أبوظبي (الاتحاد)
اختتمت أمس فعاليات مؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرون، بعدما استمرت الجلسات النقاشية والحوارات والأنشطة المرافقة على مدار أربعة أيام متواصلة، محتفية بالإبداع وريادة الأعمال.
وتركزت فعاليات اليوم الرابع والأخير من المؤتمر حول تشجيع المبادرات الجريئة لمواجهة تحديات الطاقة الرئيسة في المستقبل، وتشجيع استخدامات تقنيات الجيل الخامس من الاتصالات «5G» لتحقيق الاستدامة، وكيف يمكن أن يؤدي التعاون بين مختلف الأطراف إلى توفير طاقة أفضل وأرخص.
وتحت شعار «الابتكار: الطريق إلى الازدهار»، استمرت خلال اليوم الأخير من المؤتمر الحوارات النقاشات.
ورحبت الجلسة الختامية بعدد من أبرز قادة الأعمال في الإمارات بالإضافة إلى شخصيات بارزة في مجال الصناعة وبعض المفكرين الواعدين من الشباب ووزراء الحكومة.
وشهد المؤتمر مناقشات مستفيضة حول القضايا الحاسمة والمؤثرة في مستقبل إنتاج الطاقة ونقلها وتوزيعها، وكيف يمكن لريادة الأعمال المبتكرة والجريئة صياغة ثقافة الابتكار الضرورية للتعاطي مع العالم الذي يشهد تغيراً متسارعاً.
وقال معالي ديمتري كوزاك، نائب رئيس وزراء الاتحاد الروسي، إن الإمارات وضعت معايير جديدة للنجاح من خلال استضافة هذا المؤتمر العالمي، ووجه الدعوة للآلاف من الخبراء العالميين لحضور الدورة القادمة من مؤتمر الطاقة العالمي التي تقام عام 2022 في روسيا.
وأضاف كوزاك أن أبوظبي وصلت إلى آفاق أعلى ووضعت معايير جديدة للنجاح، ولكن روسيا سوف تسعى جاهدة لتجاوز التوقعات في مؤتمر الطاقة العالمي الخامس والعشرين في سان بطرسبرج، ومواصلة العمل بناءً على الأسس القوية التي رسختها عاصمة الإمارات العربية المتحدة خلال الأيام الأربعة الماضية.
الاتصالات لتحقيق الاستدامة
وعن «الاستفادة من تقنيات الجيل الخامس لدفع عجلة الاستدامة وتمكين الابتكار في قطاع الطاقة»، ناقش خليفة حسن الفورة الشامسي، الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والحوكمة لمجموعة اتصالات تسخير الجيل الجديد من تقنيات الهاتف المحمول بهدف تعزيز الاستدامة في قطاع الطاقة، وكيف أن تحسين التواصل بين الأفراد والشركات والكيانات، وما يتضمن ذلك من زيادة الوصول إلى المعلومات واستخدام الإنترنت بشكل أفضل، يسهم في تعزيز التوجه المستمر نحو الاستدامة.
وأضاف الشامسي: «تعد تقنية الجيل الخامس أداةً أساسية ستعود بالنفع على المدن والدول والمصانع ومصافي النفط، فهي تمثل ركنًا أساسيًا في الانتقال إلى الجيل الصناعي الرابع، كما أنها تشكل الأساس بالنسبة لمستقبل التقنيات الرقمية».
مشكلات المستقبل
أسهم «مؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرون» في التقاء أبرز الشخصيات العاملة في قطاع الطاقة لتبادل النقاشات حول أهم ما يشغل هذا القطاع، واهتم كذلك بدعم القادة والمبتكرين والمفكرين المستقبليين. فقد شهدت جلسة «الشركات الناشئة لتحويل الطاقة: قوة الإرادة والتحدي» اجتماع فريق من الخبراء، ومن بينهم الفائزون بجائزة «الشركات الناشئة لتحويل الطاقة» لهذا العام، حيث جرت النقاشات في الجلسة حول التنبؤ بتحديات الطاقة التي سيواجهها العالم في السنوات القادمة وتحديد أيها أكثر إلحاحًا.
تطوير شراكات
منح اليوم الأخير من المؤتمر فرصة للمشاركين فيه للتركيز على تطور قطاع الطاقة. ففي جلسة بعنوان «الأسرع والأرخص والأفضل: التعاون بين القطاعات لنجاح تحول الطاقة»، تركزت النقاشات على التطورات العالمية والإقليمية الناشئة في قطاع الطاقة والفرص التي توفرها. واستعرض المشاركون في الجلسة مجموعة من المسائل مثل علاقات التعاون الجديدة بين الشركات والبلدان والكيانات المختلفة، وكيف ألغت التقنيات الرقمية الحدود التقليدية التي كانت تفصل بين قطاعات الطاقة. كما ناقشت الجلسة عوامل توسع صناعة الطاقة وتطورها.
