9 فبراير 2009 00:05
شهد السبت الماضي افتتاح الدورة التاسعة والخمسين لمهرجان برلين السينمائي الدولي عرض الفيلم البوليسي ''اين ذي اليكتريك ميست'' (في الضباب الكهربائي) الذي يصور لويزيانا مسكونة بأشباح ماضيها في العبودية ومدمرة بفعل الإعصار كاترينا· ويأتي دخول هذا الفيلم الذي عرض أمس في قاعة قصر المهرجان المنافسة على الدب الذهبي في يوم واحد مع الفيلم الإيراني ''اباوت ايلي'' (بشان ايلي) لأصغر فرهدي والألماني ''ستورم'' (عاصفة) لهانز كريستيان شميد· والفيلم، وهو الثاني للمخرج الفرنسي تافرنييه الناطق بالإنجليزية بعد ''ديث ووتش'' العام ،1980 مقتبس عن قصة بوليسية مثيرة للكاتب جيمس لي باركي عن شرطي يعمل في بلدة صغيرة نائية في ولاية لويزيانا يعيش بهاجس واقعة ضرب رجل أسود حتى الموت شاهدها وهو طفل صغير· يكلف هذا الشرطي النزيه الطيب القلب الذي كان جنديا سابقا في فيتنام، بكشف غموض جرائم قتل غامضة ضحيتها فتيات ليل· ويتسم الفيلم الذي يصور مناظر مستنقعات لويزيانا الطبيعية الخلابة وسماءها الغائمة باللهجة المحلية وموسيقى المنطقة· ورغم تعقد اللغز، إلا أن الأحداث تتوالى بانسيابية في أجواء من الفساد داخل مستنقع صغير مسكون بأشباح ضحايا العبودية وحرب الانفصال· يؤدي جون غولدمان في هذا الفيلم دور رجل مافيا انتهازي يحقق الثراء من وراء مرور الإعصار كاترينا إلى جانب ممثلين محليين يتميزون بحضور قوي· والجرائم التي لا يعاقب مرتكبوها كانت أيضا موضوع فيلم ''ستورم'' (العاصفة) الذي أثار انفعال وتأثر جمهور المهرجان· يبرز هانس كريستيان شميد في هذا الفيلم تعطش مدعية في محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة في لاهاي إلى العدالة طارحا في إطار قصة تخيلية التساؤل التالي: ''من يعوض أفضل عن الأضرار الجسيمة التي لحقت بالضحايا: القضاء أم السياسة؟'' يدور الفيلم حول مدعية تكلف محاكمة ضابط صربي متهم بتهجير وقتل مدنيين مسلمين بوسنيين خلال حرب البوسنة لكنها ترى الشهادة التي بنيت عليها الاتهامات كلها تنهار· وعندئذ تحاول إقناع ضحية سابقة بتقديم شهادتها أمام المحكمة· ويتطرق ''ستورم'' إلى المهمة الشاقة لمحكمة الجزاء الدولية من تحقيقات طويلة تخضع لضغوط سياسية وصعوبة في حماية الضحايا وإفلات العديد من المجرمين من العقاب· ورغم بساطة السيناريو وعدم تماسكه أحيانا والتحيز الواضح للمخرج إلا أن الفيلم نجح في اثارة تفاعل جمهور العرض الصحفي· أما ''أباوت ايلي'' (بشأن ايلي) لأصغر فرهدي، فهو يصور مجموعة من شباب الطبقة البورجوازية في طهران يواجهون مأساة أثناء وجودهم في نزهة على شاطىء البحر· لكن الثرثرة الكثيرة والتطويل المبالغ فيه سرعان ما يفقدان المشاهد الاهتمام بالفيلم·
المصدر: برلين