أسماء الحسيني (القاهرة- الخرطوم)
عاد وفد الحكومة السودانية المفاوض إلى الخرطوم، وسط أنباء عن تعثر المفاوضات مع الحركة الشعبية لتحرير السودان جناح عبد العزيز الحلو، التي أصدرت بيانا لاذعا، انتقدت فيه مغادرة وفد التفاوض الحكومي لجوبا عاصمة جنوب السودان حيث تدور المفاوضات فجأة، كما انتقدت تصريحات لمسؤولين سودانيين حول قواعد عملية السلام.
وقالت حركة الحلو في بيانها «بينما مازلنا موجودين في جوبا لمواصلة المفاوضات، فوجئنا بمغادرة وفد الحكومة الانتقالية، من دون إخطار رسمي لوفدنا عبر لجنة الوساطة».
وأضافت: تابعنا خبر عودة وفد الحكومة المفاوض إلى الخرطوم عبر التليفزيون السوداني، حيث جاء على لسان محمد حسن التعايشي عضو مجلس السيادة والناطق الرسمي باسم وفد التفاوض الحكومي أن الاتفاق الإطاري الذي وقعته الحكومة الانتقالية مع مجموعة عقار وعرمان- في إشارة إلى الجناح الآخر من الحركة الشعبية الذي يراسه مالك عقار- قد وضع الأساس السياسي والأمني لكل مسارات التفاوض في منبر جوبا.
وأوضحت الحركة أن تصريحات التعايشي تعبر عن رؤية الوفد الحكومي والموقعين عن الاتفاق، وبالتالي تؤكد الحركة الشعبية بقيادة الحلو أنها غير معنية بالاتفاق الإطاري الموقع بين الحكومة الانتقالية ومجموعة عقار وعرمان، وإن أيدته المسارات الأخرى.
وأكدت مجدداً استعدادها التام لمواصلة المحادثات رغم تعثرها وجمودها، وذلك انطلاقا من رغبتها الصادقة في تحقيق السلام.
وكانت الوساطة في جنوب السودان قد أعلنت تعليق التفاوض حتى الرابع من الشهر المقبل. وقال توت قلواك مستشار حكومة جنوب السودان لدى مخاطبته حفل توقيع اتفاق مسار الشمال أمس الأول إنه تقرر رفع جلسات التفاوض في كل المسارات إلى الرابع من فبراير المقبل، وذلك بطلب من الحكومة لإجراء بعض المشاورات في الخرطوم بشأن سير المفاوضات، وبعض القضايا العالقة. وقالت مصادر سودانية مطلعة لـ«الاتحاد» إن هذا التراشق يعكس أزمة في مفاوضات السلام في السودان، مشيرا إلى أن مطالب حركة الحلو بالعلمانية أو أن تطرح تقرير المصير سيظل عقبة في طريق التوصل لاتفاق سلام شامل ونهائي يسكت صوت الحرب في السودان إلى الأبد.