مواصلة العمل
وكان الدكتور كريستوف فراي، الأمين العام والمدير التنفيذي في مجلس الطاقة العالمي، أدار الجلسة الختامية لمؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرين الذي عقد لأول مرة في الشرق الأوسط واحتفى بالإنجازات التي شهدها الحدث العالمي.
خفض الانبعاثات
وفي كلمة له أمام الحضور، قال معالي سهيل محمد المزروعي، وزير الطاقة والصناعة في دولة الإمارات العربية المتحدة: إن الأيام القليلة الماضية شهدت المضي بخطوات بالغة الأهمية في العمل على إعادة تشكيل مستقبل قطاع الطاقة: «لقد شهد مؤتمر الطاقة العالمي نجاحاً هائلاً، وكانت النقاشات العامة بين وزراء الحكومات أدت إلى نتائج ممتازة. لقد اتفقنا على أننا جميعاً ملتزمون بخفض الانبعاثات التي ننتجها والتأكد من أننا جميعًا قادرون على العمل معاً للمساعدة في تقدم الصناعة بأكملها».
وأضاف: «كما أنه من المهم أيضاً أن نعرف أي نوع من الطاقة يساعدنا في المضي قدمًا. يتعين علينا أن نترك أثراً إيجابياً حتى نتمكن في المستقبل من الحصول على هواء وماء نظيفين ليستفيد منهما العالم كله».
كما انضم إلى المزروعي على المنصة ألكساندر نوفاك، وزير الطاقة في دولة روسيا الاتحادية.
وبصفتها الدولة المستضيفة لمؤتمر الطاقة العالمي القادم في 2022، قال نوفاك إن روسيا تغتنم الفرصة لمواصلة النجاح الذي حققته أبوظبي في استضافة الحدث الرائد لصناعة الطاقة.
وقال: «أود أن أوجه الدعوة لجميع المشاركين معنا هنا للحضور إلى روسيا، باعتبارها فرصة مثالية لمتابعة الإنجازات التي شهدها مؤتمر الطاقة العالمي في أبوظبي».
وأضاف «لقد تمت مناقشة التوجهات الرئيسة في الصناعة، ومنها الحاجة إلى تطوير عمليات الإنتاج، وإدارة الكفاءات والشبكة، والحاجة إلى استثمار رأس المال الضخم في القطاع واستخدام الذكاء الاصطناعي وتحسين الكفاءات ومصادر الطاقة المتجددة والمواد الهيدروكربونية والكثير من المسائل التي تمت مناقشتها هنا في أبوظبي ضمن فعاليات مؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرين».
نهاية فترة
مع انتهاء فعاليات مؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرين حلت أيضاً نهاية فترة تولي ديفيد كيم منصب رئيس مجلس الطاقة العالمي.
وخاطب كيم الحضور للمرة الأخيرة وشكر الجميع على دعمهم، وذلك قبل أن يسلم المهمة لـ«جان ماري دوغر»، الذي سيتولى منصب رئيس مجلس الطاقة العالمي.
جائزة الشركات الناشئة
في جلسة «الإعلان عن الأفضل: جائزة الشركات الناشئة لتحويل الطاقة»، انضم ميشيل فيورنتينون المدير الاستثماري لمجموعة أدنوك إلى لجنة التحكيم التي تنظر في الأفكار المتقدمة للجائزة، والتي تسعى لوضع أفكار تؤثر على حركة التوجه والتحول العالمي في مجال الطاقة.
اتصفت الجلسة بالتفاعل والحيوية، فقد وصل المتأهلون إلى نهائيات الجائزة، للتنافس فيما بينهم وتوضيح الفائدة من أفكارهم وما تتمتع به من أبعاد، ومدى استخداماتها العملية، ولماذا يجب على المستثمرين تبني هذه الأفكار.
وتعد «جائزة الشركات الناشئة لتحويل الطاقة» منصة عالمية للابتكار تدعم تحقيق التنوع في ما يتعلق بتحول الطاقة. ومن بين عدد إجمالي قدره 450 طلباً للمشاركة من 80 دولة، تم اختيار العروض التي قدمتها عشر شركات ناشئة بفضل ما تتميز به من أفكار مبتكرة لكل من المعنيين وأصحاب المصالح والمستثمرين وأعضاء مجتمع الأعمال.
وتضمنت قائمة الشركات العشر التي وصلت إلى المرحلة النهائية في هذه المسابقة: شركة ONO المتخصصة في اللوجستيات بنسبة صفر انبعاثات، وشركة الطاقة والذكاء الاصطناعي BlueWave AI، وشركة الطاقة المتجددة المنزلية DC Power Company Limited.