نوف الموسى (دبي)
يصر مركز تشكيل بدبي، على تأكيد مسألة تفعيل البيئة الفنية للمركز من خلال أعضائه، الذين شاركوا في معرض «عودة الخريجين» بوصفهم فنانين أنجزوا عبر برنامج «منحة سلامة بنت حمدان للفنانين الناشئين»، دراساتهم العليا في تخصصات فنية عدة، أبرزها المنسوجات والطباعة الفنية والفن المتسلسل والنحت، ووثقوا مساء أول من أمس، إبان افتتاح المعرض، مخرجاتهم الفنية ومستوى التطور التقني والمعرفي الذي حققوه طوال فترة دراساتهم، إلى جانب ترسيخهم للمنهج العملي في نقل تجربتهم الفنية من خلال منصة مركز تشكيل، وتنظيمهم ورش عمل يشرفون على تقديمها لمختلف المهتمين بالفنون في المجتمع المحلي.
«عودة الخريجين».. جاءت محملة بالكثير من التساؤلات العميقة حول الهوية وامتداداتها وتأثيرها على موقع الفنان في مجتمعه، وما الذي يستطيع تقديمه لإحداث موجة من الاتصال البديع مع كل شيء، ضمن قدرة أساسية على إدراك التواصل نفسه، فالفنانة المشاركة هدية بدري، ماجستير الفنون الجميلة في أعمال الاستوديو، استخدمت خيوط الصوف ونسجت بها تجسيداً لـجسد مريض، يبحث عن طمأنينة السكينة، وهو عمل قضت فيه هدية بدري قرابة 4 سنوات لإنجازه، وذلك لاستشفاف الوقت الذي لازم عمتها المريضة في قبضة مؤسسة صحية، وانتهى بوفاتها. تقول هدية: «أريد أن أجعل هذا الجسد المرتعش مرئياً أو حاضراً بطريقة تتحدى هشاشته»، بينما اعتبر الفنان سعيد المدني، الذي درس تقنيات الطباعة الفنية في الكلية الملكية للفنون في لندن، نفسه مراقباً فضولياً، فمن خلال عمله بعنوان «من هنا إلى الوطن: السيرة الذاتية لحيز زمني» حاول أن يستكشف المكان، عبر مسارات للمواجهة، وصولاً إلى الاحتمالات التي تنتج عادة تأويلات متعددة حول مفهوم خلق الإحساس بالمكان.
ولا يمكن الجزم بمدى الالتقاء بين ما طرحه المدني، وبين الفنان خالد مزينة الذي تراوده غالباً أسئلة حول مكانه ودوره كرجل في دولة الإمارات، ما جعله يقوم بتوظيف روايات شخصية ورموز ثقافية، لإحياء النماذج الأصلية لرجل ناضج، اللافت أن أعمال مزينة تمثلت في مجموعة من الرداءات، تشبه الأزياء المسرحية. وجاء عمل الفنان عظيم الغصين، بعنوان «كفى»، باعتباره طباعة رقمية على ورق، فيه خبز وعليه توابل، تبحث أبعاد تطبيق قانون الضيافة المتعارف عليه في الشرق الأوسط.
وتمثلت نكهة معرض «عودة الخريجين» الفني، من خلال أعمال الفنان محمد الشيباني، متخصص في رسم الروايات المصورة، حاصل على ماجستير في الفنون الجميلة في مجال الفن المتسلسل، من خلال عمله «أنا مب يدّك (أنا لست جدك)»، يؤكد القيمة الإبداعية لعالم الروايات المصورة في العالم والتي بدأت تتخذ مكانتها في المنطقة المحلية، باهتمام لافت من جيل الشباب.
يشارك في المعرض المستمر لغاية 29 أكتوبر 2019 كل من الفنانين: هدية بدري، عظيم الغصين، سعيد المدني، موزة المطروشي، محمد الشيباني، خالد مزينة، سلامة نصيب، فاطمة أوزدينوفا.