محمد إيراهيم (الجزائر)
في خطوة تعني انسحابه من الحياة السياسية تماماً، طلب الرئيس الجزائري المؤقت السابق عبد القادر بن صالح من الرئيس الجديد عبد المجيد تبون إعفاءه من رئاسة مجلس الأمة (الغرفة الأولى في البرلمان). وتلقى تبون، أمس، رسالة من بن صالح تحمل هذا المطلب، ورد عليها تبون قائلاً «أشكركم على تخصيصكم لشخصي أولوية الاطلاع على قراركم وأغتنم هذه السانحة لأجدد لكم بالغ تقديري وامتنان الأمة، نظير إخلاصكم وتفانيكم في خدمة المؤسسة البرلمانية والدولة وشعبنا، سوف يشهد لكم التاريخ، لا محالة، أنكم كنتم دوماً رجل الموقف متى احتاج إليكم الوطن»، بحسب بيان من الرئاسة الجزائرية.
وتولى بن صالح الرئاسة المؤقتة بالجزائر منذ 9 أبريل الماضي عقب أسبوع من استقالة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، حيث ينص الدستور على أنه في حالة استقالة الرئيس يتولى رئيس مجلس الأمة الرئاسة المؤقتة لمدة 90 يوماً تجرى خلالها الانتخابات الرئاسية. وبالفعل دعا بن صالح لانتخابات رئاسية في 4 يوليو الماضي، إلا أنه لم يتقدم لها أي مرشح تضامناً مع مطالب الحراك الشعبي بضرورة تنحي رموز نظام بو تفليقة عن السلطة وفي مقدمتهم بن صالح نفسه.
وامتدت مهمة بن صالح حتى 19 ديسمبر الماضي، حين أدى الرئيس الجديد عبد المجيد تبون اليمين الدستورية، وقرر منح بن صالح أرفع وسام في الدولة، وهو وسام الاستحقاق الوطني بدرجة «صدر» تقديراً لما أتمه من مهام في رئاسة الدولة. ويوصف بن صالح بأنه كاتم أسرار بوتفليقة، وكان موفده الشخصي للاجتماعات والقمم العربية والدولية منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013.