عدد اليوم
أسماء الحسيني(القاهرة- الخرطوم)
تبحث فصائل الجبهة الثورية السودانية في مدينة العين السخنة المصرية (وهي منتجع سياحي على بعد 120 كيلو متراً شرق القاهرة بين الساحل الغربي للبحر الأحمر وخليج السويس)، استكمال هيكلها التنظيمي، وموقفها، استعداداً لمفاوضات السلام مع الحكومة السودانية التي تنطلق في 14 من الشهر المقبل، بعد أن وقع الطرفان اتفاق مبادئ إطاري في جوبا يوم 11 من الشهر الجاري.
وكانت الجبهة الثورية قد قامت بإعادة تشكيل هياكلها وانتخاب قيادتها الجديدة في جوبا في 3 من الشهر الجاري. وتوافدت قيادات الجبهة إلى العاصمة المصرية القاهرة على مدى اليومين الماضيين، قبل أن تتوجه إلى العين السخنة أمس.
وسيعقب اجتماع الجبهة الثورية اجتماع آخر بحضور فصيل الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبدالعزيز الحلو، وذلك من أجل تأسيس منبر سلام موحد لكل الحركات المسلحة السودانية، ثم يعقبهما اجتماع ثالث لتحالف نداء السودان، الذي تعد الجبهة الثورية جزءاً منه، إضافة إلى حزب الأمة القومي وحزب المؤتمر السوداني، وحزب البعث والحزب الوطني الاتحادي وكتلة النازحين واللاجئين ومبادرة المجتمع المدني.
وقال محمد سيد أحمد سر الختم، القيادي في الجبهة الثورية لـ«الاتحاد»، إن أهم محاور الاجتماع توحيد الموقف التفاوضي للجبهة الثورية، واختيار دولة المقر التي ستجرى المفاوضات على أرضها، وكذلك اختيار الشركاء الإقليميين.
وسيعمل «نداء السودان» على اختيار رئيس جديد له خلال الاجتماعات في مصر.
وقال الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي السوداني، لـ«الاتحاد» إن السودان دخل مرحلة تاريخية جديدة تفرض على جميع الأطراف فيه القيام بمراجعات، ومن بين هذه الأطراف حزب الأمة الذي يسعى الآن لاستشراف مرحلة جديدة في تاريخه. وقال: إنه قبل رئاسة تحالف «نداء السودان» من أجل توحيد اللغة والمواقف بين المدنيين والعسكريين والمركز والهامش خلال فترة النضال ضد النظام السابق، مع أن قبول هذه الرئاسة كلفه تكاليف باهظة جدا، حيث فتح النظام البائد ضده 10 بلاغات، 5 من بينها كانت عقوبتها الإعدام.
وقال المهدي إنه سيترك الآن رئاسة نداء السودان، وإن الاجتماع القادم للتحالف سيختار رئيساً جديداً، وإنه سيعمل مع رفاقه في نداء السودان من أجل بناء هيكل جديد يناسب التغيير الذي حدث في السودان، وأنه سيقدم كذلك مشروعا تطويريا لقوى الحرية والتغيير التي يعد «نداء السودان» أحد أركانها الأساسية.
وقالت مصادر مصرية مسؤولة لـ«الاتحاد» إن القاهرة حريصة على دعم عملية السلام في السودان، وتعمل من أجل دعم المشاورات داخل الجبهة الثورية، والحركات المسلحة السودانية، وأيضا داخل تحالف نداء السودان.
وكشفت مصادر سودانية لـ«الاتحاد»عن اتصالات تجريها الأطراف مع فصيلي عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور بهدف إشراكهما في مفاوضات السلام.
ومن جانبه، قال صلاح جلال القيادي في حزب الأمة لـ«الاتحاد» إن عملية السلام ليست اتفاقيات فقط بل عملية طويلة تشمل الحركات المسلحة والقوى السياسية والمجتمع المدني.
وقال جلال إن ما تم التوقيع عليه في جوبا هو اتفاق إطاري لعملية السلام، وتبقى أن تبحث المفاوضات القادمة جذور أسباب الحرب وطرح الإطار الدستوري والقانوني للسلام، عبر منبر موحد يشمل الحركات المسلحة كلها والحكومة، فضلاً عن المسهلين والمراقبين لعملية السلام.
وأكد جلال أن عملية السلام طويلة ومعقدة وتحتاج إرادة سياسية ووعياً موضوعياً وتمويلاً ضخماً يتراوح ما بين 4 إلى 6 مليارات دولار، لابد من توفيرها بمساندة المجتمع الدولي والفاعلين الإقليميين في أفريقيا والعالم العربي، وبالتنسيق مع أوروبا والولايات المتحدة.
ومن جانبه، رحب ياسر عرمان القيادي في الجبهة الثورية بإسقاط عقوبة الإعدام عن بعض المنتسبين للحركات المسلحة السودانية. وقال: نرحب بالخطوات التي تمت في إطار إجراءات توسيع الثقة، ونتوقع المزيد من الخطوات، ولنشرع فورا في اجتماع وقف الأعمال العدائية والعمل من أجل إرسال المساعدات الإنسانية في كل مناطق الحرب، وأضاف عرمان: نتوقع بدء المفاوضات في 14 أكتوبر لتنتهى في 14 ديسمبر، لكى تطوي بلدنا صفحة الحرب.
