أسماء الحسيني (القاهرة- الخرطوم)
أعلنت الحكومة السودانية الجديدة، أمس، 10 أهداف لإنجازها خلال الأشهر الستة الأولى لها في أول اجتماع لها. وقال فيصل محمد صالح، وزير الثقافة والإعلام السوداني، إن الحكومة وضعت 10 أولويات لتحقيقها خلال الأشهر الستة الأولى للفترة الانتقالية، أبرزها تحقيق السلام المستدام، ووقف الحرب، ومعالجة أزمة الاقتصاد خاصة ارتفاع الأسعار، ومحاربة الفساد، وتعزيز دور المرأة، وتكوين لجنة مستقلة للتحقيق في فض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش في 3 يونيو الماضي، إضافة إلى إصلاح أجهزة الدولة، وتنظيم العلاقة بين الحكومة المركزية وحكومات الولايات.
وأضاف صالح أن من أولويات الحكومة أيضاً وضع سياسة للعلاقات الخارجية، مع مراعاة استقلالية رأي السودان ومصالحه، والاهتمام بالصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية والبيئة والاتجاه إلى التعامل إلكترونياً. ومن جانبه أكد الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس الوزراء السوداني، أنه سيتوجه غداً، إلى جوبا عاصمة جنوب السودان في أول زيارة خارجية له بعد تولى مهام منصبه.
ويرافق حمدوك في الزيارة وزراء الخارجية والداخلية والتجارة والصناعة والطاقة والتعدين، لبحث العلاقات الثنائية وآفاق التعاون المشترك، إلى جانب جهود جوبا لدعم السلام في السودان.
وقال حمدوك إن السودان يواجه تحديات كثيرة، لكن الشعب السوداني قادر على تخطيها، وكشف عن اعتزامه لقاء قادة الحركات المسلحة السودانية. وأكد أنه لا يوجد أي سقف لدفع فاتورة واستحقاق السلام.
وأعرب عن تفاؤله بإمكانية تحقيق السلام في السودان، وأكد أنه سيتم تشكيل لجنة تحقيق بشأن أحداث فض الاعتصام بالخرطوم في 3 يونيو الماضي.
ووعد حمدوك بالعمل من أجل خلق سودان جديد مفتوح للاستثمار. وأعرب عن أمله في نجاح البرنامج الإسعافي في معالجة الأزمات الاقتصادية، مشيراً إلى أن السودان يعيش حالياً مناخاً جديداً سيؤدي إلى معالجة مكامن الخلل. وأعرب حمدوك عن اعتقاده بأن معركة محاربة الفساد لن تكون سهلة، لكنه سيخوضها.
يأتي ذلك في وقت قالت فيه مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد» إنه تم استئناف اجتماعات وفد الجبهة الثورية برئاسة الدكتور الهادي إدريس ووفد الحكومة السودانية برئاسة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) والتي تتم برعاية رئيس جنوب السودان.
وكانت الاجتماعات قد امتدت حتى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية في فندق كراون بجوبا، وتم الاتفاق المبدئي على الإطار العام للتفاوض، دون الدخول في عملية التفاوض المباشر، حيث كان هناك توافق على الإطار العام لمعظم القضايا المطروحة، المتعلقة بمسائل السلام والترتيبات الأمنية وقضايا الأسرى والمسجونين، والمسائل المتعلقة بعودة العمل الإنساني وعودة المنظمات الإنسانية وقضايا النازحين واللاجئين والتعويضات.
وأضافت المصادر أن الاجتماع اتفق على تكوين لجنة 5+5 من أعلى مستوى بالطرفين، بالإضافة لتحديد فترة بداية التفاوض المقرر انطلاقها في شهر أكتوبر المقبل.
ومن جانبه، قال ياسر عرمان، نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، لـ«الاتحاد» إن الاجتماعات في جوبا بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة تركز على التشاور حول الجوانب الإجرائية المحادثات السلام، وكيفية تنفيذ إجراءات بناء الثقة الواردة في الوثيقة الدستورية وليست مفاوضات.
وأشار عرمان إلى أن التفاوض عملية تحتاج للوصول إلى اتفاق حول الإجراءات الهامة لبناء عملية السلام، والتي يجري النقاش حولها في هذه المرحلة، ولفت إلى أن فصيل الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو يناقش بشكل منفرد.
وقال ضحية سرير توتو القيادي بـ«الحركة الشعبية» لـ«الاتحاد» إن المباحثات في جوبا تسير بشكل جيد، وهناك روح تفاهم كبير من كل الأطراف، مما يبشر بأن السلام قادم.
فيما قال الناشط السوداني عزت المهيري لـ«الاتحاد» إنه يتمنى نجاح مفاوضات السلام في جوبا، وأن تطوى صفحة الحرب في السودان إلى الأبد.
وفي القاهرة، تعقد، اليوم، الجلسة الختامية لمؤتمر حزب الأمة السوداني القومي حول الرؤية الاستراتيجية لملف المناطق المأزومة، بمشاركة رئيس الحزب الصادق المهدي الذي وصل إلى القاهرة، مساء أمس، بعد غياب عن القاهرة استمر قرابة العام. ويشارك في المؤتمر عدد كبير من قيادات الحزب من داخل السودان وخارجه.
وقال قياديون بحزب الأمة لـ«الاتحاد» إن المؤتمر الذي يستمر 3 أيام يهدف للتحضير لرؤية حزب الأمة الاستراتيجية في ما يخص قضية السلام وأثرها على مناطق النزاع، والتأكيد على ربط أي جهد متعلق بالمناطق المأزومة والمتضررة بالحروب بأصحاب الشأن والمتأثرين بها من نازحين ولاجئين وإدارة أهلية وكل مكونات المجتمع المدني، والاهتمام بالمجتمعات المحلية والإدارة الأهلية وإقالة عثراتها لتتحمل أعباء رتق النسيج الاجتماعي.