حوار: مصطفى عبدالعظيم
كشف المهندس أحمد الخطيب، الرئيس التنفيذي للتطوير والتسليم العقاري في إكسبو 2020 دبي، عن الانتهاء من جميع الأعمال الإنشائية الرئيسة في الموقع في شهر أكتوبر المقبل، وذلك قبل عام على انطلاق الحدث العالمي الذي تشارك فيه 192 دولة من كافة أنحاء العالم، ويمتد خلال الفترة من 20 أكتوبر 2020 حتى 10 أبريل 2021.
وقال الخطيب في حوار مع «الاتحاد»، تزامناً مع تبقي 400 يوم فقط على انطلاق إكسبو 2020 دبي، فإن عمليات تسليم الموقع قد بدأت بالفعل مع إنجاز عدد كبير من المشروعات الرئيسة والبالغ عددها 33 مشروعاً، بعد حصولها على شهادة إنجاز ومنها مباني الموضوعات الثلاثة الرئيسة للحدث (الاستدامة والتنقل والفرص)، والتي تمتد على مساحة كبيرة تبلغ نحو 168 ألف متر مربع، إلى جانب الانتهاء من 3 مبان من أصل 5 مبان رئيسة محيطة بساحة الوصل، حيث يجري العمل على الانتهاء من المبنيين الآخرين في أكتوبر المقبل.
الخطيب أوضح أن المناطق الثلاث تضم 86 مبنى متعددة الاستخدامات تتوزع على ثلاث بتلات هي الفرص (33 مبنى) والاستدامة (21 مبنى) والتنقل (32 مبنى)، وتتصل البتلات الثلاث بساحة الوصل التي تغطيها قبة الوصل وتحيط بها خمسة مبان أخرى متعددة الاستخدامات.
وتشكل المناطق الثلاث مساحة البناء الأكبر في الموقع حيث ستضم أجنحة عشرات البلدان، فضلا عن منافذ لبيع الأطعمة والمشروبات وأخرى لتجارة التجزئة، ومساحات لتقديم العروض والترفيه، كما ستضم كل منطقة من المناطق الثلاث جناحا خاصا بموضوعها، وتتصل الأجنحة الثلاثة بساحة الوصل وتضم العديد من المساحات العامة والمسطحات المائية.
تثبيت قبة ساحة الوصل
كما كشف الخطيب عن الاقتراب من إنجاز ساحة الوصل لتكون جاهزة في أكتوبر المقبل، حيث يجري الاستعداد لتركيب قبة الساحة والتي يزيد وزنها على 840 طناً فيما يبلغ إجمالي وزن الهيكل الفولاذي لساحة الوصل نحو 2400 طن، مشيراً إلى أنه تم التوصل لحلول غير تقليدية لرفع القبة وتثبتها متوقعاً أن تستغرق عملية التثبيت ما بين 15 إلى 18 ساعة.
وستكون ساحة الوصل همزة الوصل بين مناطق الموضوعات الثلاث، وكذلك الممرات الرئيسة الأخرى مثل الممر الذي يصل مترو دبي والذي يصل جناح الإمارات العربية المتحدة، وذلك عبر مداخلها ومخارجها السبعة، وسيغطيها سقف ارتفاعه 65 متراً يتألف من قبة شكلها مستوحى من شعار إكسبو 2020 دبي، وسيكون سقف القبة شفافا، وسيعمل كشاشة عرض عملاقة يمكن رؤيتها من الداخل والخارج، وستضم ساحة الوصل كذلك مجموعة من المطاعم والنوافير ومساحة خضراء تسر الناظرين.
وستحتضن ساحة الوصل فعاليات إكسبو 2020 دبي، وبعد انتهاء إكسبو في 2021، سيكون لساحة الوصل دور جوهري في مرحلة الإرث بصورة فعلية، حيث ستصبح نقطة محورية للتطوير في المنطقة، مع خطط لتحويل المباني المحيطة التي تتكون من عدد طوابق يتراوح بين العشرة والثلاثة عشر إلى فنادق واستخدامات أخرى تجارية، وهو ما يتسق مع هدف إكسبو 2020 في أن يكون استخدام المنشآت متعدد الأغراض في مرحلة الإرث.
