المنطقة الغربية - عبدالله محمود:
لم تكشف زيارة نائب مدير المنطقة الغربية التعليمية للشؤون التربوية عبد العزيز المنصوري لمدارس جزيرة دلما عن المواهب الجميلة التي تخفيها المدارس في أعماقها، والإبداعات المتنوعة التي تفتقت عنها عقول الطلاب، بل كشفت أيضاً عن حيوية أهل دلما الكرام وعن شباب واعد متطلع الى حياة أفضل، وأظهرت حجم العمل الذي تم إنجازه في مشروع رفع التحصيل الدراسي للطلاب·
'دنيا الاتحاد' رافقت المنصوري خلال الزيارة ولقاءاته بالهيئات الإدارية والتعليمية والفنية على مدى ثلاثة أيام، والتي تنبع من حرص إدارة المنطقة التعليمية على التواصل ما بين الإدارة والميدان التربوي لمناقشة همومه بصدق وشفافية والوقوف على ما تحتاجه المدارس من المنطقة التعليمية وما تريده المنطقة من المدارس للوصول إلى التطوير المنشود، وخرجت بهذه الانطباعات والصور·
الاهتمام الشديد للقيادة الرشيدة بمستوى التحصيل الدراسي والسلوك التربوي القويم والذي يدعمه شخصياً سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة الذي يحرص على متابعة نتائج مشروع رفع مستوى التحصيل الدراسي بالمنطقة خطوة بخطوة كان أول ما بدأ به عبد العزيز المنصوري لقاءاته، مؤكداً أن إدارة المنطقة تريد أن تكون على قرب من المشاكل التي يعيشها الميدان وكل ما يصدر من تصرفات من أولياء الأمور والآباء والأمهات وان تكون المدرسة مصدراً للإشعاع وخاصة في مجتمع مغلق مثل مجتمع دلما·
أما الأمر الثاني الذي حظي باهتمامه وحرص على إيضاحه فهو قضايا الميدان، حيث تطرق إلى استفحال ظاهرة الدروس الخصوصية رغم نجاح دروس التقوية التي تنظمها المدارس لطلابها بأسعار رمزية، وحذر من وقوع المعلمين في هذا المستنقع، كما حذر إدارات المدارس من تكليف الطلاب بإجراء البحوث والأنشطة خارج نطاق المدرسة لافتاً الى أن القصد من البحوث والأنشطة هو تشجيع الطالب على إنجاز أعماله بنفسه وتحت إشراف المعلم وطالب بتعزيز التعاون والعلاقة ما بين المدير والموجه والطالب وهو محور العملية التعليمية·
ولم ينس المنصوري في جولته التأكيد على قداسة مهنة المعلم، هذه المهنة الشاقة والنبيلة التي تفرض على المعلمين والمربين أن يكونوا قدوة للطالب وولي الأمر وللمجتمع الكبير·
وصفة للنجاح
من جانبها قدمت الأستاذة فاطمة الحوسني مديرة مدرسة التفاني للتعليم الأساسي والتي يطبق فيها مشروع رفع مستوى التحصيل الدراسي وصفة لأسباب التأخر الدراسي لدى الطالب والتغلب عليه، وقالت إن التأخر الدراسي ناتج عن أسباب ذاتية منها: انخفاض مستوى الذكاء عند الطالب مما يؤدي إلى إهماله لدروسه وعدم قدرته على مسايرة الزملاء، وضعفه من الناحية الصحية، وطريقة التعامل الخاصة من الأب والأم والأسرة والتي تقتل الطموح الشخصي لدى الأبناء، إضافة الى صعوبة المواد· وأضافت: في حالة التغلب على الظروف الذاتية لا بد من مساعدة الطالب على تنمية ذكائه وقدراته وكذلك المحافظة والاعتناء بصحة الطالب وحسن معاملة الأبوين وبث روح الدافع الشخصي· كما أشارت إلى أن هناك أسبابا بيئية ومنها المشكلات الاجتماعية والخلافات المستمرة بين الوالدين والتفريق بين الأبناء في المعاملة وأصدقاء السوء والمبالغة في التدليل، وارتفاع المستوى الاقتصادي للأسرة مما يشعر الأبناء بعدم أهمية التعليم طالما كل طلباتهم مستجابة· وكشفت فاطمة الحوسني ان لجنة التحصيل الدراسي بالمدرسة أعدت كتيبا يحدد دور المعلم في المدرسة، ويتناول الكتيب العوامل التي تسهم في رفع كفاءة المعلم ومنها عوامل شخصية وفنية ومهنية وتشجيعية·
تنمية القدرات
وفي المركز التدريبي للتنمية الذاتية وصقل القدرات لفتيات الجزيرة بمدرسة أميمة بنت عبد المطلب أظهرت الفتيات قدرات ومهارات فائقة رغم الإمكانيات الضئيلة، حيث وصف نائب مدير المنطقة المركز بأنه مصنع لإعداد الفتاة لممارسة هواياتها ومهاراتها الفردية والجماعية لتحقيق ذاتها الابداعية بالمركز، وقال هذا المركز ربما يكون نواة لأندية الفتيات والشباب في الجزيرة والذي وجدت فيه الفتاة ضالتها في إشباع رغباتها الفنية والاجتماعية والعلمية والتعليمية وتنميتها من خلال دورات تدريبية على أيدي معلمات قديرات·
