الرياض، عواصم (وكالات)
دعا مجلس الشورى السعودي، أمس، إلى محاسبة من يقف خلف الهجومين على منشآت أرامكو في بقيق وخريص، شرق المملكة العربية السعودية. وأعرب في بيان خلال جلسة برئاسة رئيس المجلس عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ عن إدانته الشديدة للهجمات الإرهابية التي تستهدف البنية التحتية والحيوية، وتعرّض حياة المدنيين للخطر. وأكد دعمه الكامل للإجراءات التي تتخذها المملكة للحفاظ على أمنها وأمن مواطنيها والمقيمين على أرضها من تلك الأعمال العابثة وغيرها. كما جدد التأكيد على أن تلك الهجمات لا تستهدف فقط الاقتصاد السعودي، وإنما تستهدف إمدادات الطاقة العالمية، وعصب الاقتصاد العالمي المرتبط ارتباطاً وثيقاً بالطاقة وإنتاجها. وحث الدول الشقيقة والصديقة على تضافر الجهود لمحاسبة من يقف خلف هذه الهجمات من منظمات أو دول، والمؤيدين لها نظراً لطبيعة تلك الهجمات وتأثيراتها الاقتصادية على المجتمع الدولي. كما دعا المجالس الشورية والبرلمانية والاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية إلى إدانة تلك الأعمال التخريبية، نظراً لخطرها على المدنيين والاقتصاد العالمي، وتأثيرها على التنمية المستدامة في جميع الدول.
ووصف وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ الهجوم الإرهابي الذي استهدف منشآت حيوية في المنطقة الشرقية بالعمل الإجرامي، مؤكداً أن تلك الاعتداءات على المملكة تجسد إمعان الأعداء في إيذاء المسلمين في دينهم وأمنهم. وقال في تصريح على هامش مشاركته في أعمال المؤتمر الدولي الثلاثين للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي تنظمه وزارة الأوقاف المصرية بالقاهرة: «إن هذا الهجوم الجبان الذي استهدف منشآت حيوية في محافظة بقيق بالمنطقة الشرقية هو عمل إجرامي خسيس لا ينم عن خلق ولا كرامة ولا دين، بل يدل أن أعداء الوطن يكنّون الكراهية للمملكة»، مشيراً إلى أنهم لن يتورعوا عن القيام بأي عمل في أي وقت وأي مكان. وأضاف أن هذا الاعتداء هو تتابع لسلسلة متكررة من الاعتداءات التي وُجهت للمملكة مثل توجيه الصواريخ والطائرات المسيّرة إلى مكة والحرم الشريف والأماكن المقدسة في المملكة رغبة في إيذاء المسلمين في دينهم وأمنهم واستقرارهم. وأكد أن من يستهدف الحرمين الشريفين لن يتورع عن القيام بمثل هذا العمل الجبان والمدعوم من قبل دول خارجة عن القانون، وصفها بالدول العدوانية والإرهابية، مبيناً أن المجتمع السعودي ينبذ هذا العمل الجبان من قبل أعداء الوطن.
وتواصلت الإدانات العربية والدولية للاعتداءات الإرهابية على منشآت «أرامكو»، حيث عبرت سلطنة عُمان عن أسفها بشأن الهجمات، وقالت وزارة الخارجية في تغريدة على «تويتر»: إنها تصعيد لا طائل منه، وحثت مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن على عقد محادثات سلام بين الأطراف المتحاربة، معربة عن استعدادها للمساعدة في إقرار السلام. وأدانت جمهورية القمر المتحدة، بشدة، الهجمات الإرهابية على معملي شركة أرامكو في بقيق وهجرة خريص. وجددت في بيان، إدانتها واستنكارها استمرار هذه الاعتداءات الاستفزازية الخطرة التي تزعزع الاستقرار في العالم. وطالبت المجتمع الدولي بضرورة الاضطلاع والقيام بدوره المنوط به في التصدي لأشكال الإرهاب والعنف والتطرف، وذلك بتجفيف منابع تمويل ودعم الميليشيات الإرهابية، والحيلولة دون توفير الملاذ الآمن لعناصرها. كما أدانت الجمهورية الموريتانية، الهجمات الإرهابية، ونددت بشدة، في بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون بهذا العمل الإجرامي الذي يستهدف أمن المملكة واستقرارها، بقدر ما يستهدف أمن إمدادات الطاقة العالمية. وأكدت تضامنها مع المملكة العربية السعودية ودعمها الكامل في كل ما من شأنه ضمان حقها المشروع في الدفاع عن أمنها وسلامة أراضيها.
واستنكرت جمهورية جامبيا بشدة الهجمات الإرهابية. ووصفت وزارة الخارجية في بيان هذا العمل بـ«البربري» الذي يستهدف السِّلم العام، وطلبت من المجتمع الدولي إدانة هذه الجرائم والوقوف صفاً واحداً من أجل عدم تكرار هذه الهجمات. وعبّرت عن وقوفها الدائم إلى جانب المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً. كما أدانت جمهورية السنغال بشدة الهجمات، وعبرت وزارة الخارجية في بيان، عن استنكارها بشدة لهذا العمل الإرهابي الذي يهدد الاستقرار الدولي والسلم العام وأمن المملكة.
وأدانت الحكومة الإريترية بأشد العبارات الهجوم الذي استهدف معملين تابعين لشركة «أرامكو» في بقيق وهجرة خريص. وأوضح بيان لوزارة الإعلام أن هذا العمل الخطير من شأنه زيادة تفاقم الوضع غير المستقر والمحفوف بالمخاطر في المنطقة، معبراً عن التضامن مع الحكومة والشعب السعوديين.