أشرف جمعة (أبوظبي)
تسابق الزمن، وهي تغزل الخيوط بيديها على آلة السدو لتستعيد حكايات قديمة ترسخت في الذاكرة، ولم تزل بخيته حمد المري تشكل بيديها الخيوط لتصنع العجائب، فتطل بأعمالها التي تنسجها من الزمن الماضي على صفحة الحاضر، ومنذ أن التحقت بنادي تراث الإمارات، وهي تعمل على هذه الآلة التي تبتكر من خلالها الخطوط والظلال، وتضع رسومات مبهرة من مخيلتها.
تقول المدربة التراثية بخيته حمد المري: منذ سنوات وأنا أعلم الصغار والكبار حرفة السدو، التي ساعدتني على التعبير عن الفنون التي تسكنني، نظراً لأنني أمتلك القدرة على تصميم الأعمال، ووضع الرسومات التي تتوافق مع الموروث الشعبي، وتعبر عن الحاضر أيضاً، لافتةً إلى أنها طوعت موهبتها في الرسم في تشكيل بعض القطع التي تغزلها.
وأوضحت أن هناك مواد أولية لازمة لصنع قطعة من السدو مثل وبر الإبل، وشعر الماعز، وصوف الغنم، بخاصة أن أهل البادية صنعوا من خلال السدو بيوت الشعر، وأثاث المنزل كالأغطية والسجاد والوسائد، وزينو الإبل وزخرفوا الأسرجة والأحزمة الخاصة بها بأشكال وألوان مختلفة.وتذكر المري، أنه في البداية يتم جز الصوف، وقص شعر الماعز، وجمع الوبر من الإبل، ثم فرز الصوف وتصنيفه تبعاً للألوان والأطوال، ونفشه، ونفضه بالضرب لتخليصه مما علق به من نباتات وأشواك وأتربة، ليكون جاهزاً للمرحلة الثانية التي يتم فيها غسله ثلاث مرات أو أكثر بالماء البارد أو الساخن، بعدها ينشر الصوف على الحبال أو بيت الشعر لمدة يومين أو أكثر، وفي المرحلة الثالثة يُشرع في غزل الصوف والشعر أو الإبل وتحويله إلى خيوط متينة.وتشير إلى أنها تصنع السدو على الطريقة القديمة تماماً، والتي كانت متبعة في الماضي، حيث كانت المرأة قديماً تهيئ الصوف بيدها اليسرى على نحو لا يتجاوز القدمين طولاً، ثم تربطه بالنهاية السفلى بلولب الغزل، وتدفعه على الصنارة المثبتة على قمة المغزل، ثم ترفع ركبتها اليسرى، وهي في وضع الجلوس، وتضع الطرف الأسفل من المغزل على ركبتها، وبعد ذلك تلف مقبض المغزل بقوة بدفع راحة يدها بسرعة إلى الخارج، فيدور المغزل في الهواء بسرعة، وتمسكه بيدها اليمنى بوساطة الصوف الملفوف على المغزل ذاته، عندها يلتف الصوف حول الجزء المنخفض من رأس المغزل.