علاء مشهراوي، عبدالرحيم حسين (غزة، رام الله)
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أمس «أن الأغوار جزء لا يتجزأ من الجغرافيا الفلسطينية والحديث عن ضمها باطل، والمستوطنين غير شرعيين فيها»، وذلك خلال جلسة عقدتها حكومته في قرية فصايل الفلسطينية في غور الأردن.
وقال محمد اشتية للصحفيين «نحن موجودون هنا وسنبقى هنا.. الفلسطيني ولد ليكون على هذه الأرض، وهي جزء مهم من أراضي دولتنا الفلسطينية المتكاملة والمتواصلة الأطراف، وسنعمل كل ما نستطيع من أجل تعزيز وجود أهلنا بالأغوار وحمايتهم، ولتكون هذه المنطقة حديقة فلسطين». وشدد على أن «الاستيطان والمستوطنين غير شرعيين وسيرحلون عن أرضنا، وسنقاضي إسرائيل في المحاكم الدولية على استغلالها لأرضنا في الأغوار، وسنبقى نصارع هذا الاحتلال على الأرض وفي مختلف المحافل الدولية».
وأكد أن «الحديث عن ضم الأغوار باطل»، معتبراً أن «تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بضم هذه الأراضي غير قانوني ومدان من كل الأطراف، وهي محاولة لكسب أصوات انتخابية».
وقال اشتية خلال اجتماع الحكومة الفلسطينية، نحن نعرف أن هناك فرقاً بين الدعاية الانتخابية والتطبيق. وأضاف، ولكن إذا قامت إسرائيل بخطوة حمقاء في موضوع ضم الأغوار الفلسطينية... بهذا إسرائيل تكون قد أنهت كامل الاتفاقيات الموقعة معنا.
وقال نتنياهو في تغريدة الأحد، أكدت خلال جلسة الحكومة الأسبوعية التي عقدت صباحاً في الأغوار أنه سيتم فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت فور تشكيل الحكومة القادمة.
وأضاف في تغريدة أخرى، غور الأردن ليس مجرد الباب الشرقي لدولة إسرائيل فحسب فهذا هو الحائط الواقي من جهة الشرق. وتابع في تغريدته، لأن الغور وغيره من المناطق التي نسيطر عليها والتي ستشكل جزءاً من دولة إسرائيل يضمن بقاء جيش الدفاع هنا للأبد. إنه يعطينا عمقاً استراتيجياً وطولاً استراتيجيا.
على صعيد متصل، تعهد نتنياهو أمس، للمرة الأولى، بضم التجمعات اليهودية في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة ومستوطنة كريات أربع وسط المدينة إذا ما فاز بالانتخابات المرتقبة غدا الثلاثاء.
ورداً على سؤال، في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، عما إذا كان سيقوم بضم كريات أربع والتجمعات اليهودية في الخليل، أجاب نتنياهو: بالطبع.
ستصبح جزءاً من إسرائيل. ولكني أحتاج لتفويض لتنفيذ الخطة. وأضاف أنه تحدث عن خطته لبسط السيادة على مستوطنات الضفة الغربية مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقال: أبلغت ترامب بأني أخطط لبسط السيادة على جميع المستوطنات، بما في ذلك في التكتلات، والأراضي (المحيطة بها) وجميع المستوطنات والمواقع التي لها أهمية من منظور أمني أو تراثي لإسرائيل. وقال في المقابلة، وفقاً لما نقلته صحيفة «جيروزاليم بوست»: أبلغته أيضاً بأنه لن يتم اقتلاع أحد، ولن أعترف بحق (الفلسطينيين) في العودة، وبأنه يتعين أن تظل القدس موحدة.
أبلغته بكل هذه الأمور». وقال نتنياهو مجدداً إن ترامب يعتزم إعلان خطته للسلام في الشرق الأوسط بعد فترة وجيزة من الانتخابات.
وأضاف: «إننا نضع الحدود النهائية لإسرائيل، ولهذا فإن للأمر عمقاً وبعداً استراتيجياً». ويأتي تعهد نتنياهو بضم مستوطنات الخليل وكريات أربع بعدما تعهد مؤخراً بضم غور الأردن بالضفة الغربية، وهو ما قوبل بانتقادات إقليمية ودولية واسعة.
من جانبه، دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أمس إلى تكاتف الجهود الدولية من أجل رفض الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب التي تقوض حل الدولتين.
وقال بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، إن الملك عبد الله ركز في اتصال هاتفي مع ماكرون على «التطورات التي تشهدها المنطقة».
وأكد الملك خلال الاتصال «أهمية تكاتف الجهود الدولية إزاء رفض كل الإجراءات أحادية الجانب التي من شأنها تقويض حل الدولتين، باعتباره الحل الوحيد للصراع، والذي تقوم بمقتضاه الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل».