وأوضح الرئيس التنفيذي للتطوير والتسليم العقاري في إكسبو 2020 دبي أن عدد العاملين في الموقع بدأ في التراجع عن مستوى الذروة الذي بلغه خلال شهر فبراير 2019 بوصوله إلى 40 ألف عامل، ليصل حالياً إلى نحو 32 ألف عامل يومياً، متوقعاً تقلص هذا العدد تدريجياً كلما ارتفعت معدلات الإنجاز والتسليم، لافتاً إلى أنه تم إنجاز أكثر من 132 مليون ساعة عمل في الموقع منذ بدء الأعمال وحتى الآن، وأن شهر أغسطس الماضي سجل إنجاز 5 ملايين ساعة عمل. وأكد أن العمل في الموقع يسير بشكل مرضٍ للغاية وأن كافة الأعمال المعقدة تم الانتهاء منها حيث تم الانتهاء من البنية التحتية بشكل كامل كمحطات الكهرباء والخدمات والمياه والصرف الصحي تم تسليمها، مشيراً إلى البدء في أعمال المساحات العامة وأعمال الرصف والأعمال التجميلية والزراعية ونقل أشجار الغاف للمشروع وتشغيل المسطحات المائية.
وأوضح الخطيب أن كافة الأعمال المخطط لإنجازها وتسليمها قبل عام من انطلاق الحدث ستتم في الموعد الزمني المحدد من دون تأخير، لافتاً إلى أنه تم البدء في الأعمال الداخلية والديكور، وإجراء الاختبارات والتجارب اللازمة للتأكد من كفاءة عمل الأنظمة المختلفة داخل وخارج المباني ومنها العلامات الإرشادية وأنظمة الإضاءة وجميع التفاصيل المتعلقة بالتشغيل، متوقعاً أن تتواصل عمليات الاختبار حتى قبل انطلاق الحدث في أكتوبر 2020.
أجنحة الدول المشاركة
وقال الخطيب: إن غالبية الدول التي تم تخصيص مساحات لها لإنشاء أجنحتها الخاصة، والتي يزيد عددها على 80 دولة، بدأت بالفعل في تنفيذ العمليات الإنشائية والإعلان عن التصاميم الخاصة بالأجنحة وأخرى في مرحلة طرح المناقصات، متوقعاً أن تقوم هذه الدول بإنجاز الأجنحة قبل انطلاق إكسبو بوقت كاف للتأكد من الكفاءة التشغيلية واكتمال جاهزية هذه الأجنحة للحدث.
ويشهد موقع إكسبو 2020 دبي منذ منتصف العام الجاري تسارعاً في وتيرة عمليات البناء والإنشاء التي تقوم بها الدول المشاركة على المساحات المخصصة لأجنحتها ومن بين هذه الأجنحة جناح المملكة العربية السعودية والجناح الألماني والجناح الكندي والتايلاندي والإندونيسي والهندي والأسترالي والنيوزيلاندي والفرنسي والبريطاني وغيرها العديد.
وأوضح الخطيب أن بقية الدول ستشارك من خلال أجنحة مؤجرة أو في أجنحة ستخصصها دولة الإمارات إلى بعض الدول مجاناً لتكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ إكسبو الدولي التي تحظى كل دولة مشاركة بجناح مستقل، لافتاً إلى أن أجنحة الدول يتم توزيعها على مناطق الموضوعات الثلاث الفرص والتنقل والاستدامة، بحسب الموضوع الفرعي بعيدا عن التصنيف الجغرافي.
