5 يناير 2009 03:08
بدأ العمل مؤخراً في تنفيذ أول مشروع مزدوج لإنتاج البروتين الغذائي من خلال تربية وإنتاج أسماك البلطي الطازجة بطاقة إنتاجية قدرها 10 أطنان سنوياً وإنتاج كميات من اللحوم الحمراء من 200 رأس تقريبا من الأغنام والماعز خلال المرحلة الأولى من المشروع الذي تنفذه كلية الأغذية والزراعة بمزرعة '' نهشلة '' بمنطقة سويحان على مسافة 90 كيلومتراً تقريباً من مدينة أبوظبي ·
وقال الدكتور غالب الحضرمي عميد الكلية أهمية المشروع هي في كونه ينطلق من أراض '' هامشية '' يطلق عليها أراضي السبخات تتميز بدرجة ملوحة عالية جداً مما يجعل المشروع أحد المشاريع الفريدة في المنطقة التي تنتج أسماكا ولحوما عالية الجودة بالإضافة إلى بعض أنواع الأعلاف المتحملة للملوحة مثل ( الاسوبوربلس ) ، (الديستكلس ) ونباتات الزينة على الرغم من الارتفاع الكبير في درجة ملوحة المياه والتربة ·
كما تتضاعف أهمية هذا المشروع الحيوي في ظل التحديات المستقبلية التي يواجهها العالم والمنطقة خاصة فيما يتعلق بأزمة المياه وزيادة معدل الكثافة السكانية ونضوب بعض المصادر الطبيعية ومنها على سبيل المثال كميات الأسماك الموجودة في الخليج حيث يتهدد الانقراض بعض الأنواع المعروفة كالهامور ·
وأضاف أن المشروع يقوم على التوجهات الاستراتيجية لجامعة الإمارات والتي يدعمها ويشجعها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الرئيس الأعلى للجامعة والتي تسعى لإيجاد مصادر إضافية جديدة لإنتاج البروتين لمواجهة التحديات الكثيرة التي تواجهها عملية إنتاج الغذاء في إطار تحقيق الأمن الغذائي المنشود في ظل الظروف المناخية والبيئية الصعبة كارتفاع نسبة ملوحة التربة والمياه وتحسبا لأية تطورات أخرى محتملة في المستقبل ·
وأوضح الدكتور صالح عبده الشرعبي أستاذ وراثة وتحسين الحيوان في الكلية، المشرف على المشروع أن اختيار سمك البلطي تحديداً جاء لقدرته الكبيرة دون غيره من الأسماك على تحمل المياه المالحة وحتى 50 جزءاً في المليون ، لافتاً إلى أن العمل يجري في المشروع بخطى حثيثة حيث بدأ العمل في تجهيز عدد 6 أحواض واستكمال بعض الجوانب الفنية الأخرى الخاصة بالمشروع توطئة لبدء الإنتاج قريباً ·
وأضاف أن مشروع إنتاج البلطي يقوم عليه مشروع آخر يتضمن تربية 200 رأس تقريباً من الأغنام والماعز التي تعتمد في تغذيتها كلياً على إنتاج المزرعة من الأعلاف ، مشيراً إلى انه تم إجراء العديد من الدراسات والاختبارات لتبيان تأثير هذه الأعلاف على الثروة الحيوانية من حيث معدلات إنتاجها من اللحوم وجودته ومدى تأثيرها على القدرة التناسلية للحيوانات التي تتغذى عليها ·
وقد جاءت كل النتائج إيجابية بل أثبتت المقارنات أن تلك النوعية من الأعلاف لا تقل من حيث القيمة الغذائية عن غيرها من الأعلاف الأكثر انتشارا وبخاصة علف الرودس ·· كما تم في هذا الإطار بحث إمكانية الإفادة من هذه الأعلاف في تغذية الجمال حيث أكدت النتائج التي تم التوصل إليها إمكانية الاعتماد تماما علي تلك النوعية التي تنتجها المزرعة من الأعلاف تغذية الجمال ·
وأشار الدكتور الشرعبي إلى أن البرنامج تمكن منذ إنشائه حتى الآن من عمل التقييم الشامل لعدد 45 صنفاً من أصناف النباتات المتحملة للملوحة من بينها نوعان أثبتا كفاءتهما كأعلاف حيوانية بالإضافة إلى النباتات الأخرى التي تتضمن الحشائش، الأشجار والشجيرات ومغطيات التربة وغيرها من النباتات التي يمكن استخدامها لأغراض الزينة وتنسيق الحدائق والمسطحات الخضراء في المناطق الجافة و الشاطئية وقد تم تعميم هذه الأنواع على عدد من الجهات المعنية في الدولة ·
وتبلغ مساحة المزرعة 15 هكتاراً قابلة للتوسع وتنقسم إلى قسمين رئيسين، يضم القسم الأول المشاتل والبيوت المحمية، ويحتضن الثاني تجارب زراعية تطبيقية لعدد من النباتات والحشائش ويوجد بالمزرعة نظام ري متكامل ومتوائم مع المياه الجوفية عالية الملوحة التي توجد بالمنطقة والتي تتراوح نسبة ملوحتها ما بين 20000 -30000 جزء من المليون، بالإضافة إلى نوعية التربة المتأثرة بالملوحة التي تحتاج إلى نوعيات محددة من النباتات المتحملة للملوحة والتي تم إدخالها للمزرعة ·
ولفت أستاذ وراثة وتحسين الحيوان في جامعة الإمارات إلى أن هذا المشروع الحيوي يأتي ضمن '' برنامج زايد العلمي للبحوث الزراعية والبيئية '' الذي أنشئ عام 1992الذي يهدف إلى تشجيع الأبحاث ذات العلاقة بالنباتات المتحملة للملوحة، واستخدامها على نطاق واسع في المناطق ذات الملوحة العالية من خلال تطوير نظم زراعية وبيئية مستدامة بما يحقق تعظيم الاستفادة الكاملة من الأراضي المتأثرة بالملوحة والمياه الجوفية المالحة ·
وقد أثبتت بعض هذه النباتات كفاءتها كأعلاف حيوانية في الأراضي المتأثرة للملوحة وأراضي السبخات حيث تم استخدامها في تغذية الأغنام والماعز والإبل وتطوير نظام إنتاجي متعدد المكونات يتضمن ويتلخص استخدام المياه الجوفية عالية الملوحة في تربية الأسماك واستخدام المياه الناتجة والغنية بالمواد العضوية في زراعة الحشائش العلفية المتحملة للملوحة ، واستخدام تلك الحشائش في تغذية الأغنام والماعز والإبل
المصدر: العين