يبدأ منتخب الإمارات اليوم مرحلة مختلفة من رحلة الطموح، فبعد اجتياز اختبار آسيا 101 بنجاح رغم بعض الصعوبات، يبدأ اليوم مرحلة 102 مع مواجهات كبرى تبدأ بأستراليا حامل اللقب، والذي يطلبه منتخب الإمارات للثأر لسببين؛ الأول أنه من أخرجه في نصف نهائي 2015، والثاني أنه كان السبب المباشر بضياع فرصة التأهل إلى المونديال بعد الخسارة معه مرتين في التصفيات.
شاهدنا أستراليا تلعب 4 مرات حتى الآن، لم تقنع إلا بمواجهة فلسطين، وساعدهم على ذلك الهدف المبكر، وأمام الأردن كان بالإمكان أن يخرجوا خاسرين بنتيجة لو استغل «النشامى» هجماتهم المرتدة، وكان بمقدور سوريا أن تهزمهم أيضاً، ومع أوزبكستان رغم امتلاكهم الكرة وتفوقهم النسبي، فقد ظهروا قليلي الإبداع والأفكار، ما يجعلهم فعلاً صيداً ممكناً، لكن هناك شروطاً.
الشرط الأول بلا شك الزحف الجماهيري الكامل، فاليوم الجمعة ولا عذر بالغياب، وهنا يكمن دور الروابط الخاصة بالأندية للحشد والتحضير لجو إيجابي يدفع «الأبيض» إلى الأمام، يعلم خلاله اللاعبون أن هذا الجمهور لا يستحق أن يعود خائباً.
أما الشرط الثاني، فيتمثل بالانتباه إلى الكرات الهوائية، والتحضير لها جيداً، فأستراليا خطيرة فيها، لكنها فعلاً ليست مبدعة بها، أي أنها مجرد أفكار تقليدية تتكرر، والتحضير يختصر نصف التوقع، ويبقى التطبيق في الملعب مسألة تركيز.
ويأتي الشرط الثالث المتمثل بلعب اللقاء على أنه 50-50، أي أن الحظوظ متساوية، وأن الأول مطالب بالفوز بقدر مطالبة «الأبيض» بذلك، فهم ليسوا أفضل ولا أسوأ، وليسوا بعيدين عن الضغوط الإعلامية والنفسية، فهم لا يريدون أن يكونوا الجيل الذي خسر لقبهم الآسيوي الأول.
الشرط الثالث يقود إلى الهدوء وعدم التسرع، وأيضاً إلى عدم الخوف، يجعل اللاعب يفكر بـ 90 دقيقة فقط، ويلعب من أجل الفوز لكن بلا مخاطرات، ولا فوضى تنظيمية في الملعب، فالضغط متساوٍ.
أتمنى أن يستطيع الفريق الفني احتواء بعض السلبيات التي ظهرت في شبكات التواصل في الأيام الأخيرة، ولعلي كتبت هنا من قبل بأن الكلام والنقد الآن لن يفيد أحداً، وأن لاعبنا العربي ليس جاهزاً لتحمل مثل هذه الضغوط خلال البطولة، وما يتم المطالبة به من تغييرات فنية لن يحدث، لأن المدرب لن يغير بيوم وليلة فكره الموروث في 35 سنة عمل كمدرب.
بعون الله، يكون ختام الجمعة جميلاً، لتكون جمعة بيضاء، لكن بلا خصومات هذه المرة، بل بكامل فرحها وسعادتها.