عدد اليوم
معتصم عبدالله (دبي)
تحولت جماهير دوري الخليج العربي إلى «لغز كبير»، يتفاعلون على مواقع التواصل الاجتماعي ويدخلون في دائرة التعصب الرياضي، ويختفون في مدرجات الملاعب خلال المباريات، قضية تعاملنا معها في جوانب عدة، لحل اللغز الذي أصبح حديث الموسم وكل موسم، وبحثنا عن الأسباب، والعقبات التي تجعل الجمهور يبتعد عن المدرجات، طرحنا القضية بشكل مختلف، ذهبنا إلى الجهود التي تبذلها لجنة دوري المحترفين واتحاد الكرة والمجالس الرياضية والمبادرات التي لا تتوقف، ووصلنا إلى قناعة أن هناك أسباباً خفية تمنع الجمهور من الحضور إلا القليل منهم، ومن الصعب أن نكشف أسرار «الصندوق الأسود» بسهولة.
اخترنا هذه المرة طريقاً آخر هو معايشة الجمهور، اخترنا أن نشتري تذكرة دخول إلى الدرجة الثانية، ونجلس معهم في المدرجات ونعيش التجربة بعيداً عن مقاعد الإعلاميين، ونطبقها على أنفسنا من خلال التسهيلات، أو العقبات التي تواجهنا للدخول والجلوس في المدرجات.
فتحنا «الملف الشائك»، وخضنا التجربة من البداية للنهاية، بعدما دقت نسبة تراجع الحضور الجماهيري لدوري الخليج العربي خلال المواسم الأخيرة «ناقوس الخطر» في المدرجات، وهو ما دفعنا لخوض تجارب معايشة حقيقية في الملاعب بحثاً عن الأسباب والدوافع.
وتعد تجارب المعايشة أهم التقنيات التي يلجأ إليها الباحثون، وتستلزم المعايشة المباشرة أن يمكث الباحث، في مكان أو مجتمع معين، مدة محددة، اختلف حولها الدارسون دون اللجوء إلى وسائط علمية ومعرفية وبحثية جاهزة، مثل المصادر والمراجع والباحثين الآخرين، ويهدف النزول إلى «ميدان» للتنقيب وجمع الملاحظات وتدوينها بعناية مع مراعاة النزاهة والحياد بغية دراستها وتحليلها وتوثيقها.
وكشفت الجولة الميدانية ومعايشة «الاتحاد» في ملاعب دوري الخليج العربي عن تباين مرافق ملاعب الأندية، في الوقت الذي تشابهت فيه المعضلات والمشاكل التي تحول دون تحقيق نسب الحضور الجماهيري المأمولة، والمتمثلة في مواقف السيارات الكافية، لا سيما في المواجهات الكبيرة، نظافة المقاعد ونوعيتها، الغلاء النسبي للمأكولات الخفيفة، نظافة المرافق وقلتها في بعض الملاعب، آلية بيع التذاكر في بعض الملاعب، وصولاً إلى مطالبات الجماهير المتكررة بشأن أدوات التشجيع «مكبرات الصوت وعبوات الألوان الدخانية والأعلام الضخمة»، بجانب مراجعة أماكن جلوس الجمهور الضيف، وغيرها الكثير.
وكشفت دراسة رقمية أعدتها «الاتحاد» في إطار التحقيق الحالي، وبناءً على الأرقام الرسمية للحضور الجماهيري لدوري الخليج العربي على مدار 11 موسماً ماضياً «دوري المحترفين»، منذ انطلاقته في نسخة 2008- 2009، وصولاً إلى الموسم الماضي 2018- 2019، عن وصول العدد الإجمالي لجماهير دورينا إلى 4.509.691 مشجعا شهدوا 1752 مباراة، بمتوسط نسبة حضور بلغ 2574 مشجعاً لكل مباراة.
