عمرو عبيد (القاهرة)
خلال الميركاتو، الصيفي أو الشتوي، تشتعل المنافسة بين الأندية ووكلاء اللاعبين، وتبلغ أشدها كلما اقتربت سوق الانتقالات من نهايتها، وفي وسط هذا الزخم الكروي، المالي والإداري، تظهر معركة أخرى في الجوار، ربما تكون أكثر شراسة، بين المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام المختلفة، في محاولة لكسب سباق الحصول على خبر انتقال هذا اللاعب أو ذاك، وإذا كان ما حدث في ميركاتو الصيف الماضي، تجاوز جميع الحدود، يبقى الأكثر غرابة هو ما تداولته مواقع صحف كبرى قبل ساعات قليلة، مثل ميرور البريطانية وبيلد الألمانية، حول انتقال نجم الريال، توني كروس، إلى صفوف مانشستر يونايتد، خلال سوق انتقالات يناير القادم، على أن تتم مبادلة كروس بالفرنسي بول بوجبا، وأكدت الصحيفتان العالميتان، نقلاً عن مصدر إعلامي إسباني، أن الترتيب لهذا الانتقال سيبدأ على الفور، والمثير للدهشة أن كروس قام بتمديد عقده مع «الميرنجي» حتى عام 2023 قبل 5 أشهر فقط، مما يبدو حلقة جديدة في مسلسل الصفقات التي لا تتم في الواقع، وتبقى مجرد حبر على ورق!
نيمار إلى 3 فرق في آنٍ واحد
ربما لم تشهد ساحة الانتقالات عبر التاريخ، حالة مشابهة لما دار حول البرازيلي نيمار في الميركاتو الأخير، لأن المواقع الرياضية نشرت عشرات الأخبار المتتالية، والمتناقضة في الوقت ذاته، فتارة يُنشر تقرير حول اقتراب نجم السليساو من العودة إلى بيته الكتالوني القديم، وبعده بلحظات، تتوارد أخبار اقتراب حسم الصفقة لصالح النادي الملكي الإسباني، ثم تظهر فجأة من دون مقدمات، أخبار مسرّبة تؤكد أن «السيدة العجوز» اقتحم مسار الصفقة بكل قوته، وأن الدون البرتغالي طلب جلب نيمار إلى إيطاليا فوراً، من أجل حلم التتويج الجديد بلقب «شامبيونزليج»، وبالطبع تقف خلف هذه الأندية الكبرى، مؤسسات صحفية وإعلامية ضخمة، أبدعت في ابتكار تفاصيل الصفقة، والسعر المطلوب، وأسماء اللاعبين الذين سيتم تبادلهم مع النادي الباريسي، من أجل الحصول على خدمات الجناح المثير للجدل، والغريب أن الأمر لم يتوقف بعد نهاية فترة الانتقالات، بل تحوّل الحديث إلى إمكانية رحيل نيمار في الشتاء القادم، أو فسخ تعاقده مع بي إس جي في صيف 2020، ثم بدأت الصحف الكتالونية في الإشارة إلى أن الحصول على خدمات مبابي، سيكون أكثر فائدة من عودة الابن الضال!
زيدان وبوجبا.. مسلسل لم يكتمل
وضعت صحيفة «ماركا» الإسبانية النجم الفرنسي، بول بوجبا، في صدارة قائمة اللاعبين الذين يرغب مواطنه زيدان في ضمهم لصفوف ريال مدريد، ونشرت عشرات الأخبار والتقارير خلال عام كامل، حول اقتراب بطل مونديال 2018 من اللحاق بمثله الأعلى الأسطوري في النادي الملكي، بل كتبت مواقع عالمية كبرى، أن زيزو تحدث مع بوجبا عبر الهاتف وقال له: «إما أن تأتي الآن، أو لا تأتي أبداً!»، وكلما هدأ الأمر، أعادت الصحف الموالية للريال إشعال الرماد، مؤكدة أن الأيام الأخيرة من الميركاتو الصيفي، ستشهد انتقالاً مفاجئاً وتاريخياً لبوجبا صوب قلعة الميرنجي، وبالطبع لم تتم الصفقة على الإطلاق، لكن أخبار بوجبا وزيدان بقيت مستمرة بين الحين والآخر، والطريف أن الأمر اتخذ مؤخراً مساراً جديداً، بتوجيه بوصلة لاعب خط وسط الشياطين إلى العاصمة باريس، أما الأكثر طرافة، فكان ما قامت به الصحف الكتالونية في العام الماضي، عندما أشارت إلى احتمال انتقال بوجبا إلى صفوف برشلونة أيضاً، وهو ما حدث في عام 2015 أيضاً !
إيكاردي وديبالا.. تبادل القمصان
لم تتوقف الصحف الإيطالية، طوال الموسم الماضي، عن تناقل أخبار إجراء صفقة محتملة بين الكبيرين، يوفنتوس وإنترناسيونالي، يقومان خلالها بتبادل مهاجميهما الأرجنتينيين، حيث ينتقل ديبالا إلى صفوف الأفاعي، ويحصل البيانكونيري على خدمات إيكاردي، وظل الطليان يتصفحون الأخبار المؤكدة حول هذه الصفقة، التي لم تقتصر على فترات الميركاتو، وظهرت عشرات التصريحات من اللاعبين ومسؤولي الناديين، تظهر فوق أغلفة الصحف في إيطاليا، لتعلن اقتراب حسم هذا الأمر، وفي النهاية لم يحدث ذلك، بل تغير الوضع تماماً في الميركاتو السابق، حيث تواردت أخبار رحيل ديبالا إلى صفوف مانشستر يونايتد، قبل أن ينتهي موسم الانتقالات الصيفية من دون أن يغادر باولو قلعة السيدة العجوز، وعلى الجانب الآخر، قيل إن إيكاردي في طريقه إلى صفوف نابولي، قبل أن يغير وجهته فجأة إلى باريس سان جيرمان في النهاية، على سبيل الإعارة!
ميسي ورونالدو وصلاح.. وجبات دسمة
برغم الارتباط الكبير المعروف بين ميسي وبرشلونة، فإن البرغوث الأرجنتيني لم يسلم هو الآخر من هذه الأخبار المثيرة للجدل، وزادت حدة الأمر عقب إخفاق إدارة البارسا في إعادة نيمار، حسب رغبة ليو، وبعدها انطلقت الإشاعات حول إصابة ميسي، وأنها تأتي كنوع من الاعتراض من جانبه على إدارة ناديه، وذكرت أغلب الوسائل الإعلامية العالمية أن الأسطورة سيرحل عن صفوف النادي الكتالوني في نهاية الموسم الجاري، وهو ما أجبر ليو على الخروج ونفى كل هذه الأمور، وهو عكس ما حدث مع كريستيانو رونالدو الذي جاء رحيله إلى إيطاليا مفاجئاً للجميع، بعدما تردد أنه يرغب في إنهاء مسيرته الكروية داخل قلعة مدريد، ولم تتجاوز الشائعات حدود احتمال انتقاله إلى الدوري الأميركي مع تقدمه في العمر، بينما ربطت الصحف العالمية الفرعون المصري، محمد صلاح، بالغريمين، الريال والبارسا، خلال العامين الماضيين، وفي كل مرة، يبقى نجم ليفربول بين جدران قلعة آنفيلد.