أبوظبي (الاتحاد)
ذكرت صحيفة «أحوال» التركية، أن استطلاعات أجريت في الآونة الأخيرة، أشارت إلى خسارة حزب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أغلبيته في البرلمان، خصوصاً مع تزايد المعارضة داخل الحزب الحاكم لسياسات الرئيس. واكتسبت موجة استقالات من حزب العدالة والتنمية الحاكم زخماً في أعقاب الانتخابات المحلية لهذا العام، والتي خسر فيها الحزب الحاكم 11 بلدية كبيرة أمام المعارضة.
وأشارت الصحيفة، إلى تسارع وتيرة معارضة أردوغان داخل الحزب، بتحركات شخصيات بارزة سابقة في حزب العدالة والتنمية، لتشكيل حزبين سياسيين جديدين، أحدهما بقيادة أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء السابق الذي تعرض للتهميش في عام 2016، وعاود الظهور بعد الانتخابات هذا العام، بتوجيه انتقادات لاذعة للحزب الحاكم. وأعقبت ذلك تصريحات ناقدة على مدى شهور من رئيس الوزراء السابق حتى الرابع من سبتمبر، عندما أعلنت اللجنة التنفيذية المركزية لحزب العدالة والتنمية أنها بدأت إجراءات فصل داود أوغلو وحلفائه سلجوق أوزداغ وآيهان سيفر أوستن وعبد الله باشي، وجميعهم من كبار الأعضاء السابقين في الحزب الحاكم. ورد الأربعة بالاستقالة من الحزب الأسبوع الماضي، إذ أكد داود أوغلو أن خطوة فصلهم هذه استهدفت المبادئ التأسيسية لحزب العدالة والتنمية.
وقالت الصحيفة: إن ذلك أدى إلى طوفان من الاستقالات، بمن فيهم عشرات الأعضاء الذين شغلوا مناصب مهمة في الحكومات السابقة، ونواب برلمانيون سابقون، ورؤساء أحياء وبلديات، ومستشارون ورؤساء تنظيم.
ونقلت عن أوزداغ، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية السابق، أن عشرة نواب حاليين من حزب العدالة والتنمية تعهدوا بدعم داود أوغلو، لكنهم حجبوا استقالتهم في الوقت الحالي.
وقد وصل عدد الاستقالات من مقاطعة قونية، بوسط تركيا مسقط رأس داود أوغلو، إلى 400 في يوم واحد. عبر تركيا بأسرها، اتبع الآلاف خطى رئيس الوزراء السابق في الاستقالة من الحزب الحاكم منذ الثالث عشر من سبتمبر.
ومعروف أن علي باباجان، نائب رئيس الوزراء السابق الذي حظي بإشادة على عمله في إدارة الاقتصاد التركي قبل تهميشه في عام 2015، استقال أيضاً من الحزب في يوليو، وقال إنه يعتزم إطلاق حركة سياسية جديدة بحلول نهاية العام.
وانضمت إلى باباجان، كوادر من كبار الشخصيات السابقة في الحزب، بمن فيهم وزير العدل السابق سعد الله إرجين، ونائب رئيس الوزراء السابق بشير أتالاي. كما أن عبد الله جول، الرئيس السابق، الذي طالما وُصف بأنه منافس محتمل لأردوغان، قد قدم دعمه لباباجان بصفة غير رسمية.
وقالت الصحيفة: إن هذه التحركات أضيفت إلى تحول في الحزب الحاكم بعيداً عن أردوغان، قادر على الامتداد إلى البرلمان، وهو ما يثير قلق الرئيس التركي، خاصةً أن حزبه يحظى بالأغلبية بفضل تحالفه فحسب مع حزب الحركة القومية اليميني المتطرف.
وتقول بعض المصادر: إن ما يصل إلى 80 نائباً من حزب العدالة والتنمية يستعدون للقفز من السفينة، وهو ما يعني تراجع حصة حزب العدالة والتنمية في البرلمان المؤلف من 600 مقعد إلى 211 مقعداً، وسيفقد الأغلبية الحالية للائتلاف الحاكم بفارق 41 مقعداً، مما يترك الحزب الحاكم غير قادر على إقرار القوانين من خلال البرلمان.