وشارك 19 نادياً في دوري المحترفين، على مدار العقد الماضي، ممثلة في أندية الجزيرة، العين، الأهلي «شباب الأهلي دبي»، الوصل، الوحدة، النصر، بني ياس، الشارقة، الإمارات، الشباب، الشعب، عجمان، الظفرة، اتحاد كلباء، دبي، دبا الفجيرة، الخليج «خورفكان»، الفجيرة، وحتا.
وتباين عدد مباريات دوري الخليج العربي خلال 11 موسماً، ما بين 132 مباراة في 5 مواسم، شهدت مشاركة 12 نادياً مواسم 2008- 2009، 2009- 2010، 2010- 2011، 2011- 2012، 2017- 2018، و182 مباراة في ستة مواسم أخرى، اكتمل فيها بدر المشاركة بـ14 نادياً، مواسم 2012- 2013، 2013- 2014، 2014- 2015، 2015- 2016، 2016- 2017، 2018- 2019، ليصل إجمالي المباريات إلى 1752 مباراة.
شهد دوري المحترفين «الإماراتي» في أول مواسمه 2008- 2009، حضور 300.986 مشجعا في 132 مباراة على مدار 22 جولة بمعدل 2.280 في المباراة الواحدة، وواصلت نسب الحضور الجماهيري الارتفاع في الموسمين التاليين، لتصل إلى 345.327 في 2009- 2010 بمعدل 2616 في المباراة، و427.631 في موسم 2010- 2011 بمعدل 3240 مشجعاً في المباراة.
وتراجع معدل الحضور الجماهيري بنسبة طفيفة، في الموسم الرابع للاحتراف 2011- 2012 عن الموسم السابق، بتواجد 413.495، وبنسبة حضور 3133 للمباراة، قبل أن يقفز العدد إلى 451.214 موسم 2012- 2013، بالتزامن مع ارتفاع عدد الأندية المشاركة إلى 14 «للمرة الأولى»، وبالتالي زيادة عدد المباريات من 132 إلى 182 بما نسبته 2479 مشجعاً للمباراة الواحدة.
وحقق موسم 2013- 2014، والذي شهد تتويج الأهلي باللقب، برصيد 64 نقطة، وبفارق 16 نقطة عن أقرب ملاحقيه الوحدة «الوصيف»، الحضور الأعلى في تاريخ دوري المحترفين، بعدما تجاوز حاجز نصف المليون مشجع، بتواجد 544.769 مشجعا في 182 مباراة بمتوسط نسبة حضور بلغ 2993، وهو الرقم القياسي الذي ظل صامداً على مدار المواسم التالية.
وشهد موسم 2014- 2015 نحو 460.264 مشجعا في المدرجات، بنسبة حضور بلغت 2529 للمباراة الواحدة، في الموسم الذي شهد إقامة 182 مباراة، وارتفع الحضور نسبياً في الموسم التالي 2015- 2016، ليصل إلى 464.051 بنسبة 2550 مشجعاً في المباراة.
بدأت نسب الحضور الجماهيري لمباريات دوري المحترفين، في التراجع تدريجياً خلال المواسم الثلاثة الماضية، بداية بحضور 454.920 مشجعا موسم 2016- 2017، بمتوسط 2500 في المباراة، وهو رقم بدأ جيداً، مقارنة ببقية المواسم، ولكن ما تبعه مثّل تراجعاً كبيراً في نسب الحضور، بحضور 347.424 مشجعا في موسم 2017- 2018، والذي شهد إقامة 132 مباراة، بتقلص عدد الأندية إلى 12، حيث وصلت نسبة حضور إلى 2652 مشجعاً في المباراة. ومثل حضور 299.610 مشجعين في مدرجات الملاعب، خلال دوري الخليج العربي خلال الموسم الماضي 2018- 2019، بمعدل 1646 مشجعاً في المباراة، الرقم الأقل في تاريخ الدوري على الإطلاق، حيث لم يصل إجمالي الحضور حاجز الـ300 ألف مشجع، للمرة الأولى، رغم ارتفاع نسبة عدد المباريات إلى 182، مقارنة بالموسم الذي سبقه 2017- 2018.
819043 مشجعاً يضعون استاد محمد بن زايد في الصدارة
