محمد حامد (الشارقة)
اعتمدت فرنسا في تحقيق مجدها التاريخي بالفوز بـ «مونديال روسيا 2018» على مجموعة من أفضل نجوم الكرة العالمية، وأعلاهم قيمة سوقية، والتي اقتربت من مليار يورو، وفي المقابل، بلغ منتخب كرواتيا المباراة النهائية في المونديال نفسه، على الرغم من أن القيمة السوقية لقائمته المونديالية لم تتجاوز ربع مليار يوور، ما يؤكد أن القاعدة التي تقول إن القيمة السوقية للأندية والمنتخبات ولنجوم كرة القدم لا تكفي وحدها، لتكون مؤشراً مؤكداً تحقيق البطولات صحيحة في بعض الحالات، وهي على الرغم من ذلك يكاد يكون تتويج الأعلى قيمة مالية وسوقية قاعدة قابلة لحدوث بعض الاستثناءات.
في إنجلترا، نجح ليستر سيتي في الفوز بـ «البريميرليج» موسم 2015 - 2016، في واحدة من أكبر المعجزات الكروية في التاريخ، فقد فعلها «ثعالب ليستر» في الوقت الذي كانت القيمة السوقية الإجمالية للفريق لا تساوي نجماً واحداً في صفوف الأندية الكبيرة، وعلى رأسها آسنال وتوتنهام ومان سيتي واليونايتد، إلا أن ما حققه ليستر سيتي يظل معجزة كروية، وليس أمراً اعتيادياً، ما يعني أن كرة القدم في الأساس تقوم على امتلاك مجموعة جيدة من اللاعبين، ولا يوجد على المستوى العالمي، مقياساً لجودة اللاعبين أكثر دقة من مقياس القيمة المالية والسوقية، حيث يتصدر مبابي ونيمار وميسي وهازارد وصلاح وكين قائمة النجوم الأعلى قيمة عالمياً في الوقت الراهن، وهو تصنيف منطقي إلى حد كبير، قياساً بما يقدمه هؤلاء النجوم.
بتطبيق القاعدة التي تؤكد أن الكيان الكروي الأعلى قيمة سوقية ومالية، يظل الأقرب للفوز بالبطولات، فإن الجزيرة بتعاقداته للموسم الحالي، وبالنظر إلى القيمة المالية والسوقية لنجومه والتي تبلغ 22.88 مليون يوور، وعلى رأس هؤلاء النجوم كينو ومبخوت وعموري وباتنا وغيرهم من اللاعبين، فإن «فخر أبوظبي» يظل في صدارة الترشيحات للفوز بلقب دوري الخليج العربي للموسم الحالي 2019 - 2020، إلا أن المهمة لن تكون سهلة، حيث يمكن تطبيق قاعدة القيمة المالية والسوقية على بقية الأندية، لتكون المحصلة أن هناك 6 أندية أخرى يحق لها التفكير في المنافسة الجادة على لقب الدوري.
شباب الأهلي لا يبتعد كثيراً عن دائرة المنافسة على اللقب، بل هو المنافس الأول للجزيرة، حيث تبلغ القيمة المالية والسوقية لنجوم الفريق 20.60 مليون يورو، وأبرز هؤلاء النجوم ليوناردو، وأحمد خليل، ودياز وغيرهم من النجوم، أما عن بقية الأندية التي تملك طموحاً مشروعاً في المنافسة على اللقب.
وبناء على قاعدة القيمة المالية والسوقية للاعبين، فإن هذه الأندية وفق للترتيب من الثالث إلى السابع هي الشارقة بطل الموسم الماضي، والساعي للحفاظ على اللقب في الموسم الجاري، يليه الوصل، ثم النصر، ويحل العين سادساً في ترتيب أندية دورينا، من حيث قيمة نجومه، ثم الوحدة سابعاً، وذلك وفقاً للأرقام والإحصائيات التي نشرها موقع «ترانسفير ماركت» العالمي، المتخصص في تقدير القيمة المالية والسوقية للاعبين والأندية والمنتخبات على المستوى العالمي.
الدوري الإنجليزي هو الأقوى عالمياً، سواء جماهيرياً أو تسويقياً ومالياً، وهو الأمر الذي يتوافق مع صدارته لأكثر دوريات العالم قيمة سوقية والتي تبلغ 9 مليارات يورو، وفي الوقت الراهن تنحصر المنافسة بين مان سيتي وليفربول على الفوز باللقب، وفقاً لمؤشرات الموسم الماضي، ومن المتوقع أن يمتد الصراع بينهما للموسم الجاري، وتبلغ القيمة السوقية لتشكيلة السيتي 1.2 مليار يورو، فيما تصل إلى 1.07 لفريق ليفربول، ثم تحتل أندية توتنهام وتشيلسي ومان يونايتد وآرسنال المراكز من الثالث للسادس، بقيم مالية وسوقية تتراوح بين 984 مليون يورو إلى 684 مليون يورو.
وفي إسبانيا، ينحصر السباق كالعادة بين الريال والبارسا، والمفارقة أن القيمة السوقية لكل منهما تكاد تتطابق، حيث تبلغ 1.1 مليار يورو كل منهما، والثالث كما جرت العادة أتلتيكو مدريد بـ 800 مليون يورو، ثم تظهر الفجوة بقوة مع بقية الأندية، حيث يحل فالنسيا رابعاً بقيمة تبلغ 400 مليون يورو، وتصل قيمة الدوري بجميع أنديته إلى 6 مليارات يورو.
وفي إيطاليا، يسيطر اليوفي على مقاليد الأمور فنياً ومالياً، بقيمة سوقية 864 مليون يورو، وهو الأمر الذي جعله بطلاً بلا منافس للدوري في السنوات الأخيرة، وهو الفريق الأوحد في إيطاليا الذي ينافس بجدية على دوري الأبطال الأوروبي خلال الفترات الماضية، ويحل نابولي ثانياً بـ 625 مليون يورو، يليه الإنتر وميلان وروما ما بين نصف مليار و400 مليون يورو، وتبلغ القيمة المالية والسوقية لدوري الطليان 5 مليارات يورو، وبالنظر إلى قيمة الإنجليزي والإسباني والإيطالي، يمكن القول إنها عادلة تماماً، وتتناسب مع القيمة الكروية والفنية لكل دوري.