«هآرتس»: نتنياهو تراجع عن ضرب غزة في آخر لحظة
ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تراجع في اللحظة الأخيرة عن قرار شن عملية عسكرية في قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب كانت ستكون لها عواقب بعيدة المدى، تصل إلى خوض حرب مفتوحة مع حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007. وأوقف نتنياهو العملية العسكرية ضد القطاع بعد رأي المدعي العام، أفيهاي ماندلبليت، الذي قال إن هذا القرار يجب أن يتم بموافقة المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية. وأكد المدعي العام الإسرائيلي أنه «لا يحق لرئيس الوزراء اتخاذ قرار بشكل منفرد قد يؤدي إلى اندلاع حرب»، وفق ما ذكرت الصحيفة.
ونقلت «هآرتس» عن أوساط واسعة في المؤسسات الأمنية الإسرائيلية، وتحديدا في الجيش الإسرائيلي، قولها إنها عارضت رأي نتنياهو بشن حرب على قطاع غزة.
وينص القانون الإسرائيلي على تخويل الحكومة الإسرائيلية بشكل كامل باتخاذ قرار شن أي عملية عسكرية مهمة وذات أهداف واضحة. وحاول نتنياهو سابقا إقرار قانون يسمح لرئيس الحكومة ووزير الدفاع باتخاذ قرار الحرب والسلم، حيث يتولى نتنياهو الحقيبتين الآن.
إلى ذلك، هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي فجر امس منزلا وجرفت شارعا في قرية الولجة شمال غرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوة من جيش الاحتلال ترافقها جرافات اقتحمت منطقتي «عين جويزة، وخلة الحور» وهدمت منزلا مكون من تسوية وطابق وغرفتين زراعيتين تعودان لمواطنة فلسطينية بحجة عدم الترخيص.
وأضافت أن الجرافات دمرت طريقا يصل إلى حي عين جويزة وسط البلدة، مضيفة أن هناك 180 منزلا في القرية سلم أصحابها إخطارات بالهدم ووقف البناء بحجة عدم الترخيص. وقالت إن مواجهات اندلعت بين المواطنين وجنود الاحتلال الذين أطلقوا الأعيرة المعدنية وقنابل الغاز والصوت ولم يبلغ عن إصابات.
واعتقلت قوّات الاحتلال الإسرائيلي 19 مواطنا فلسطينيا من محافظات الضّفة الغربية فجر امس. وزعمت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن اعتقال الشبان جرى لدواع أمنية ضد الاحتلال في مناطق مختلفة من الضفة.
من جانبها، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية امس عن اتصالات مصرية لإنقاذ حياة أسير فلسطيني لدى إسرائيل مضرب عن الطعام منذ 61 يوما.
وقالت الهيئة، إن «جهودا مصرية حثيثة تبذل من أجل التوصل لاتفاق مع السلطات الإسرائيلية لإنقاذ حياة الأسير سلطان خلوف والافراج عنه». وذكرت الهيئة أنه بعد المساعي المصرية، تم تحديد امس جلسة محكمة للنظر بقضية خلوف الذي يرقد في مستشفى إسرائيلي بحالة حرجة جراء إضرابه عن الطعام رفضا لاعتقاله الإداري.
وحذرت من دخول خلوف في مرحلة الخطر المميت في أي لحظة «إذا ما واصلت الإدارة تعنتها في عدم الاستجابة لمطلبه بإنهاء اعتقاله الإداري».
لبنان يحذر من مخطط إسرائيلي لفرض حلول عبر «صفقة القرن»
دعا الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس، إلى التنبه لمخطط إسرائيلي يهدف لفرض حلول على الدول العربية عبر «صفقة القرن». وقال عون، خلال استقباله وفداً من المشاركين في مؤتمر الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب الذي بدأ أعمال دورة جمعيته العمومية أمس في بيروت، إن إسرائيل ترى أن الظروف مواتية لتحقيق مبتغاها في ظل التشرذم القائم بين الدول العربية.
وأضاف أن «محاولة فرض الحلول علينا يجب أن توقظ الجميع للعودة إلى القضية الأساسية؛ لأنه في حال حصل غير ذلك، لا نعلم ما هي النهاية التي سنصل إليها، ولكن من المؤكد أنها ستكون صعبة جداً، فضم المزيد من الأراضي الفلسطينية إلى إسرائيل أصبح من الوسائل الأساسية التي تستعمل في السباق الانتخابي الإسرائيلي». وتابع: «لذلك علينا اليوم العودة لحمل شعار فلسطين، شعار القضية الأساسية، ولنصغي إلى صوت العقل والقلب، خصوصاً أن إسرائيل لا تعمل فقط على مستوى أفراد، بل على مستوى شعوب، بهدف بث التفرقة بينها».