يتم نقل الشحنات إلى قوارب صيد صغيرة يصعب رصدها.
تهريب الأسلحة
وفي الفترة من سبتمبر 2015 حتى مارس 2016، اعترضت البحرية الفرنسية والأسترالية مراراً أسلحة كانت متجهة للحوثيين، حيث أكد تقرير الإذاعة الفرنسية أن مسؤولا عسكريا أميركيا قال إن تهريب الإيرانيين أسلحة إلى الحوثيين استمر دون انقطاع منذ مارس 2016، وشمل العتاد الصواريخ الباليستية بعيدة المدى القادرة على الوصول إلى العمق السعودي.
ويرى مستشار الكونجرس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط أن تمويل إيران للحوثيين يجري إقليمياً ودولياً وتراقبه السلطات الأميركية والتحالف العربي، لافتاً إلى أن مد الميليشيات الحوثية بالأسلحة كان له طرق عدة، موضحاً أن الطريق الأساس كان بحرياً، وهو الآن يتقلص أكثر فأكثر مع زيادة السيطرة الأميركية على جنوب البحر الأحمر وخطوط التواصل بين هرمز وباب المندب، لافتاً إلى أن سفناً إيرانية لا تزال تحاول استخدام الطرق البحرية للوصول إلى الشواطئ التي يسيطر عليها الحوثيون.
وشدد على أن بعض المصادر الأمنية أكدت أن طهران قد استعملت طرقاً عبر إحدى الدول العربية للوصول إلى شرق اليمن الجنوبي ومنه إلى مناطق الحوثيين في الشمال، وهذا الأمر أقلق دول التحالف العربي والولايات المتحدة الأميركية.
وأكد عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالسعودية أنه بعد التنبه للمخطط الإيراني وتكاتف الدول العربية من خلال التحالف العربي والتضييق على الدعم الإيراني للحوثي لجأت طهران إلى استخدام سفن الصيد وشحنات المساعدات الإنسانية التي كانت تدعمها وتقوم بها جهات ذات طابع إنساني ودول أخرى تتشارك مع إيران في مخططها بتهريب السلاح للحوثي على شكل قطع مصنعة أو قطع يتم تجميعها، مشدداً على أنه مهما كانت هذه الكميات فإنها لن تصمد أمام إصرار التحالف العربي بتخليص اليمن من السيطرة الإيرانية وسيعود اليمن سعيداً كما كان.
ويشير المحلل السياسي إسماعيل أحمد إسماعيل لـ«الاتحاد» إلى أن جزيرة سقطرى اليمنية الواقعة في المحيط الهندي قبالة السواحل الأفريقية بالقرب من عدن، هي الأخرى نقطة عبور يستخدمها الحوثيون لتهريب الأسلحة.
وفي هذا الإطار، أضاف القيادي الأمني اليمني المتخصص في شؤون التسليح، أن شحنات تصل مفككة ويتم تركيبها بالورش العسكرية التي يشرف عليها أفغان تابعون للحوثي، ويتم تهريبها داخل شحنات تجارية إلى منطقة في «رأس العارة» بمحافظة لحج، ومن ثم تصل للميليشيا الحوثية.
علاقة قديمة
وتعود العلاقة العسكرية بين الحوثيين وإيران إلى مرحلة ما قبل الانقلاب والحرب التي قادها التحالف لدعم الشرعية في اليمن نهاية مارس 2015، حيث أعلنت السلطات اليمنية أنها ضبطت في يناير 2013، سفينة إيرانية محملة بعشرات الأطنان من الأسلحة والمواد المتفجرة والصواريخ المتطورة القادرة على إسقاط طائرات عسكرية ومدنية، قبل وصولها للحوثيين مثل السفينة «جيهان واحد» التي استجاب مجلس الأمن الدولي لطلب اليمن المساعدة في التحقيق بشأنها، وأحالها المجلس للجنة العقوبات الخاصة به.
وفي أغسطس 2016، اعترفت الوكالة الإيرانية الرسمية «إيرنا» أن الصاروخ زلزال 3، ضمن سلسلة صواريخ دشنها الحوثيون منتصف 2015 صناعة إيرانية.
وتقدمت السعودية في سبتمبر 2016 باحتجاج إلى مجلس الأمن الدولي تطالب فيه بوضع حد للانتهاكات الإيرانية المستمرة لقرار مجلس الأمن رقم 2216 والذي يحظر إرسال الأسلحة إلى الحوثيين، متهمة إيران بمساعدة الحوثيين في ضرب أراضيها، وسبق الاتهام السعودي لإيران اتهام أميركي على لسان جون كيري وزير الخارجية السابق في أغسطس من نفس العام.
ويؤكد المحلل السياسي أنه لم يعد الحوثيون يخفون علاقتهم بإيران على مستوى الخطاب أو الممارسة، فالهجوم الذي نفذوه بطائرات درون على أنابيب نفط داخل السعودية بالتزامن مع تعرض سفينتها التجارية لهجوم مماثل قرب ميناء الفجيرة، واتهمت إيران بالضلوع فيه، يدل على مستوى عالٍ من التنسيق العملياتي بين الطرفين.
وأوضح عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالسعودية أن إيران وجدت في تجنيد الحوثي ضالتها ليكون الخنجر الذي تطعن به خاصرة الأمة العربية والإسلامية الممثلة في المملكة العربية السعودية .
وشدد الدكتور معتوق الشريف على أن إيران تسعى وبكافة الوسائل إلى تحقيق تطلعات حكومة الملالي المتمثلة في الرغبة في امتلاك السلاح النووي، ودعم الميليشيات والحركات المسلحة والأحزاب السياسية الموالية لمصالحها، من أجل تفكيك الدول العربية والسيطرة عليها من خلال أعوانها والموالين لها.
مسؤولية المجتمع الدولي
ويختتم الخبير العسكري المصري بالتأكيد على أهمية التحرك الدولي خاصة من الأمم المتحدة والدول المحيطة والدول المستفيدة من خليج باب المندب على تحمل مسؤولياتهم للعمل على الحد من دعم إيران للحوثيين، مشيراً إلى أن هدف أميركا من إرجاع إيران لطاولة المفاوضات، هو منعها من امتلاك السلاح النووي، وتقليل تطوير الصواريخ الباليستية، ووقف دعمها للإرهاب في المنطقة خاصة اليمن.