وحول فكرة إنشاء المركز قالت السيدة عائشة الحمادي مسؤولة مكتب العمل والشؤون الاجتماعية والمشرفة العامة على المركز: ان الفكرة جاءت خلال زياراتها المتكررة للمدرسة ومتابعة الأنشطة ومشكلات الطالبات خلال رئاستها مجلس الأمهات فوجدت ان كثيرا من الطالبات لديهن مواهب لا يوجد من يبرزها·
وأضافت: حاولت ان أربط بين حاجة الطلاب إلى الترفيه وحاجتهم لإبراز المواهب وشغل أوقات الفراغ، فقمت بدراسة المشروع ورفعه الى السيد خلفان عيسى المنصوري مدير المنطقة التعليمية والذي وافق على الفكرة ورفعها الى ديوان الرئاسة وتمت الموافقة عليه كأول مشروع يخدم فئة الطالبات من الشباب· وتأمل السيدة عائشة ان يتطور المركز الى ناد للفتيات بالجزيرة في المستقبل بدعم من إدارة المنطقة التعليمية وديوان الرئاسة ان شاء الله·
وأشارت عائشة الحمادي الى ان المشروع يشتمل على عدة فرق، وهي: فرقة الأدب العربي وفرقة الشخصيات القيادية وفرقة بنت المستقبل للأعمال اليدوية وفرقة الإمارات الشعبية وفرقة لتنظيم الاحتفالات وفرقة بنت دلما لكتابة البحوث·
وقالت عائشة الحمادي: ان الهدف من المشروع هو تنمية مواهب الطالبات ورعايتها إضافة الى القضاء على أوقات الفراغ والحد من المشكلات في المدارس والتي سببها الكبت وضغوط الدراسة، بالإضافة إلى العائد المادي الذي يتحقق من خلال إقامة معرض لما أنتجته الطالبات خلال أعمال السنة، وأكدت ان بالمركز مكتبة صغيرة تم جمع كتبها من جهات عدة ولكن هناك أمل في إنشاء مكتبه تشتمل على جميع الكتب الوطنية والدينية والعلمية والتراثية وكتب للأطفال، كما ان هناك فكرة إدخال مشروع الأسرة المنتجة في البرنامج حتى تكون الاستفادة للجميع وثمنت إقبال الطالبات من مختلف الأعمار على المركز والناتج عن الرغبة الأكيدة لبنت الجزيرة المبدعة كي تثبت وجودها وحضورها لمواكبة التطور والتحديث·
تفكير ابتكاري
وحول محاور العمل في المركز قالت الأستاذة منى رمضان مديرة مدرسة اميمة بنت عبد المطلب والمشرفة الإدارية للمركز: تتمثل محاور العمل في تنمية القدرات العقلية والتفكير الابتكاري بواسطة ورش عمل وتدريبات باستخدام أجهزة قياس ذكاء داخل مختبر علم النفس، بالإضافة إلى الإرشاد الديني والاجتماعي والصحة النفسية، ويسعى إلى زيادة الوعي الديني عن طريق الكتب والمحاضرات والندوات، والعمل على زيادة الوعي الاجتماعي للأمهات والطالبات، ودراسة مشكلات الأسرة ووضع حلول لها· كما يتضمن المشروع دراسة لقوانين العقل الباطن وفن البرمجة العصبية وهذا البرنامج يعود بالنفع على الطالبة والمجتمع ويحقق اكبر قدر من التحصيل الدراسي· وهناك قسم لتنمية المهارات والهوايات وقد تم دعمه ماديا من ديوان الرئاسة ويتم فيه التدريب على الطباعة ودراسة البرامج المتنوعة للحاسوب، وقسم لتنمية المهارات الرياضية ويتم فيه ممارسة الرياضة البدنية من تنس طاولة وجمباز، وفي هذا المجال قالت المشرفة الرياضية صنعة الحمادي: هناك إقبال الطالبات من مختلف الأعمار على ممارسة الرياضة كل حسب هوايتها وفي نهاية المشروع ربما تخرج فتيات يتميزن بمهارات جيدة في واحدة من الرياضات·
وخلال جولة داخل أقسام المركز والتي بدأناها بقسم الأشغال اليدوية أنجزت الفرقة التي تتكون من (زينب محمد ووفاء اسعد وفاطمة عبد الله وسريعة احمد وعنود عيسى وأحلام مطر ومنال عبد الله وريم ابراهيم)، أعمالا يدوية مصنوعة من الفخار تميزت بجمالية فنية عالية بحيث يمكن الاستفادة منها كأدوات لزينة البيت العصري، كما أنجزن لوحات من الآيات القرآنية كتبت على ألواح من خزف وخشب إضافة الى العديد من الأعمال باستخدام الخرز والألوان·
وفي الورشة الفنية أنجزت الفرقة المكونة من (خلود عبدالقادر وأماني عبدالله ومريم عبدالرحيم وعائشة يوسف) مجموعة من الأعمال الفنية الجميلة بعمل مفارش وأدوات وقطع فنية نادرة·
وقد أعدت إدارة المركز لقاء مع نائب مدير المنطقة ومجموعة من الشاعرات الواعدات هنّ: خولة خليل (ثاني علمي) وخلود ابراهيم (ثالث علمي) وعلياء محمد (ثالث علمي) وفاطمة الحمادي، الملقبة بـ 'دلما الحمادي' قصائد تناولت أعمال ومناقب المغفور له 'بإذن الله تعالى' الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان· وقد أدت الشاعرات القصائد أمام الحضور الكثيف من الطالبات والمعلمات بإتقان وثقة عالية وأداء جيد حيث انضم للمركز أكثر من (07) طالبة من مختلف الأعمار·