عدد اليوم
طهران (وكالات)
ذكر موقع البرلمان الإيراني الإلكتروني أن اقتراحاً قُدم أمس إلى البرلمان لانسحاب إيران من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، في تحرك يزيد المخاطر فيما يبدو في مواجهة طهران مع الغرب. ولم يذكر التقرير متى قد يصوت البرلمان على المقترح.
ويرجع القول الفصل في سياسة البلاد النووية إلى الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الأسبوع الماضي إن إيران قد تنسحب من معاهدة منع الانتشار النووي إذا أحالتها الدول الأوروبية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بسبب الاتفاق النووي، الأمر الذي قد يغلق باب الدبلوماسية في علاقات طهران المضطربة مع القوى الغربية.
ومعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية التي أبرمت عام 1968 هي حجر الأساس في مساعي الحد من انتشار الأسلحة النووية في جميع أنحاء العالم منذ الحرب الباردة، ويشمل ذلك الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بين طهران والقوى العالمية، وأتاح لإيران دخول نظام التجارة العالمي مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
وأحاط الغموض بمصير الاتفاق النووي منذ أن انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عام 2018 وأعاد فرض عقوبات على إيران التي ردت بتقليص التزاماتها، رغم إصرارها على أنها تريد استمرار الاتفاق. وأعلنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا قبل نحو أسبوعين أن إيران تنتهك الاتفاق النووي، وفعَلت الدول الثلاث آلية لفض النزاعات يمكن أن تؤدي إلى إحالة الملف مجدداً في نهاية الأمر إلى مجلس الأمن الدولي، وإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.
من جهة أخرى، دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، إلى مشاركة واسعة في الانتخابات التشريعية المقررة الشهر القادم التي يبدو أنها ستمثل تحدياً لحكومته الائتلافية. وقال «نأمل أن يخرج جميع أفراد شعبنا إلى مراكز الاقتراع للمشاركة لأن هذه الانتخابات ستنعكس على سياستنا الإقليمية والدولية» وكذلك في إيران.
وجاءت دعوة روحاني، وهو من المحافظين المعتدلين، خلال كلمة بثها التلفزيون بمناسبة تدشين مشاريع لتصفية المياه قرب طهران.
ويبذل ائتلاف المعتدلين والإصلاحيين والذي أوصل روحاني إلى السلطة في 2013، جهوداً حثيثة لتجنب خسارة غالبيته في الانتخابات المرتقبة في 21 فبراير. وأمس الأول حذر روحاني من التهديدات «للديمقراطية والسيادة الوطنية» بعدما استبعد مجلس صيانة الدستور الذي يهيمن عليه المحافظون، آلاف المرشحين.
وقال مجلس صيانة الدستور إنه منع نحو 9500 مرشح محتمل من خوض الانتخابات، أي ما يعادل نحو ثلثي المرشحين البالغ عددهم 14500.
ويخشى المعتدلون من أن يتسبب استبعاد هذا العدد الكبير من المرشحين في عزوف مزيد من الناس عن التصويت، وهو ما يصب عادة في مصلحة المحافظين المتشددين. ويُسمح للمرشحين المستبعدين الطعن في القرار قبل الانتخابات.
وتأتي الانتخابات في أعقاب شهر صعب قضته إيران، إذ اقتربت من الانخراط في حرب مع الولايات المتحدة، بينما أسقطت طائرة ركاب عن طريق الخطأ، ما أسفر عن مقتل 176 شخصاً هم جميع من كانوا على متنها. وأشرف روحاني على اتفاق نووي تاريخي مع الدول الكبرى في 2015 منح إيران إعفاءات من العقوبات الدولية مقابل قيود على برنامجها الذري.
