حوار: بسام عبد السميع
سجلت الإمارات، عبر مؤتمر الطاقة العالمي الـ24، إضافة جديدة في تمكين المرأة بالقطاع، حيث بلغت حصة المرأة 21% من المتحدثين، و53 من 80 جلسة نقاشية، كما اعتمدت اللجنة المنظمة مخرجات المؤتمر أحد الروافد والمدخلات الرئيسة في خطط مراجعة وتحديث الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050، بحسب المهندسة فاطمة الفورة الشامسي، الرئيس التنفيذي للجنة التنظيمية للمؤتمر والتي أكدت أن مساهمة المرأة في جلسات المؤتمر وصلت إلى 66%.
وقالت الشامسي، في حوار مع «الاتحاد»، أمس، على هامش اختتام أعمال المؤتمر، الذي عقد بمركز المعارض في أبوظبي، على مدار 4 أيام: «إننا جزء من مجلس الطاقة العالمي، بالتالي يجري تحديث الاستراتيجية الوطنية للطاقة 2050 بصورة دائمة وفقاً لمتغيرات وتطورات القطاع، وستصب مخرجات المؤتمر العالمي في خطط مراجعة الاستراتيجية كمدخلات وروافد أساسية وهامة».
وأكدت أن المؤتمر عزز مكانة أبوظبي العالمية كلاعب رئيس ومحوري بقطاع الطاقة في العالم، خاصةً مع حضور عدد غير مسبوق من المشاركين والمتحدثين الرسميين، وتنوع الجهات العارضة وبرنامج المؤتمر الشامل.
وتتولى الشامسي، منصب الوكيل المساعد لشؤون الكهرباء وطاقة المستقبل، والوكيل المساعد المكلف شؤون المياه في وزارة الطاقة والصناعة، وتباشر فيها أنشطة مختلفة متعلقة بأمن ومستقبل الطاقة، وإنتاجية الطاقة والمياه، وسوق الكهرباء والطاقة، وتنظيم ورقابة قطاع الكهرباء والمياه، وتخطيط وتشغيل السدود والموارد المائية.
تساؤلات الاستثمار
وأشارت الشامسي، إلى أن المؤتمر العالمي استعرض كل قطاعات الطاقة والتحول الطاقي والمستخدمين والتساؤلات حول توجيه الاستثمارات في قطاعات الطاقة، وأهمية الهيدروجين كمصدر للطاقة، مع التركيز على دور الشباب، وكيفية تعزيز دور المرأة في مستقبل صناعة الطاقة وابتكارات المستقبل. وأضافت، أن المؤتمر العالمي أتاح للمرأة العاملة في مجال الطاقة منصة كبيرة لاكتساب الخبرات وتعزيز المهارات والتواصل مع العاملات في مجال الطاقة من جميع أنحاء العالم.
وأوضحت أن الحدث سلط الضوء على أهم التحديات في قطاع الطاقة والتحولات الجارية، وأثر هذه التغيرات على مختلف القطاعات في صناعة الطاقة، ودور الدعم الحكومي لمواجهة تحديات عمليات الانتقال الناجحة للطاقة، ومعالجة آثار تغير المناخ.
ويعد المؤتمر، أكبر تجمع دولي لمواجهة التحديات ورسم ملامح مستقبل صناعة الطاقة في العالم، وبمشاركة قادة قطاع الطاقة وأبرز الخبراء من مختلف الدول.
التقاط الفرص
وتابعت، أن جلسات المؤتمر تناولت قضايا وموضوعات كثيرة، وطرحت رؤى جديدة للطاقة من أجل الرخاء، وكيفية التقاط الفرصة من خلال الشراكة الإبداعية، ومفهوم الأعمال غير المألوفة، وقضية الرخاء الشامل عبر السياسات الجديدة، وقيادة الابتكار ودور الحكومات في مستقبل الطاقة، مشيرةً إلى أن اليوم الختامي استعرض مفهوم الابتكار كطريق إلى الازدهار، وآلية الاستفادة من الجيل الخامس في الاتصالات لدفع الاستدامة، وتمكين الابتكار في قطاع الطاقة.
كما خصص الحدث على مدار 4 أيام، مناطق ومنتديات للشباب وللمرأة والمبتكرين ودور شركات النفط والغاز في انتقال الطاقة، كما شهد اجتماع المائدة المستديرة، وقمة قادة الطاقة العالمية وبرنامج قادة المستقبل.
وكانت الإمارات قد فازت في عام 2014 بالإجماع بحق استضافة مؤتمر الطاقة العالمي 2019، بعد منافسة مع عدد من الدول من بينها روسيا، لتكون بذلك أول دولة من الدول الأعضاء بمنظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» التي تستضيف هذا الحدث المهم الذي بدأ قبل 95 عاماً، كما أنها أول دولة تستضيف المؤتمر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وشهد الحدث، استعراض دوافع التحول نحو الطاقة المستدامة، واستخدام التكنولوجيا الحديثة في حل مشكلات الطاقة ومستقبل النفط، كما عقد الاجتماع الثامن لوزراء الطاقة الآسيويين التابع للمنتدى الدولي للطاقة.
كما بحث المشاركون، تحديات ارتفاع عدد السكان، والتوسع العمراني السريع، والنمو الاقتصادي، والحاجة إلى ممارسات مستدامة فيما يتعلق بمسائل الماء والغذاء والطاقة.
سياسـات أمــن الطاقة في 130 دولة
أطلق مجلس الطاقة العالمي، بالشراكة مع «أوليفر وايمان» للاستشارات العالمية، خلال اليوم الثالث من فعاليات مؤتمر الطاقة العالمي الـ24، تقريراً حول التقدم الذي أحرزته قرابة 130 دولة في تطوير سياسات أمن الطاقة والعدالة والاستدامة البيئية. وتضمن التقرير، مؤشر «تريليما»، الذي يعتمد على بيانات عالمية ودولية لوضع تصنيف موضوعي لسياسات الطاقة الوطنية وأدائها، معتمداً على تحليل التوجهات التاريخية، ما يمنح صانعي القرار فرصة لمتابعة وتحليل أدائهم السياسي مع مرور الوقت، حيث تعتبر البيانات الشاملة والرؤى التحليلية أداة ضرورية لواضعي السياسات في سبيل تطوير منهج متماسك وراسخ لمستقبل الطاقة في العالم. وللمرة الأولى، قدم التقرير رؤية معمقة وجديدة لأداء سياسات الطاقة عبر الزمن، ويمكن أن يصبح المؤشر أداة يستخدمها كل صانعي السياسات لوضع خططهم الوطنية واستكشاف أفضل السبل لتحسين أداء سياساتهم للطاقة، حسب ما أفادت به الدكتورة أنجيلا ويلكينسون، كبيرة مديري مجلس الطاقة العالمي خلال جلسة التقرير.
الدورة المقبلة في سان بطرسبرج 2022
شهدت جلسات المؤتمر، أمس، تلخيص القضايا الرئيسية التي تمت مناقشتها خلال الحدث المرموق، والخطوات التي يمكن اتخاذها قبل الدورة الـ 25، المقرر عقدها في سان بطرسبرج عام 2022، وعقدت الجلسة الختامية تحت عنوان «تأملات في الأسبوع: الطاقة من أجل الازدهار»، وأدارها الدكتور كريستوف فراي، الأمين العام والمدير التنفيذي لمجلس الطاقة العالمي.