تامر عبد الحميد (أبوظبي)
وصف الموسيقار والعازف العالمي نصير شمّة المجمع الثقافي في أبوظبي بالصرح الكبير والحاضر الثقافي الذي استمر لـ3 عقود مضت، الذي استطاع خلال هذه السنوات الطويلة جذب بُعد حضاري وثقافي كبير جداً، مباركاً للإمارات والعاصمة أبوظبي إعادة الروح من جديد للمجمع الثقافي الذي شهد أهم العروض الفنية والثقافية، والذي عزف على مسرحه «غداً أجمل».
وعبر نصير شمّة عن سعادته البالغة لأن يقف من جديد على هذا المسرح الثقافي العالمي، ويكون عرضه «من آشور إلى إشبيليه» الأمسية الافتتاحية للمسرح الجديد بالمجمع الثقافي، الذي لعب دوراً كبيراً في أن تكون الثقافة جسراً لحوار الآخر، ومنصة لكل المفكرين والمبدعين وكبار الموسيقيين والفنيين، لافتاً إلى أن إعادة إحيائه مجدداً ستكون لها الأثر الأكبر على مسيرة الثقافة والفن بصفة عامية ودولية.
قدم شمّة أمسيته مساء أمس الأول، بعرض خاص على آلات العود المختلفة مع أوركسترا «2350 ق.م»، ليأخذ الحضور في رحلة عبر الموسيقى والثقافة والزمن، ضمن أمسية رائعة، قدم من خلالها العديد من المقطوعات الموسيقية المختلفة التي تفاعل معها الحضور كثيراً، بدأ شمة عرضه «من آشور إلى إشبيلية» الذي يعزز الروابط التاريخية لتاريخ الموسيقي التي يتقاسمها العالم العربي وأوروبا، بمقطوعة بعنوان «جدارية الحياة»، لينتقل بعدها ويقدم معزوفة بعنوان «بين النخيل»، ثم قدم للموسيقار محمد عبد الوهاب مقطوعة «عاشق الروح» الشهيرة، بمشاركة أكثر من 20 موسيقياً من أوركسترا «بيت العود»، في تناغم وانسجام كبيرين، وفي منتصف الأمسية وبمناسبة عام التسامح، قدم نصير أحد خريجي «بيت العود» وهو الإماراتي فيصل الساري، وترك له المجال ليقدم مقطوعة مزجت بين الموسيقى الكلاسيكية والمعاصرة، بعنوان «روح التسامح»، والتي أخذت الحضور في رحلة عبر فيها الساري من خلال موسيقاه بثقافة التسامح في الإمارات.
مقطوعات فريدة
وتحت عنوان «الأندلس تفتح أبوابها» دعا نصير شمّة، عازف الجيتار الإسباني المشهور «كارلوس بينانا»، ليقدما معاً من خلال آلتي العود والجيتار، عزفاً لمقطوعات فريدة تفاعل معا الحضور بشكل كبير، كما قدما معاً مقطوعة أخرى بعنوان «غداً أجمل»، التي نثرت روح التفاؤل والفرح في جميع أرجاء قاعة المسرح الجديد، كما قدم مقطوعة أخرى مع العازف اليوناني «جورج» تحت عنوان «تانجو»، وأتى هذا المزج بين الموسيقى العربية والغربية، لتؤكد إيمانه بأن الموسيقى جسر للتواصل مع الآخر، مع اختلاف الثقافات والجنسيات والديانات، وتعزيز دور الموسيقى في الحوار بين الثقافات.
الطريق إلى شقلاوة
واسترجع نصير شمّة ذكريات طفولته مع الحاضرين، من خلال تقديمه معزوفة بعنوان «الطريق إلى شقلاوة»، معرفاً شقلاوة بأنها مدينة في شمال العراق، ومزجت هذه المقطوعة بين موسيقى حديثة وقديمة، ومزيج بين مقطوعات موسيقى من أغاني «فوق النخل» و«قدك المياس» لصباح فخري، والتي نالت حماس الخصور.
تطوير العود
نصير شمّة أوضح خلال الحفل أن اسم أوركسترا «2350 ق.م» يعود إلى عمر العود نفسه الذي يعود إلى 2350 قبل الميلاد، ومزج في عرضه بين تقديم آلات جديدة من عائلة العود وآلات أخرى مستوحاة من العود مثل المندولين والجيتار والبزق، وشمّة الذي عمل لسنوات من أجل الترويج للعود وتطويره، كشف أن مشروع تجميعه لآلات العود المختلفة استغرق مدة 20 عاماً، ما بين تواجده في القاهرة وأبوظبي، حيث استطاع من خلال «بيت العود» في أبوظبي، تكوين عائلة جديدة من العود، وأن يطور من آلات العود، ويصنع آلات جديدة مختلفة في الحجم والأصوات مثل عود «لين» وعود «لا» وعود «لو» وعود «باص»، معلناً عن مشروعه الجديد الذي يحمل اسم «صنع في الإمارات»، لتقديم نموذج من آلة عود درجة أولى للعزف المنفرد.
فنون معاصرة وتقليدية
يتضمن برنامج المجمع الثقافي مجموعة متنوعة من العروض الكلاسيكية والمعاصرة العربية، بما يترجم رؤية المجمع الثقافي التي تجمع بين الفنون المعاصرة والتقليدية في بوتقة واحدة، تنصهر فيها الاتجاهات الفنية المختلفة، فمن المقرر أن يقدم اليوم نصير شمّه عرضاً جديداً مع أوركسترا «بيت العود»، احتفاء بالذكرى العاشرة لبيت العود، وتقدم جمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح يوم 10 سبتمبر عرض مسرحية «أحمد بنت سليمان» المستوحى من رواية «طفل الرمال»، فيما يعود الفنان الإماراتي ميحد حمد للحفلات المباشرة من جديد من خلال أمسية موسيقية على مسرح المجمع الثقافي يوم 12 سبتمبر.
خريجو «بيت العود»
عبر العازف العالمي نصير شمّة عن فخره بتواجده مع كل العازفين الموجودين على خشبة المسرح في حفل افتتاح المسرح الجديد للمجمع الثقافي، خصوصاً أن جميعهم من خريجي «بيت العود» في أبوظبي، وجميعهم أصبحوا نجوماً وكونوا فرقاً خاصة بهم، وطاروا موسيقياً في جميع أرجاء العالم.