معتز الشامي (دبي)
بعد أشهر من الاستعدادات والتحضير، ينطلق اليوم قطار «الموسم 12» لدوري المحترفين، وعمدت لجنة الحكام باتحاد الكرة، إلى تحضير «قضاة الملاعب»، لموسم تنتظره الساحة الرياضية أن يكون متميزاً في كل شيء.
وجاءت تجهيزات «أصحاب الصافرة» مختلفة، لم تترك شيئاً للمصادفة، واهتموا بالتفاصيل كافة.
البداية بالمعسكر الخارجي، وشارك فيه 50 حكماً منهم 22 للساحة و28 حكماً مساعداً، من 27 يوليو إلى 19 أغسطس الماضي، وشهد جهداً كبيراً من إدارة الحكام، عبر الخطة محكمة بالتنسيق مع السعودي علي الطريفي، المدير الفني للجنة، والإنجليزي ستيف بنيت المدير الفني المسؤول عن تقنية الفيديو.
وارتكزت خطة إعداد «القضاة» على الاستعانة بـ5 خبراء عالميين، في دورات مكثفة ومحاضرات نظرية وعملية، فنياً وبدنياً، هدفها الارتقاء بالمستوى العام للقضاة، وهم المحاضر الإسباني العالمي فرناندو جارسيا، مدير التطوير بـ «الفيفا»، ومستشار الاتحاد الآسيوي للتطوير، ومانوير نافارو، رئيس قسم الحكام بـ «الفيفا»، والكولومبي أوسكار مشرف تطوير حكام بـ «الفيفا» وأميركا اللاتينية، والخبير الفنلندي جروجري، المحاضر والمدرب البدني لـ «قضاة المونديال»، والخبير الأوروبي العالمي، ديفيد إلاري، المدير الفني للمجلس التشريعي لكرة القدم «إيفاب» المسؤول عن تطوير وتطبيق «الفيديو» حول العالم، وحاضر على مدار أيام بورشة عمل.
وشهدت الفترات الأخيرة سلسلة من التدريبات المكثفة، لجميع القضاة، حيث يدير دورينا 24 حكماً للساحة و32 حكماً مساعداً، من بينهم 9 دوليين و11 حكم درجة أولى، يمكن اعتبارهم الأسماء الأساسية التي تدير الدوري تحديداً، ويضاف إليهم 35 حكم فيديو، تم تطويرهم والارتقاء بقدراتهم في التعاطي مع تقنية الفيديو بشهادة خبراء «إيفاب»، بواقع 12 حكم فيديو، و23 حكم فيديو مساعد، وتعمل اللجنة حاليا على مشروع يهدف لزيادة حكام مساعدين الفيديو، بما يسمح بالاستعانة بحكمين مساعدين لحكم الفيديو داخل سيارة البث، بدلاً من حكم مساعد واحد حالياً، واعتمدت اللجنة 19 ملعباً صالحاً لاستخدام «الفيديو».
لم تتوقف التحضيرات لظهور مختلف لـ «قضاة الملاعب»، لم يتوقف على المعسكر الخارجي أو الداخلي، ولكن هناك محاضرات بدنية ونظرية وتدريبات لياقة واختبارات قانون اللعبة وغيرها، يمكن تلخيصها في 67 ساعة من التدريبات الشاقة شهدتها أروقة معسكر ألمانيا، بواقع 30 ساعة محاضرات نظرية للحالات الدقيقة، و17 لتدريبات اللياقة، و20 لتدريبات عملية، بجانب التدريبات المرتبطة بالتطبيق على المباريات على هامش المعسكر.
وشهدت دورات «الفيديو» الاهتمام بتوفير أحدث التقنيات التدريبية، التي تراعي آخر متطلبات تطوير بروتوكول تطبيق التجربة، بعد وصول قضاتنا إلى مرحلة متقدمة في التعاطي مع «الفار»، وشهدت الاختبارات البدنية قبل انطلاق الموسم، نسبة نجاح مرتفعة وصلت إلى 96%، ويتم العمل حاليا للارتقاء بنسبة المتبقية لتطويرها بصورة أكبر.
ويدخل قضاة ملاعبنا رهاناً مختلفاً هذا الموسم، خاصة بعد تطور الأداء الموسم الماضي، وتم رصد أرقام يمكن اعتبارها مؤشراً إيجابياً، للبناء عليها خلال الموسم الجديد، خاصة من حيث القرارات الصحيحة، التي كانت 92.59% فقط بدون تدخل «الفار»، ووصلت القرارات الصحيحة 98.72%، بعد تطبيقه خلال 230 مباراة في الدوري، ومراجعة 1545 حالة، وهم رقم ضخم من الحالات التي تم إخطار «إيفاب» بها، وبناء عليه يتم تقييم تجربة دورينا مع تقنية الفيديو، وتأتي الاستعدادات في إطار استراتيجية التطوير، التي تطبقها اللجنة بشكل مكثف، للنهوض المستمر بمستوى الحكام عموماً.
وأكد مسلم الكثيري، رئيس لجنة الحكام ثقة الجميع في تقديم موسم استثنائي، يكون فيه القضاة العنصر الأكثر نجاحاً في إظهار مدى العمل المبذول للنهوض بالسلك التحكيمي، مشيراً إلى أن اللجنة اهتمت بشكل كبير، بتوفير كل متطلبات إعداد القضاة للموسم الجديد، بداية من المعسكر الخارجي، والتجمعات الداخلية، وما صاحبها من ورش عمل، ومحاضرات لكبار الخبراء الذين تم استقطابهم من حول العالم.
وشدد الكثيري على ثقته في أن يظهر «أصحاب الصافرة» بمستوى مميز ومرتفع، خاصة أن الجميع بذل جهداً كبيراً في التحضير للانطلاقة الـ 12 لدوري المحترفين، وقال: إدارة الحكام بذلت جهوداً كبيراً في تجهيز أصحاب الصافرة، وفريق العمل بقيادة علي الطريفي وأيضاً ستيف بنيت، قاموا بعمل وجهد راقي للغاية، نحن نثق أن النتائج ستكون مبشرة وإيجابية.
وأضاف هناك تطور كبير أيضاً حدث في قطاع تقنية الفيديو، بعد تعود أصحاب الصافرة على التعامل مع تلك التقنية، والحصول على الخبرات اللازمة والوقوف على أحدث التعديلات التي دخلت عليها من المجلس التشريعي، ونحن نواكب ذلك أولاً بأول.
وأوضح الكثيري أن التحكيم الإماراتي بخير، ويعتبر من ضمن الدول الأكثر تطوراً وتقديماً على مستوى القارة، مشيراً إلى أن الخبراء الذين يقومون بزيارة الاتحاد للمحاضرة لقضاة ملاعبنا، يشيدون بالإمكانيات المتوافرة وبالاهتمام الكبير بتحضير القضاة بشكل يهتم بالتفصيل كافة.