ولفت إلى أنه يجري التنسيق على مدار الساعة مع كافة الدول المشاركة التي تقوم ببناء أجنحتها وذلك عبر منصة إلكترونية خاصة بالمشاركين والتي توفر نافذه واحدة لإجراء كافة المعاملات والرد على الاستفسارات المتعلقة بعملية إنشاء الجناح والتصاميم من خلال فريق مخصص لكل دولة، فضلاً عن استضافة إكسبو 2020 دبي لوفود الدول المشاركة خلال اجتماعات المشاركين الدوليين التي تعقد من فترة لأخرى لاطلاعهم على تطورات العمليات الإنشائية والجهود المبذولة لاستضافة الحدث.
معايير صارمة للسلامة
وفيما يتعلق ببيئة العمل ومعايير السلامة المتبعة في الموقع وخلال عمليات الإنشاء، أكد المهندس أحمد الخطيب أن إكسبو 2020 دبي ينظر إلى العمال على أنهم شركاء في مسيرة التحضير لأول إكسبو دولي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، ويقعون في قلب الحدث الدولي، مشيراً إلى أنه ومنذ انطلاق العمل على إكسبو 2020 دبي نطبق سياسات وإجراءات ومعايير صارمة يتم النص عليها في شروط التعاقد مع الشركات وإرساء المناقصات ويجري التفتيش عليها ومراقبة الالتزام بها من قبل كافة الأطراف المعنية.
27 ألف وظيفة في قطاع الإنشاءات والبناء
تقدر نتائج أجرتها الدراسة فيما يتعلق بالأثر الاقتصادي للحدث خلال المرحلة الأولى والتي بدأت من شهر نوفمبر 2013 وتنتهي في أكتوبر 2020، أن تؤدي الأعمال الإنشائية والبناء إلى تعزيز نشاط إكسبو في فترة التجهيز والتحضير، مقدرة الأثر الاقتصادي لإجمالي القيمة المضافة قبل فعاليات إكسبو 2020 بنحو 37.7 مليار درهم، 68% منها في قطاع الإنشاءات حيث سيكون القطاع الأكثر استفادة من الحدث، حيث توقعت الدراسة ذاتها أن يسهم إكسبو في توفير نحو 37.500 وظيفة خلال تلك الفترة مما يتضمن 27.600 وظيفة سنوية بدوام كامل في قطاع الإنشاءات والبناء.
تسارع معدلات الإنجاز
تعكس تحديثات تطور الأعمال الإنشائية بالموقع والصادرة عن «إكسبو 2020» تسارع متواصل في وتيرة عمليات الإنشاء والبناء، حيث تم في شهر فبراير من العام 2018 عمليات تجهيز وتسليم الموقع واختتام مرحلة وضع الأساسات، وذلك عبر أكثر من 12.6 مليون ساعة عمل، شهد الموقع خلالها كذلك صب 6100 متر مكعب من الإسمنت في الموقع أسبوعياً، فضلاً عن استكمال مد 80 كيلومتراً من الأنابيب الخاصة بالبنى التحتية للموقع ،كما تم استكمال جميع عناصر التصميم الرئيسة، وكان آخرها منطقة «ساحة الوصل» التي تعلوها قبة يبلغ قطرها 150 متراً ويبلغ ارتفاعها 67.5 متر.
وبحلول أغسطس 2018 ومع تبقّي أقل من 800 يوم على انطلاقته، ارتفع عدد العاملين في الموقع إلى 20 ألفاً، وجرى حينها تنفيذ أكثر من 42 مليون ساعة عمل، وذلك مع تسارع وتيرة العمليات الإنشائية في موقع إكسبو، ليصل حالياً عدد العاملين بالموقع ذروته إلى 40 ألفاً، وإنجاز أكثر من 100مليون ساعة عمل، وذلك في شهر فبراير الماضي. وخلال شهر سبتمبر 2019، ارتفعت معدلات الإنجاز وانطلقت عمليات التسليم لغالبية المشاريع الرئيسة في الموقع البالغ عددها 33 مشروعاً، مع بلوغ إجمالي ساعات العمل المنجزة إلى 132 ألف ساعة، وتقلص عدد العاملين في الموقع إلى 32 ألفاً.